ولادة لوحة

0001إن أصعب وقت لتلوين اللوحة ورسمها هو البدء بتلوينها.
مساحة اللوحة البيضاء تضعني في حيرة وتردد. تدوم أياما.البساطة في اللوحة البيضاء التي لم تمس بعد.
تجعلني اتسائل. هل من الأفضل ان اتركها كما هي عذراء واعلقها على الحائط وانظر واتمتع ببساطتها ووضوحها أو آخذ فرشاة ملوثة بالأحمر مثلا وألمسها وألطخها بعد ان كانت لم تمسها يد انسان. قلت ان هذه الحالة تدوم اياما. كلما ادخل الى مرسمي التفت إليها واراها كما كانت البارحة وقبل البارحة. تنير المرسم ببياضها ونقائها. تمر عدة ايام قبل ان اتقدم نحوها لابدأ بالتلوين. اضع لطخة ملونة واجلس انظر اليها طويلا وقد تغيرت فور ان دخل عليها شكل. هو شكل اللون يطول جلوسي في وجه اللوحة التي اصبح لها شكل مختلف ومعنى. اذ ان البساطة وطهارة بياضها قد تغير.

0003

في مساحة الأبيض الآن شكل ولون.واللون هذا راح ينادي لونا وشكلا آخرين.اضعهما بعد اختيارهما ثم ابحث عن الابيض ولا اجده اذ طغت عليه الألوان وغطته كليا. هنا تاتي مرحلة جديدة هي مرحلة النظر لوقت طويل الى اللوحة. فالبياض. اعني اصل اللوحة البيضاء. لم يخلق لي وسواس ولا حيرة ولا ندما.
وكنت اعتبر اللوحةمكتملة ببياضها الذي يجعلني اتخيل فيه الصحراء والبحر والسماء اما المرحلة الجديدة فهي النقد الذاتي واكتشاف ماوضعته من الوان واشكال. والتساؤل الى أين ساصل بها وان كنت قد انتهيت من رسمها او ابتدأت بتلوينها.اعود الى الواني وابدا بالغاء لون ووضع لون اخر علية.

وتغير شكل بشكل آخر. ثم ابعد عن اللوحة. ثم اتقدم منها واضعها على الارض ثم اعيدها الى مكانها.
اللوحة تتنفس
واعوذ الى الالوان وامزج لونا بلون وتبدا اللوحة بالتنفس قليلا واعوذ الى الغاء لون آخر. وكاني ابحث عن بساطة كنت رايتها في اللوحة البيضاء . لكني اشعر الآن اني اعمل جاهدا وان في راسي واحساسي حوارات واسالة.
وتاخد الألوان دورها ويقترب بعضها من بعض باحثة عن انسجام بينها.
المسالة بسيطة ان تكتب اسطرا تمثل اشهر في رسم وتلوين لوحة.عندما تتعب مني اللوحة اتركها اياما او اسابيع او شهور. ومرارا اعود اليها بعد سنوات.
قلت ان الألوان تقترب بعضها من بعض وتنسجم. سهل علي القول انها تنسجم لكني بعد النظر مطولا. تتغير نظرتي اليها.
وارى في الألوان عكس الأنسجام. اهيء ألواني. آخد فرشاتي. بلا رغبة. وبلا جرأة للمس اللوحة مجددا.
ابتعد عنها. اترك مكاني و اخرج من المرسم. الى اين الى حيث لا ادري. ومرارا اروح لملاقاة اشخاص لا صاة لهم بالفن. وبعيدون عن فهم الفن.

0004
هذا ما يزعجني ومرات يريحني. اعتدت ان اجلس مع اناس لا يهمهم من الفن سوى كلمة الفن.
واكثرهم يعتبرون كل لوحة او رسم له اطار هو عمل فني له قيمة.هذا ليس من عندي. هذه حقيقة
بعد وقت- ايام واسابيع وشهور- اكون قد رسمت لوحةاو اكثر. اعود الى اللوحة الأولى التي ابعدتهاعن نظري.
انظر اليها مجددا بعدوقت طويل. وكاني اراها للمرة الأولى.وقد تحررت مني واصبح لها حياتها.....تحكي لمن يحاورها.
0005

وترفض من يرفضها. وتتجمل في عيني من يراها جميلة. ولا تكثرث لمن تكرث لها. وهكذا. فالعمل الفني له مولود وحياته المديدة او القصيرة. هناك اعمالا فنية كبرىتولد وتبقى. تولد يوما بعد يوم وتتعدد.
وهناك اعمال فنية تولد ميتة. هنا لا اقول قولا جديدا"ان وراء العمل الفني فنانا"
الفنان لا يختار أن يكون فنانا.اعود الى الواني وابدا بالغاء لون ووضع لون اخر علية.

وتغير شكل بشكل آخر. ثم ابعد عن اللوحة. ثم اتقدم منها واضعها على الارض ثم اعيدها الى مكانها. واعوذ الى الالوان وامزج لونا بلون وتبدا اللوحة بالتنفس قليلا واعوذ الى الغاء لون آخر. وكاني ابحث عن بساطة كنت رايتها في اللوحة البيضاء . لكني اشعر الآن اني اعمل جاهدا وان في راسي واحساسي حوارات واسالة.
وتاخد الألوان دورها ويقترب بعضها من بعض باحثة عن انسجام بينها.
0006المسالة بسيطة ان تكتب اسطرا تمثل اشهر في رسم وتلوين لوحة.عندما تتعب مني اللوحة اتركها اياما او اسابيع او شهور. ومرارا اعود اليها بعد سنوات.
قلت ان الألوان تقترب بعضها من بعض وتنسجم. سهل علي القول انها تنسجم لكني بعد النظر مطولا. تتغير نظرتي اليها.
وارى في الألوان عكس الأنسجام. اهيء ألواني. آخد فرشاتي. بلا رغبة. وبلا جرأة للمس اللوحة مجددا.
ابتعد عنها. اترك مكاني و اخرج من المرسم. الى اين الى حيث لا ادري. ومرارا اروح لملاقاة اشخاص لا صاة لهم بالفن. وبعيدون عن فهم الفن.
هذا ما يزعجني ومرات يريحني. اعتدت ان اجلس مع اناس لا يهمهم من الفن سوى كلمة الفن.
واكثرهم يعتبرون كل لوحة او رسم له اطار هو عمل فني له قيمة.هذا ليس من عندي. هذه حقيقة
بعد وقت- ايام واسابيع وشهور- اكون قد رسمت لوحةاو اكثر. اعود الى اللوحة الأولى التي ابعدتهاعن نظري.
انظر اليها مجددا بعدوقت طويل. وكاني اراها للمرة الأولى.وقد تحررت مني واصبح لها حياتها.....تحكي لمن يحاورها.
0007 وترفض من يرفضها. وتتجمل في عيني من يراها جميلة. ولا تكثرث لمن تكرث لها. وهكذا. فالعمل الفني له مولود وحياته المديدة او القصيرة. هناك اعمالا فنية كبرىتولد وتبقى. تولد يوما بعد يوم وتتعدد.
وهناك اعمال فنية تولد ميتة. هنا لا اقول قولا جديدا"ان وراء العمل الفني فنانا"
الإنسان يولد فنانا أو تاجرا.أو بائع فاكهة أو لصا.هدا مكتوب.لكل إنسان موهبة.اختير لها وهو بريء من دلك.اكتب هدا لكني لست متأكدا وواثقا مما أقوله.لكن مدا افعل؟ اكتب وكان الكلمات هي التي تأتي بالأفكار.وأنا لا افعل سوى خطها على هده الصفحات.ليس مهما هدا هكذا تولد الأفكار والكلمات ولا انفصال بينهما.
الأولى تكمل الثانية وتسودان الأوراق وتخلقان الآلاف من الأحرف المتشابكة الملتصقة بعضها بعضا.0008
حتى أن القلم يشتد خفيه على الورق. يكاد ينفجر. وكيف العودة إلى التكلم عن اللوحة ؟
وهل الكلمات تصنع عملا فنيا؟ اعتقد...لا... الكلمة تقول كلمة والفن يصنع فنا.لهدا سأقف الآن عن الكتابة بل سأكمل وهل هي إرادتي التي توقفني عن لصق الحرف بالحرف ليصير كلمة يصير لها معنى لا يقدم ولا يؤخر. بل يقدم. أما إلى أين؟ فلست ادري... ويؤخر... هدا ممكن أن يؤخر الكلمة عندما تعني معنى لا معنى آه. ومتى كانت الكلمات تحمل معنى؟ اعتقد أن البارحة قد مضى مع الليل ثم انتصف الليل مع النهار والشمس والقمر والخريف الربيعي كل هذه الحالات الطبيعية تنادي لأخرج من مرسمي وأوراقي وأتسلل من بين الأسطر والأحرف وانطلق لملاقاة الهدوء والسكون

بقلم:داني زوهير - باريس

15 تعليقات

  1. شاكر - سوري مقيم في برلين04 ديسمبر, 2009 02:39

    رائع جداً...... تحياتي..

    ردحذف
  2. نجمة الشمال04 ديسمبر, 2009 10:35

    يالها من ولادة... رائع ودمتم!

    ردحذف
  3. ناهد ـ فلسطين06 ديسمبر, 2009 15:10

    يا سلام عليك!!
    تحياتي لداني

    ردحذف
  4. عرفتك صديق وفنان رائع .. دائما تحمل اجمل واروع الافكار في ريشتك والوانك الصاخبه وتجعل من لوحتك مرتعا لافكارنا وهمومنا كل انسان يرى مشكلته في نفس اللوحه فهي تزيد الحزين حزنا والسعيد سعاده وتفاؤل ما اجملك عندما تمسك بريشتك بين اناملك وتحدق بعينيك بها لتقرر اين وكيف ستبدأ .. فنان كبير انت ولا احد يضاهيك الوانا وافكارا يا داني والى الامام واتمنى لك التوفيق في معرضك القادم
    صديقك المحب للابد
    جمال ديباجه

    ردحذف
  5. شكرا لكم اخواني الاعزاء هدا من فضلكم علي ........
    .....................من داني فرنسا ...سانتيتيان

    ردحذف
  6. شكرا صديقي الغالي .....................مودتي وتقديري لك......
    داني زوهير
    art_dani@hotmail.fr

    ردحذف
  7. ممتاز جيدا عليك بتقدم حظ سعيد

    ردحذف
  8. الفرق بين الرسام والكاتب يوازي الفرق بين الفرشاة والقلم, الألوان والحبر, القماش والورق , وكثيرا ما يكون الرسام غير معني بالانحناء على ورقة بيضاء, يراقب الحياة, يتأمل أفكاره عنها كي يعترف, انه لا يراقب بل ينظر فقط, إن الرسام لا يعلمنا سوى كيف ننظر بصورة جيدة, انه لا يعلم فن التفكير بل فن النظر

    ردحذف
  9. الفرق بين الرسام والكاتب يوازي الفرق بين الفرشاة والقلم, الألوان والحبر, القماش والورق , وكثيرا ما يكون الرسام غير معني بالانحناء على ورقة بيضاء, يراقب الحياة, يتأمل أفكاره عنها كي يعترف, انه لا يراقب بل ينظر فقط, إن الرسام لا يعلمنا سوى كيف ننظر بصورة جيدة, انه لا يعلم فن التفكير بل فن النظر
    داني زوهير

    ردحذف
  10. Je suis vraiment émue Dani,tu es vraiment talentueux et dou...Du vrai art en couper le souffle....Laisses encore couler ton pinceau pour notre pur bonheur....Bravo encore tu nous enchantes ....Kenza Elidrissi 

    ردحذف
  11. c super dani j t a deja dis ke t 1 vrai artiste .ka yhme9ni dak chi li ka trssem ou ka tkteb t vraiment super

    ردحذف
  12. tu es formidable Dani tu es suave et qui a du talent bravo nous attendons de toi d autres chefs-d œuvres

    ردحذف
  13. ليس لدى حقا ما اقوله, انك احسن رسام رأيته بحياتى

    ردحذف
  14. سلمت يمنـــاك ودمت نجما متألقاً
    Shiba:)

    ردحذف
أحدث أقدم