متى يقدم الوهم استقالته؟



فى البدء كانت الكلمة. هكذا أخبرنا العهد الجديد ولكنه لم يحدد كلمة من؟ يقولون انها كلمة الله الذى نعبده جميعا ولكنهم يختلفون حول طبيعته ويصنعون منه آلاف الآلهة ويصل خلافهم حد الاقتتال من يهوه الحاقد الباطش مرورا بيسوع الذى يضحى نفسه على الصليب ليكفر عن خطايانا جميعا ثم يتحول على يد اباء الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية إلى حجة القتل والنهب والحقد المقدس باسم الرب. وعندما حاول المسلمون تفسير الله جاءوا بالخوارج والرافضة والقرامطة والدواعش فتاهت معانى الرحمة تحت سنابك خيول الفاتحين! وبعد أن كان الله صوت العقل فى مجتمعات الوثنية ، لم يعد للعقل صوت بين أتباع الله. صارت الحاكمية أكثر كلمة يرددها المسلمون دون أن يفهموا منها سوى نصها دون مقصدها ولم يعد هناك من يعلمنا برأي الله وحكمه بعد أن انقطع حبل النبوة بين السماء والأرض. وصار لزاما علي المسلمين أن يجدوا صيغا للتعايش مع قيم الحداثة وحقوق الإنسان ولكن أنى لهم ذلك و حراس المعبد أهون عليهم أن يهدروا دم فرج فودة على أن يكفرون داعش! وما بين حراس المعبد ورهبان العقل مازال الله فكرة تلهو فى عقولنا فى المسافة الواقعة بين حاكمية سيد قطب و علمانية سيد القمنى، وها هى الحقيقة تقاتل فى سبيل النور. ترى هل يقدم الوهم استقالته قريبا؟

بقلم: ميادة مدحت
أحدث أقدم