هذا الكتاب هو واحد من الكتب التي ستعيش أمدًا طويلاً وسيدوم بين أيدي القراء لوقت أطول، لأنه عن رجل يحمل على كتفيه أطنانًا من العلم، وفى قلبه أفدنة من الإيمان، إنه دكتور مصطفى محمود. وكتاب (مصطفى محمود.. سؤال الوجود) للكاتبة الدكتورة لوتس عبد الكريم يصدر في شهر ديسمبر ليكون واحدًا من الكتب صاحبة الشعبية والقيمة والتي يداوم "كتاب اليوم" على إصدارها، وقد سبق للكاتبة أن أصدرت واحدًا من أكثر الكتب بيعا ضمن إصدارات "كتاب اليوم" هو كتاب (الملكة فريدة وأنا). وتقول الكاتبة عن حياة العالم الكبير ورحلة علاقة الصداقة التي جمعتهما وسجلت أحداثها على صفحات هذا الكتاب: "إنه ليس مجرد عالم بل هو فيلسوف وطبيب وفنان ورجل دين في وقت واحد، فهو فنان متصوف بالفطرة أمضى حياته بين العلوم بمختلف أنوعها من العلوم الطبية إلى العقلية والشرعية، وهو أيضًا سياسي مخضرم لا بانتمائه لأي حزب من الأحزاب أو اعتناقه لأفكار وأيديولوجيات، لكن بنظرته العميقة وتحليله السابق لزمنه لكل الأحداث والأيديولوجيات السياسية في العالم، فهو من تنبأ بسقوط الشيوعية ونهاية مرحلة الستينات بخردة من الأفكار الاشتراكية التي أصبحت غير قابلة للاستعمال". وتورد الكاتبة لوتس عبد الكريم أحد أشهر مقولات د.مصطفى محمود: الطبيب هو الوحيد الذي يحضر لحظة الموت ولحظة الميلاد.. وهى من اللحظات التي يقف أمامها الفيلسوف حائرًا. وتحدثت أيضًا عن الأديب الكبير الذي كان يقف خلف كل هذا العلم وكل هذه الفلسفة والرقي الروحي ليأخذ منها ويمتص من رحيق كل واحدة من هذه الصفات ليبدع لنا مسرحًا وقصصًا تفيض بالروحانيات وأيضًا بالفلسفة وإعمال العقل. وتقول الكاتبة: "الفيلسوف الوجودي مثله الأعلى هو البطل، والبطولة عند مصطفى محمود هي في إيجاد المعنى إن لم يكن العثور عليه، المعنى الذي يجعل الحياة حياة، بل ويعلو عليها". وتقول الكاتبة الصحفية نوال مصطفى رئيس تحرير كتاب اليوم: "هذا الكتاب ليس مجرد سرد للسيرة الذاتية لحياته العامرة بالأحداث الجليلة، إنما هو كتاب يحكي قصة علاقة إنسانية عميقة بين المؤلفة الدكتورة لوتس عبد الكريم وصاحب موضوع الكتاب الدكتور مصطفى محمود". وتضيف: "فالمؤلفة أتيح لها أن تتعرف عن قرب على هذا العالم والمفكر الجليل، فالتقطت بذكاء هذه الفرصة ولم تضيّعها.. قررت بإصرار أن تقتحم عالمه، وأن تفتح أبوابه المغلقة، وفي رحلة الاقتحام هذه تكشف وتكتشف "مصطفى محمود الفنان" صاحب الحس الفني الراقي، فتنقل عنه ولعه الشديد بالموسيقى، فهو يرى أن الكون كله أشبه بأغنية رائعة، يتناغم فيها صوت عصفور مغرد مع صوت طنين فراشة ملونة" . وما لا يعرفه الكثيرين أَنَّ مصطفى محمود قد كَتَبَ إلى جانبِ القصَّةِ القصيرةِ والروايةِ والمسرحيةِ والمقالةِ والسيناريو القصيدةَ الشعريةَ، لكنَّنا لا نعثرُ على كثيرٍ مما كتبه من شعرٍ، ربَّما لأنه مزَّق ما كتب، أو رأى نفسه متحقِّقا في فنونِ الكتابة الأُخْرى،فهجر الشِّعْرَ. إنه كتاب يستحق بالفعل القراءة والمتابعة لرحلة حياة تسير في قلب الوطن وأهله.. رحلة حيلة علامة كبير مثل الدكتور مصطفى محمود واحد ممن أثّروا في فكر الملايين.
بقلم: د. لوتس عبدالكريم