عودة الوالدين إلى سفرة الإفطار الأسرية.

1251282295 عن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم:يقول:( جلوس المرء عند عياله أحب إلى الله تعالى من الاعتكاف في مسجدي هذا).

يعتبر دور الأب وألام محوراً أساسيا  في داخل الأسرة، ولايمكن استبداله بشخص أخر أو الاستغناء عنه،وذلك من المهمات الملقاة عليهم والمسؤوليات الجسام التي يتحملها الوالدين تجاه الأسرة.

وفي الوقت الحاضر وخصوصا في هذا الشهر الفضيل نستطيع القول أن هناك انحسارا وتراجعا لدور الوالدين في داخل الأسرة ،وتخلي الكثير من الآباء عن مسؤولياتهم التربوية الرمضانية، وذلك نتيجة ما يقام في هذا الشهر العظيم بما يسمى ( التفطيرة ).

إن هذا المستحب جميل جداً وعظيم لما فيه من الأجر والثواب ،وتفطير صائم ،وتزاور،وصلة رحم،وتلبية لدعوة،وتعاون،وتعارف،وتالف،و.......و........و.......

ولكن من الأجمل عدم إغفال الوالدين عن من هم بأمس الحاجة لهم ،والجلوس  حول سفرة واحدة يغمرها الجو الأسري الذي يحتوي الرعاية،والحب،والحنان،والتربية ،وهذا ما أشار  إلية الحديث في مقدمة المقال.

لقد تعلمنا من آبائنا في الصغر كثير من المستحبات وآداب الصيام، فعندما كان والدي عليه الرحمة يجلس على سفرة الإفطار ومن حوله أسرتي كنت اسمع منه تلك الكلمات"بسم الله اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت وعليك توكلت ،فتقبل منا انك أنت السميع العليم".وعند أول لقمه يأخذها يقول "بسم الله الرحمن الرحيم،يا واسع المغفرة اغفر لي، ويقرأ بعدها سورة القدر،وأيضا كان عليه الرحمة يتصدق عند الإفطار ،وكان يبين لنا مستحبات الشهر العظيم من خلال تطبيقه لها.

ولكن من الغريب أن يستبدل دور ذالك الوالد الواعظ على سفرة الإفطار (عند البعض) بوسيلة أخرى وهو التلفاز.

فقد أصبح هذا الجهاز وخصوصاً في هذا الشهر الكريم من أكثر وسائل الإعلام تأثيراً في  عالمنا المعاصر ،وذالك بسبب تنوع القنوات الفضائية وقدرتها على جذ ب المشاهدين،فأصبح التلفاز جزءاً لايتجزأ من سفرة الإفطار.

ولا ننكر بوجود بعض القنوات التربوية الهادفة، فهذا الجهاز وكل مايبث من خلاله من برامج إعلامية مهما كانت فلا بد وان تحتوي على الجانب السلبي والايجابي بنسب متفاوتة ولكن لابد من محاولة لحصر السلبيات قدر الإمكان، وذالك بوجود الوالدين حول أبنائهم وعدم الانشغال عنهم.

فعودوا أيها الوالدين إلى سفرة الإفطار، قال الله تعالى في سورة التحريم: ﴿يأيها الذين أمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة﴾.

إرسال تعليق

أحدث أقدم