أصيبت بمرض عضال وهي في العشرين من عمرها، وأبى المرض إلا أن يصيبها بالشلل الكامل، ويقعدها على كرسي الإعاقة بشكل دائم.. إلا أنها، على رغم كل ذلك، أبت الاستسلام، وتوجهت نحو الحياة لتغرف منها وتعيشها بفرح وابتسامة دائمة بما يشبه المعجزة، فقد أضافت إلى فمها وظائف أخرى غير الأكل والكلام والضحك، فقد جعلت من فمها يداً تمسك القلم لتكمل دراستها، وتحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الفلسفة الإسلامية، وتمارس كتابة المقالات الأدبية والسياسية في العديد من الصحف والمجلات، وتمسك الريشة لترسم بها العشرات من اللوحات التي لفتت الأنظار إليها في المعارض الجماعية التي شاركت فيها، عدا المعارض الفردية، ما أفسح لها المجال للحصول على لقمة العيش بعرق جبينها من دون الاتكال على الآخرين.
وعن الصعوبات التي تجدها وهي ترسم بفمها تقول:
- هذا يعود إلى قناعة الشخص وتصميمه وحبه للحياة، وصبره. أنا لا أجد صعوبة، هناك من يتعجب ويقول لي: أراك لا تتأففين أبداً، ويطلب مني أن أتأفف، أن أشتم، أن أسأل الله: لماذا أنا مقعدة ومشلولة من دون الآخرين؟
أنا راضية بما قسم الله لي، وأشكره بأنْ مَنَّ علي بأشياء كثيرة، تجعلني أنسى أنني مشلولة، ولا أتذكر شللي إلا عندما يذكّرني به الآخرون. وأنا أعيش بسلام وطمأنينة بيني وبين نفسي، لا أحسد أحداً، ولا أنظر إلى غيري، الآخرون يرسمون بأيديهم، هذا صحيح، أما أنا فأحسب نفسي عصفورة تغرد وتأكل وتفعل كل شيء بمنقارها، يعني أنا أرسم بمنقاري وأريكم أحلى اللوحات.
المصدر: مجلة (دبي الثقافية) العدد (38)، يوليو 2008م
ماشاء الله ..
ردحذفتحياتي لهذه المرأة التي تحدت الإعاقة
ردحذف