قالت وزارة التعليم العالي في السعودية أمس الأحد أنها تتجه إلى إنشاء جامعات تقنية في المملكة كخيار مرحلي أسوة ببقية دول العالم المتقدم.
ويأتي الحديث عن افتتاح جامعات تقنية بعد افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي تصنف كواحدة من أكثر جامعات العالم تطورا.
وأوضح نائب وزير التعليم العالي علي العطية، أن الوزارة حققت أرقاماً قياسية عالمية من خلال التوسع في عدد المحافظات التي يشملها التعليم العالي، "ارتفع العدد من 17 محافظة قبل 4 أعوام إلى 72 محافظة حتى الآن، تشمل كليات يحتاجها سوق العمل كالطب والهندسة والعلوم الصحية والحاسب الآلي".
وتنفق السعودية مليارات الريالات على جامعاتها في محاولة لاستغلال عائدات النفط في تطوير البحث العلمي وإعداد كادر علمي مؤهل قادر على تسلم مهام الإدارة في كثير من المؤسسات الاقتصادية والعلمية والإدارية من الأجانب الذين يصل عددهم في المملكة إلى نحو 10 مليون شخص.
وكانت السعودية بدأت في برنامج الابتعاث الخارجي الذي يتضمن إرسال طلبة سعوديين للدراسة في الجامعات العالمية المرموقة على حساب الحكومة السعودية، كما حققت جامعتا الملك سعود وجامعة الملك فهد مواقعاً متقدمة بحلولهما ضمن أفضل 300 جامعة عالمية، طبقاً لتصنيف "تايمز كيو.إس" البريطاني للجامعات والذي تنشره تايمز البريطانية في شهر أكتوبر/تشرين الأول من كل عام.
وأشار نائب وزير التعليم العالي، إلى أن مؤسسات التعليم العالي استوعبت 92 في المائة من خريجي الثانوية العامة للعام الحالي، على رغم أن الجامعات العالمية لا تتجاوز نسبة القبول فيها 50 في المائة من خريجي الثانوية، إضافة إلى برنامج الابتعاث الخارجي، إذ تعد السعودية من أعلى الدول نسبة للمبتعثين الدارسين خارج الحدود لعدد السكان والشريحة العمرية.
وأوضح أن انتشار الجامعات في المحافظات أسهم في هجرة عكسية من المدن والمناطق الكبرى إلى المحافظات المتوسطة، مؤكداً في الوقت ذاته أن الوزارة لها دور كبير في التنمية الشاملة من خلال الانتشار المدروس.
وكان الملك عبدالله افتتح أخيراً وبحضور عدد من الرؤساء والملوك العرب والأجانب جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا، وتهدف الجامعة إلى مساعدة البلاد على التنافس عالمياً في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وتحتضن الجامعة العملاقة أحد أسرع أجهزة الكمبيوتر في العالم.
وتعد الجامعة صرحا تعليميا هائلا بما تحتويه من مختبرات ومعامل ومكتبات صممت ونفذت على أحدث المستويات الهندسية في العالم، وتضم الجامعة أربعة مراكز بحوث علمية متخصصة تهتم بدراسة الاحتياجات الصناعية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتطوير الصناعات المستقبلية.
وتمنح الجامعة درجات علمية في الدراسات العليا فقط إذ ستكون خطة الأبحاث هي أساس البرامج التعليمية على مستوى درجتي الماجستير والدكتوراه في 11 مجالا دراسيًا
هي الرياضيات التطبيقية وعلوم الحاسوب، والعلوم البيولوجية، والهندسة الكيميائية والبيولوجية، والعلوم الكيميائية، وعلوم الحاسوب، وعلوم وهندسة الأرض، والهندسة الكهربائية، والعلوم والهندسة البيئية، والعلوم والهندسة البحرية، وعلوم وهندسة المواد، والهندسة الميكانيكية.
ويمثل مشروع الجامعة الذي أقيم في مركز ثول على ضفاف البحر الأحمر بالقرب من محافظة جدة بتكلفة عشرة مليار ريال وعهد بتنفيذه لشركة أرامكو السعودية على مساحة 36 مليون متر مربع وشاركت في وضع تصاميمه الهندسية مجموعة من الشركات المحلية والعالمية ، طرازاً متناسقاً بين العمارة التقليدية والتصميمات العصرية التي وضعت للمحافظة على كفاءة استخدام الطاقة والحد من الآثار البيئية الضارة.
بقلم: قحطان العبوش في يوم الاثنين, 19 أكتوبر 2009
مجلة أعمال الشرق الأوسط