من كرم رمضان أنه أعفانا من هموم السياسة والإجازات الصيفية والمدارس والكليات والمواصلات. وإن تنحت القضية الفلسطينية صوتا وصورة والوحدة الوطنية والسلام والأسلحة النووية في الشرق الأوسط..
وكل هذه المشكلات والعقد سوف تتواري تحت وطأة المسلسلات وقرقشة المكسرات والتهام الحلويات..
فقد توارت ولكنها تنمو وتتعاظم وتلتوي مثل أفاعي موسي عليه السلام تلتهم كل القضايا الحيوية الأخري.
ولكن تبقي قضية القضايا ومشكلة المشكلات وهي نقطة الماء من منابعها حتي مصابها في دمياط ورشيد. إن هذه القضية الحيوية لم تلق ما لقيه مسلسل واحد من المسلسلات. فالشعب لم يعرف حتي الآن ما هي القضية وما هي المشكلة. ولم نقنع الشعب بأن الله قال: وجعلنا من الماء كل شيء حي. ولولا النيل ما كانت حياتنا. ولم نفلح حتي الآن في إقناع المصريين بأنهم سفهاء في استخدام المياه, فهم يتركون الحنفية مفتوحة تماما كما يفعل الفلاحون حين يتركون القنوات تغرق الحقول وتفيض بعد ذلك في المصارف..
هناك مثل يقول: يجب أن تهتم برقم واحد.. ورقم واحد في قضايانا وهمومنا هو: مصر.. حياة شعبها وأمنهم وسلامهم وسلامتهم ويومهم وغدهم وشبابهم وبحثهم وتقدمهم..
ويجب ألا نزهق من تكرار الاهتمام بنا في كل وسائل الإعلام.. فمن أجل ذلك كانت هذه الوسائل أداة للتعريف والإقناع ومساندة الدولة في رسم مصيرنا بأيدينا وعقولنا.. ولا نكتفي بالإذاعة والتليفزيون, وإنما بالكتب أيضا. وألا تنفرد هيئة واحدة بتنوير الشعب وتوجيهه إلي أخطار قضاياه. وذلك بأن نحشد كل قوانا من أجل البقاء.. فأهم من كل قضية وكل مشكلة وكل محاولة للحل: السلام المائي لمصر!
|