حقائق.. بقلم: إبراهيم نافع

351893 قال النبي عليه الصلاة والسلام‏:‏ إن عظم الجزاء مع عظم البلاء‏,‏ والصبرعند الصدمة الأولي‏,‏ وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم‏,‏ فمن رضي فله الرضا‏,‏ ومن سخط فله السخط‏.‏
وقال عمر بن عبد العزيز‏,‏ ما أنعم الله علي عبد نعمة فانتزعها منه فعاضه عن ذلك الصبر إلا كان ما عاضه خيرا مما انتزع منه‏,‏ وقرأ‏:‏ إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب‏.‏
وسئل الفضيل بن عياض عن قوله تعالي‏:‏ سلام عليكم بما صبرتم فقال‏:‏ بما احتملتم من المكاره وصبرتم عن اللذات في الدنيا‏..‏
وعن عطاء بن يسار أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال‏:‏ إذا مرض العبد بعث الله إليه ملكين فقال‏:‏ انظروا ماذا يقول لزائريه‏,‏ فإن هو إذا جاءوه حمد الله وأثني عليه رفعا ذلك الي الله وهو أعلم‏,‏ فيقول‏:‏ إن لعبدي علي إن توفيته أن أدخله الجنة‏,‏ وإن أنا شفيته أن أبدله لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه‏,‏ وأن أكفر عنه سيئاته‏.‏
وقال وهب بن منبه‏:‏ لا يكون الرجل فقيها كامل الفقه حتي يعد البلاء نعمة ويعد الرخاء مصيبة‏,‏ وذلك أن صاحب البلاء ينتظر الرخاء‏,‏ وصاحب الرخاء ينتظر البلاء‏.‏
وسئل لقمان الحكيم‏:‏ أي شيء خير؟ قال‏:‏ صبر لا يعقبه أذي‏..‏ وأي الناس خير؟ قال‏:‏ الذي يرضي بما أوتي‏..‏ وأي الناس أعلم؟ قال‏:‏ الذي يأخذ من علم الناس الي علمه‏.‏
وقال أحد السلف‏:‏ إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات‏:‏ أحمده إذ لم يكن أعظم منها‏,‏ وأحمده إذ رزقني الصبر عليها‏,‏ وأحمده إذ دفعني للاسترجاع لما أرجو من الثواب‏,‏ وأحمده إذ لم يجعلها في ديني‏.‏
وقال يحيي بن معاذ‏:‏ إلهي تبرني بنعمائك فإنك لطيف‏,‏ ولا تبرني ببلواك فإني ضعيف‏,‏ وكان رضي الله عنه يقول في دعائه‏:‏ عيل صبري وضاق صدري واشتدت فاقتي الي مغفرتك وعظم رجائي لرحمتك‏,‏ وألححت في الدعاء اضطرارا وأنت تجيبني اختيارا‏,‏ أما ترحمني محتاجا إليك ومعتمدا في حاجتي عليك‏.‏
ليس لي إله سواك فألتجيء إليه‏,‏ ولا لك شريك فأعتمد عليه‏,‏ بنور جلال وجهك أسألك إلا عجلت فرجي ياأرحم الراحمين وقد أمرنا النبي صلي الله عليه وسلم بالاستعاذة في دعائنا من بلاء الدنيا والآخرة‏..‏ وفي رواية أجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة‏.‏

إرسال تعليق

أحدث أقدم