مع التقنيات الجديدة الإعلان التجاري أقل حظاً

قبل 12 عاما، أسس بييرو كوزي شركة دولشي فيتا فيلمز- Dolci Vita Films  -  وبدء في إنتاج الأفلام الإعلانية وهو اليوم من اللاعبين البارزين في قطاع إنتاج الأفلام الإعلانية في الشرق الأوسط.

مع تراجع معدلات الإعلان التجاري في كل مكان على مستوى العالم، إلا أن ذلك لم يمنع مؤسسا شركة دولشي فيتا فيلم من النظر إلى المستقبل بطريقتهما الخاصة. فقد قاما بتوجيه أعمالهما إلى القطاعات التي أصبحت أكثر شعبية وفعالية في التأثير. ويعد الشريكان بإنتاج إعلانات تجارية ذات جودة عالية ومستوى متقدم.

هذا ما يؤكده بيير حداد المدير والشريك في دولشي فيتا فيلم، فيقول :«سنبدأ بالاعتماد على تقنيات جديدة مثل تقنيات الوضوح العالي المضاعف Double HD. كما نعمل على تأسيس مجموعات من المختصين القادرين على تطبيق التكنولوجيا الحديثة لنكون الرواد في خلق وسائط متعددة مبتكرة من أجل المستقبل. فتلك الوسائط الإعلانية ستأتي بأنساق مختلفة ابتداء من تلك التي تعرض على الهواتف الخليوية إلى تلك التي تعرض على جدران المباني العملاقة، على الرغم من أن الإعلانات التجارية على التلفزيون لا تزال قائمة.

منصة جديدة

من جهته يقول بييرو كوزي: «هناك منصات حديثة تسيطر على متلقي الإعلان وخاصة من جيل الشباب مثل الهواتف الجوالة وصفحات الإنترنت. ودمج تلك الوسائط المتعددة خلال الفعاليات سيشكل التوجه المستقبلي. أي أن المستقبل بحاجة إلى دمج تنظيم الفعاليات مع الصور الجذابة، بخلاف الأساليب الإعلامية التقليدية كما هو الحال في المجلات والصحف وكذلك الإعلانات التجارية في التلفزيون. ما نسعى للقيام به هو فتح باب جديد للإعلانات التجارية بعيدا عن التلفزيون أو وسائل الإعلام التقليدية. وتحديدا نود استخدام الفعاليات كمنصة جديدة يمكن للمعلنين الاعتماد عليها لإيصال إعلاناتهم إلى المتلقين، سواء من خلال الصور التي تعرض على مساحات كبيرة خلال مجريات الفعاليات، أو من خلال وضع هذه الإعلانات على الطرقات أو الجدران لأن لدينا التقنيات الحالية الكافية للقيام بكل ذلك. فنحن قادرون على إنشاء الصور بجميع أشكالها حتى ثلاثية الأبعاد.
فقد عملنا مع نفس الأشخاص الذين قاموا بإنجاز فيلم The Matrix وكذلك فيلم Bat Man، فلدينا الخبرة الكافية في صناعة الصور، ونود إيصال هذه الأخيرة إلى كافة المنصات المتواجدة حاليا، من الهواتف وصولا إلى الفعاليات الكبرى. هدفنا هو خلق اهتمام كبير يحيط بالفعاليات بعيدا عن الفعالية بحد ذاتها. وكذلك نريد إقناع الشركات برفع الإنفاق على هذه الفعاليات، لأنها ستعود بمردود على الشركة أكثر من الاعتماد على الإعلانات التقليدية. الفعاليات الحالية ليست شيئا تفعله اليوم وتنسى أمره في اليوم التالي، ما نسعى إليه هو محاولة المضي بهذه الفعاليات لتعمر أكثر، وإبقاءها حية فترة طويلة من خلال توزيع أقراص DVD للفعاليات مثلا، أو الحديث عنها في الصحف والتلفزيونات والمجلات، أو عرض فعالياتها على الويب».
قطاعات هامة
ويوضح حداد «ما يميزنا هو تخصصنا بالفعاليات الضخمة وتلك التي تتبع للمؤسسات الكبرى، أما القطاعات التي نركز عليها بشكل عام، فهي الفعاليات التي تروج للمدن الكبرى والشركات وحفلات الافتتاح الكبرى للألعاب الرياضية. لكن ذلك لا يعني أن ليس بإمكاننا القيام بفعاليات خاصة بالشركات وإطلاق المنتجات، يمكننا العمل على تلبية الاحتياجات المختلفة للقطاعين بنفس الطريقة المبتكرة وبنفس الأسلوب، وبنفس الكفاءة في استغلال المبالغ المدفوعة من قبل الزبائن لضمان نجاح الفعالية واستمرار أثرها لفترة طويلة.  فعلى سبيل المثال نتوجه اليوم للبحث عن فرص للعمل مع وزارة السياحة ووزارة الثقافة. أما في الإمارات فنسعى إلى التواصل مع أكبر قدر ممكن من وكالات الإعلان الحكومية، لكن بعض الشركات الحكومية في الإمارات لها وكالات الإعلان الخاصة بها، وحتى تلك الشركات التي لها وكالاتها الخاصة بها يمكننا أن نعمل معها ونساعدها، من خلال تقديم الأفكار المبتكرة والخبرات والتقينات اللازمة لمساعدتها ومحاولة تقديم الكم الأكبر من الدعم اللازم لإنجاح ما لديها من فعاليات. ونركز كثيرا على قطر لأن لديهم العديد من فرص العمل كما هو الحال في أبوظبي، وكذلك وزارتي الثقافة والإعلام في البحرين، والشركات الحكومية والتجارية في المملكة العربية السعودية. ولا ينصب تركيزنا على دول الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط فقط، بل نحن جاهزون للعمل في أي مكان في العالم، فنحن شركة عالمية تتواجد في هذا المجال منذ 35 عاما، وعلى سبيل المثال قدمنا عروضنا لإنجاز فعاليات الألعاب الأولمبية التي ستقام في لندن».
الوصول إلى الأهداف
وينصب تركيز حداد وكوزي حاليا على الفعاليات الخاصة بالمؤسسات وتلك المخصصة لإطلاق المنتجات بسبب قدرة شركته الفنية على توليد كافة الوسائط المتعددة بمختلف أشكالها، يقول حداد:«تمكننا من الوصول بتلك المؤسسات أو الشركات إلى أهدافها من الفعاليات التي يودون تنظيمها، وخلق ردود فعل مميزة لهذه الفعاليات. ومن الأشياء التي لم نذكرها أننا نركز أيضا على تنظيم حفلات الجوائز، لأن لدينا فريقا من المختصين الذين أشرفوا على العديد من حفلات الجوائز حول العالم، ونسعى حاليا للقيام بذلك وخاصة مهرجانات الأفلام والمهرجانات الثقافية. فشركة فيلم ماستر عملت في السنوات الأخيرة على إنجاز مهرجان البندقية للثقافة، وهو ثاني أهم مهرجان في العالم بعد مهرجانات ريودي جانيرو التي تقام في البرازيل. ما نعتقده، وما يخبرنا به الناس حاليا، أن مهرجانات التسوق لم تعد بتلك الجدوى الاقتصادية كما كانت من قبل.
ولا بد من أفكار بديلة وطرق مبتكرة للترويج للوجهات المختلفة عالميا، فمهرجانات التسوق هذه وخاصة في ظل الركود الاقتصادي لم تعد تجذب الناس. فهؤلاء لم يعودوا على استعداد لدفع الكثير من المال على التسوق كما كان في الماضي، بل يسعون إلى تجارب مميزة وقضاء عطلات فريدة. فالدول التي تسعى حاليا لجذب الزوار إليها وتشغيل ما لديها من مرافق ومطارات وفنادق عليها أن تقوم بأعمال أخرى بعيدا عن مهرجانات التسوق، مثل النشاطات والعروض التي تبقى في الذاكرة لفترات أطول، وهذا بالضبط ما نحن مستعدون للقيام به»

على شركات الانتاج التاقلم مع الأوضاع الجديدة.

على شركات الانتاج التاقلم مع الأوضاع الجديدة.

الشركات الحكومية بدأت تنفق أكثر على قطاع تنظيم الفعاليات.

الشركات الحكومية بدأت تنفق أكثر على قطاع تنظيم الفعاليات.

لصالح الإنترنت
تغيرات نسب الإنفاق الإعلاني حسب الوسائل كما يقول حداد . فقد انخفضت الميزانيات المخصصة للإعلانات التجارية التلفزيونية وكذلك الإعلانات التجارية التقليدية.  أما الميزانيات التي أنفقت على إعلانات الإنترنت في السنوات الخمس الماضية فقد زادت بسنبة تتراوح بين 500 و800 %، وهناك زيادة في الميزانيات المنفقة على تنظيم الفعاليات، ليس بذلك القدر، ولكن الزيادة موجودة، فوكالات الإعلان في الشركات الحكومية والمؤسسات الأخرى تنفق حاليا ميزانيات أكثر على قطاع تنظيم الفعاليات أكثر مما تفعل في مجال الإعلانات التجارية التقليدية، والسبب في ذلك يحتمل أن يكون العائدات الأكبر التي تعود على الشركات بعد تنظيم الفعاليات، لأن الأخيرة تولد الكثير من الاهتمام لدى الأشخاص المستهدفين الذين يبحثون عن هذا النوع من الفعاليات.
ويضيف: لم تعد الإعلانات التجارية العادية تنفع في كثير من الأحيان، فعلى سبيل المثال إن كنت تريد أن تفتتح  استادا رياضيا، ليس من المجدي أن تعلن افتتاحه من خلال التلفزيون أو المطبوعات، لأن الأشخاص المستهدفين في هذه الحالة يجب أن يعيشو افتتاح الحدث على أرض الواقع. ما نحاول فعلة هو خلق تجربة فريدة يعيشها الفرد وتظل معه، ويطيل الحديث عنها على الدوام، ويتكلم عنها ويحث الآخرين على المجيء لمعايشة نفس الحدث.

الأفلام التجارية
بييرو كوزي هو من أهم منتجي الأفلام التجارية. فبيير حداد قادم من العمل في القطاع الإعلاني لمدة 20  سنة، وقد أنتج مع كوزي أفضل الأفلام الإعلانية، ومع أن قطاع الإعلانات انخفض بنسبة 20 %، وميزانيات الإنتاج انخفضت بنسبة تتراوح بين 70 % و80 %، وهو أمر عادي برأي حداد وهذا يعني أن على شركات الإنتاج الإعلاني ابتكار أساليب جديدة للتأقلم مع الحالة الجديدة، ومع أن المرحلة السيئة قد مرت، حسب حداد إلا أن الشركة تنتقل إلى توليد وسائط متعددة يمكن أن تستخدم كوسيلة إعلانية في منصات متعددة، مثل المجلات والهواتف الجوالة وصفحات الإنترنت والمساحات الكبيرة وأخيرا الفعاليات التي تنظمها الشركات للترويج لاسمها أو لمنتجاتها التجارية. وليكون المتلقون قادرين على التعامل معها بشكل تفاعلي وتبادلها بين شخص وآخر. أي أننا سنولي نفس الاهتمام بالقطاعين على حد سواء، قطاع تنظيم الفعاليات وقطاع إنتاج الإعلانات التجارية. ولكن إن دفعنا السوق في أحد الاتجاهات فإن علينا الاستجابة وتلبية طلبات السوق.
مستقبل السوق
يضيف حداد :«بالتأكيد سيتغير الوضع عما هو عليه للأحسن، لكن الإعلانات قد لا تصل إلى الدرجة التي كانت عليها من قبل، ولكنها ستتغير بطريقة مختلفة تماما. ولسوء الحظ لن يكون الأمر إيجابيا جدا لهؤلاء الذين يفكرون بأسلوب تقليدي، فعلى سبيل المثال ستتناقص أهمية القنوات التلفزيونية على الرغم من كثرتها، ولا أعني أنها ستصبح عديمة الفائدة، ولكن أعني أن استثمارها سيتم بأساليب مختلفة. فتوجه الشباب بين أعمار 20 و25 سنة  ينصب الآن على الإنترنت أكثر من القنوات التلفزيونية التقليدية. لقد بدأ هذا  بالفعل في دول مجلس التعاون الخليجي، لذا علينا التجاوب بسرعة والاعتماد على الإعلانات متعددة الأهداف أكثر من الاعتماد على الأسلوب الإعلاني التقليدي. فعلى سبيل المثال يعد فيسبوك،أحد أهم المنصات الإعلانية على الويب حاليا، على الرغم من أنه لم يكن موجودا على الإطلاق منذ 3 سنوات. وسيظل القطاع الإعلاني حيا على الدوام، لأن هناك العديد من العلامات التجارية ذات الصيت والسمعة التي تحتاج إلى تلميع صورتها على الدوام والبقاء على تواصل مع المستخدمين».
ثقافة الإعلان
يلاحظ كوزي أن ثقافة الإعلان اليوم في وضع جيد، وتتجه للأفضل كل يوم. فيقول :في البداية وقبل 20 عاما، لم يكن المستهلكون على ذلك القدر من الاستجابة للإعلان، والسبب أنهم في تلك الفترة كانوا على معرفة ببعض العلامات التجارية الكبرى، وكانوا في غاية الولاء لها لدرجة عدم القدرة على التفكير في منتجات من علامات تجارية أخرى.  ولكن بعذ ذلك شقت بعض العلامات التجارية الجديدة طريقها إلى السوق، وبذلت جهودا جبارة للاستحواذ على جزء من حصة السوق، وفي سبيل الحصول على تلك الحصة في السوق كان عليها الاعتماد على الإعلانات، ومن خلال هذه الإعلانات أضافت إلى المستهلكين وعيا عن ماهية الإعلانات التجارية، وبذلك فإن الجهود التي بذلتها تلك الشركات للإعلان والترويج لعلاماتها التجارية بدأت منذ 20 عاما تبني ثقافة الإعلان لدى المستهلكين وهي الآن تقترب من الوصول إلى مرحلة النضج.
في الغرب وعندنا!
يقول كوزي :«يعتقد الناس أن هذه المنطقة لا تحتوي البنية التحتية ولا التقنيات الكافية وهذا خطأ فادح.  فأحدث التقنيات موجودة هنا حاليا، وزبائننا الذين عملنا معهم يعرفون ذلك والفعاليات التي أنجزت هنا في نفس مستوى تلك التي جرت في أمريكا وأوروبا، بل هي أفضل منها في كثير من الأحيان. وكمثال عن التقنيات المتوفرة، لدينا حاليا الشاشات التي تستجيب بشكل تفاعلي لحركات من يمشي أمامها، ولدينا الشاشات الضخمة التي تعتمد على تقنية الديود المشع LED، وأجهزة الالتقاط التي تعتمد على أشعة ليزر. أما الخطوة التالية التي بدأنا بتطبيقها، فهي أجهزة العرض التي توفر استجابة من قبل ما تعرضه على الجدران للحركات البشرية.
جوائز مهمة
حصلت دولتشي على الكثير من الجوائز، منها جوائز مهرجان البندقية وجائزة ليونز LIONS في كان وجوائز IEA وكوداك. وعملت دولشي مع أكبر الشركات الإعلانية في الشرق الأوسط ومنذ عامين ونصف قامت بمشروع مشترك مع شركة فيلم ماسترز FilmMasters الإيطالية، وهي رابع أكبر شركات إنتاج الإعلانات التجارية على مستوى العالم.
تضم الشركة قسما مخصصا لإدارة الفعاليات، ومن أهم الفعاليات التي نظمتها حفل افتتاح واختتام الألعاب الأولمبية في إيطاليا 2006 والعديد من الفعاليات الضخمة الأخرى.
يقول بيير حداد :«منذ سنتين ونصف، قررنا البدء بتنظيم الفعاليات في الشرق الأوسط، وبدأنا بشكل بطيء، لكننا أنجزنا كثير من الفعاليات المهمة مثل كأس العالم لسباقات الخيل 3 مرات في دبي، وافتتاح لؤلؤة قطر، وافتتاح قناة الجزيرة للأطفال. وقمنا حديثا بافتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وهو أكبر حدث قمنا بتنظيمه هذا العام، ومن المحتمل أنه أكبر افتتاح يشهده العالم، ومن المؤكد أنه الأكبر على الإطلاق على المستوى الإقليمي. أما على مستوى العالم فقد قمنا هذا العام بتدشين استاد رياضي في كييف عاصمة  أوكرانيا، كما قمنا بإنجاز حفل الافتتاح والاختتام لألعاب البحر الأبيض المتوسط في مدينة بيكسارا الإيطالية، ونعمل حاليا مع شركة هندية لإنجاز فعاليات ألعاب الكومنولث في الهند، ونعمل على انجاز الحدث الاحتفالي بالذكرى المئتين للمكسيك، وننافس حاليا على الفوز بحقوق تنظيم بعض الفعاليات الهامة جدا في قطر والسعودية والكويت والبحرين في أبوظبي.

 عن: أرابيان بزنس

1 تعليقات

  1. At this tіme it аppears likе Wordpress is the bеѕt blogging
    рlatfοrm available right now.
    (from what I've read) Is that what you are using on your blog?

    my blog :: www.paydayloansonlinet3.com
    Also see my web site: Pay Day Loans

    ردحذف
أحدث أقدم