قال النبي عليه الصلاة والسلام: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء, والصبرعند الصدمة الأولي, وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم, فمن رضي فله الرضا, ومن سخط فله السخط.
وقال عمر بن عبد العزيز, ما أنعم الله علي عبد نعمة فانتزعها منه فعاضه عن ذلك الصبر إلا كان ما عاضه خيرا مما انتزع منه, وقرأ: إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب.
وسئل الفضيل بن عياض عن قوله تعالي: سلام عليكم بما صبرتم فقال: بما احتملتم من المكاره وصبرتم عن اللذات في الدنيا..
وعن عطاء بن يسار أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: إذا مرض العبد بعث الله إليه ملكين فقال: انظروا ماذا يقول لزائريه, فإن هو إذا جاءوه حمد الله وأثني عليه رفعا ذلك الي الله وهو أعلم, فيقول: إن لعبدي علي إن توفيته أن أدخله الجنة, وإن أنا شفيته أن أبدله لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه, وأن أكفر عنه سيئاته.
وقال وهب بن منبه: لا يكون الرجل فقيها كامل الفقه حتي يعد البلاء نعمة ويعد الرخاء مصيبة, وذلك أن صاحب البلاء ينتظر الرخاء, وصاحب الرخاء ينتظر البلاء.
وسئل لقمان الحكيم: أي شيء خير؟ قال: صبر لا يعقبه أذي.. وأي الناس خير؟ قال: الذي يرضي بما أوتي.. وأي الناس أعلم؟ قال: الذي يأخذ من علم الناس الي علمه.
وقال أحد السلف: إني لأصاب بالمصيبة فأحمد الله عليها أربع مرات: أحمده إذ لم يكن أعظم منها, وأحمده إذ رزقني الصبر عليها, وأحمده إذ دفعني للاسترجاع لما أرجو من الثواب, وأحمده إذ لم يجعلها في ديني.
وقال يحيي بن معاذ: إلهي تبرني بنعمائك فإنك لطيف, ولا تبرني ببلواك فإني ضعيف, وكان رضي الله عنه يقول في دعائه: عيل صبري وضاق صدري واشتدت فاقتي الي مغفرتك وعظم رجائي لرحمتك, وألححت في الدعاء اضطرارا وأنت تجيبني اختيارا, أما ترحمني محتاجا إليك ومعتمدا في حاجتي عليك.
ليس لي إله سواك فألتجيء إليه, ولا لك شريك فأعتمد عليه, بنور جلال وجهك أسألك إلا عجلت فرجي ياأرحم الراحمين وقد أمرنا النبي صلي الله عليه وسلم بالاستعاذة في دعائنا من بلاء الدنيا والآخرة.. وفي رواية أجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
- جريدة الأهرام - أعمدة ـ حقائق بقلم : إبراهـيم نـافـع
- السنة 133-العدد 44826 - 29 أغسطس 2009 ـ 8 من رمضان 1430 هـ السبت