أثار اقتراح وزير إيطالى تعليم الديانة الإسلامية ساعة أسبوعيا فى المدارس العامة فى موازاة تعليم الكاثوليكية، جدلا كبيرا فى إيطاليا وتساؤلات حول جدوى التعليم الدينى فى هذا البلد حيث غالبية السكان من الكاثوليك.
واقترح نائب وزير التنمية الاقتصادية ادولفو اورسو إدخال ساعة اختيارية فى المنهج الدراسى لتعلم الديانة الإسلامية أو ساعة بديلة من تعلم الكاثوليكية تفاديا لوقوع تلاميذ مسلمين "ضحايا المدارس الإسلامية الأصولية".
وبموجب اتفاق أبرم مع الفاتيكان العام 1929 فإن الدولة الإيطالية ملزمة بتعليم الكاثوليكية فى المدارس فى حين أنها غير ملزمة بتعليم الديانات الأخرى.
وقال رئيس المؤتمر الأسقفى الإيطالى الكاردينال انجيلو بانياسكو إن "تعليم الكاثوليكية مبرر لأنه جزء من تاريخنا وثقافتنا، وتعلم الديانة الكاثوليكية ضرورى للإلمام بثقافتنا".
وأضاف أن "تعليم الديانة الإسلامية الذى تقترحه الحكومة ليس جزءا من ثقافتنا"، وبحسب إحصاءات رسمية فإن أكثر من 90% من تلاميذ المدارس العامة كانوا يحضرون ساعة التعليم الدينى المسيحى فى 2006-2007. لكن هذا الرقم مبرر فى غياب الخيارات بحسب المنتقدين.
ونظريا يمكن استبدال ساعة التعليم الدينى بالتربية المدنية، لكنها غير مطروحة بسبب عدم توافر الميزانية فى حين أن الكنيسة تمول التعليم الديني، وتبقى الكاثوليكية الديانة الرئيسية فى إيطاليا لكن الديانات الأخرى تتقدم خصوصا الإسلامية بسبب المهاجرين.
ورحب اليسار االإيطالى باقتراح تدريس الدين الإسلامى وخصوصا رئيس الوزراء السابق ماسيمو داليما الذى تحدث عن "اقتراح منطقى لكنه صعب التطبيق" بينما تضاربت الآراء فى معسكر اليمين، و قال رئيس مجلس النواب جان فرانكو فينى إن الاقتراح "حكيم يصب فى المصلحة الوطنية منأ تحقيق اندماج اجتماعى"، فيما وصفته رابطة الشمال، الحزب الحليف لبرلسكونى، بأنه "مشروع استفزازى"، وسرعان ما تحول النقاش إلى تأييد التعليم الدينى وفقا لمذهب التلاميذ فى المدارس العامة.
من جهته، قال دومينيكو مازيلى رئيس اتحاد الكنائس البروتستانتية فى إيطاليا "على المسلم أن يعرف لماذا يحتفل المسيحيون بعيد الفصح وعلى المسيحى أن يعرف لماذا يحتفل المسلمون بعيد الفطر أو اليهود بعيد الغفران"، داعيا إلى تعلم كل الديانات ومنها البروتستانتية.
يذكر أن الأجانب فى نهاية 2007 كانوا يمثلون 4.2% من التلاميذ فى المدارس الإيطالية بينهم 37% من المسلمين، أى 184 ألف طالب بحسب أرقام وزارة التربية الإيطالية.
عن: أرابيان بزنس