أسلوب الداعية الإسلامي عمرو خالد الفريد في ممارسة الدعوة جعل منه أحد أكثر الدعاة الدينيين شعبية في العالم.
وبلغت جاذبيته حداً، حذا بمجلة تايم الأمريكية إلى إدراجه في المرتبة 13 في لائحة الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم. وذلك وفقاً لموقع بي بي سي.
وفي القاهرة تحتل أشرطته على "دي.في.دي" DVD مكاناً بارزاً ضمن المنتجات الأكثر مبيعاً في محلات فيرجن، بين النجم السينمائي بروس ويليس، والنجم الكوميدي تشارلي تشابلن.
وأثار أسلوب خالد المثير للجدل، الذي يقبل المقارنة بالطريقة التي ينتهجها، بعض المبشرين الإنجيليين في الولايات المتحدة، انتقاد المؤسسة الدينية، ما أدى بخالد إلى مغادرة بلده مصر.
ومن المثير للسخرية، تمكن خالد بفضل القنوات الفضائية من توسيع نطاق جمهوره بأكثر مما لو ظل محصوراً في مسجد أو قاعة للمحاضرات.
"المتدرب"
الآن وبعد نجاح عروضه التلفزيونية – التي يشاهدها الملايين عبر العالم - ينوي خالد إطلاق نسخته من العرض التلفزيوني "المتدرب". وقال خالد، "إن الهدف ليس ربح المال بل جعل الشباب جاهزين لمساعدة المجتمع".
وبدأ برنامج المتدرب في الولايات المتحدة، وكان عبارة عن منافسة يختار رجل الأعمال دونالد ترامب في ختامها من سيدير أحد فروع شركاته.
وفي النسخة البريطانية، يتنافس المتبارون من أجل الفوز بمنصب أجرته تعادل عشرات الآلاف، في إحدى شركات رجل الأعمال المليونير اللورد شوجار. ويحصل المرشح الخاسر على الجملة الشهيرة "أنت مطرود".
ويقول خالد، إن الفرق الكبير بين هذين العرضين التلفزيونيين وبين عرضه هو أن المنافسة لن تكون على ربح مادي، بل على ابتداع فكرة تكون الأفضل من أجل خدمة المجتمع.
وأضاف خالد، " في بعض البرامج، سيذهب المتنافسون إلى القرى، وسنرى من سيساعد الأسر الفقيرة أحسن من الآخر".
وستتقدم المجموعات ذات الأفكار الجيدة، فيما سيُصار إلى طرد عضو من الفريق الخاسر.
أسلوب جديد
إن سر نجاح خالد بسيط، "إنه يتحدث لغتنا"، هكذا تقول شابة من القاهرة ترتدي غطاء للرأس زاهي الألوان.
فخلافاً للدعاة التقليديين يرتدي خالد بدلة عصرية، ويستخدم اللهجة المصرية في برامجه.كما أنه سن طريقة جديدة في أسلوب الدعوة عبر التلفزيون.
ولكن الفوارق تذهب إلى أبعد من ذلك، حسب جنيف عبده، مؤلفة دراسة عن الصحوة الإسلامية في مصر.
وتعتقد جنيف عبده أن هذا الجيل الجديد من الدعاة يلبي حاجة ماسة، قائلة، "لقد أفلحوا في ابتداع طريقة لجلب الدين إلى الحياة العصرية. بمعنى آخر، سلوكك هو الذي يصبغ عليك الطابع الإسلامي، وليس كم من المرات في الأسبوع قرأت القرآن، وكم مرة ذهبت إلى المسجد".
ويوضح خالد قائلاً، " إن الرسول محمد يقول إن تعمل على إعالة أسرة فقيرة، أفضل لك من المكوث في المسجد أربعين يوماً. كيف يساعد الإيمان على خدمة المجتمع، هذا هو طريقي".
"خارج التغطية"
بينما يثير الدعاة من قبيل عمرو خالد حفيظة المؤسسة الدينية - لعدم تلقيهم تدريباً رسمياً - قد يدل نجاحهم على أن الدعاة التقليديين في معزل عن شريحة الشباب من المجتمع.
ويقول الكاتب عز الدين شكري، إنها "تعاطي فرداني للدين".
وأضاف شكري، إن هذه الظاهرة "شبيهة بإصلاح الدين المسيحي في القرون الوسطى. تبتعد عن السلطة الخارجية، لصالح دور أكبر للفرد في تأويل النصوص والعثور على طريق في الحياة".
ولكن هذا التوجه سيف ذو حدين، حسب شكري. ويحذر الكاتب قائلاً، "في التلفزيون أنت محط أنظار عشرات الملايين من المشاهدين في العالم العربي. وعندما يكون لديك كل هذا النفوذ، من يضمن أن ما تقوله لن يجرح مشاعر كل هؤلاء الناس؟".
ويمضي شكري متسائلاً، "كيف نعرف متى وقعت في الخطأ؟ لا يمكنك كمجتمع أن تمنح شخصاً ما كل هذا النفوذ دون وسيلة لضبطه".
قلب أرجواني
تمخض عن أسلوب الدعوة الجديد الذي أتى به عمرو خالد، موجة جديدة من الدعاة عبر التلفزيون.
ومصطفى حسني هو واحد من القادمين الجدد، ويشبه ديكور البرنامج الأسبوعي لحسني، ديكور عرض لموسيقى البوب، بعنوان الرواية والفيلم الشهيرين "قصة حب" مرسوماً وسط قلب أرجواني في الخلفية.
ويقول حسني، "لقد آن الأوان لكي نتحدث إلى الشباب بلغتهم، ولكي نعيش في عالمهم".
ويبدو أن الفكرة ناجحة. فقد تجمع جمهور غفير من أجل حضور حفل لموسيقى الروك على ضفاف النيل. وضمن الجمهور، عدة فتيات يرتدين غطاء الرأس.
هل يشاهدن برامج الدعوة عبر التلفزيون، وهل يؤثر الدعاة عليهن؟ بالطبع تقول إحداهن "لديهم الأفكار نفسها التي لدينا".
بقلم أريبيان بزنس في يوم الأحد, 20 ديسمبر 2009