تتجه شبكة راديو وتلفزيون العرب "إيه.آر.تي" لإلغاء قنوات الأندية السعودية الرياضية في إطار توجه واضح من "إيه.آر.تي" لبيع قنواتها الرياضية بعد اتفاق مع قناة الجزيرة الرياضية ومفاوضات جارية مع روتانا.
وقالت صحيفة "عكاظ" السعودية إن إلغاء قنوات الأندية السعودية "الاتحاد والهلال والنصر والشباب" سيتم بالتراضي مع الأندية الأربعة، برغم أن عقدي الاتحاد والنصر يستمران لخمس سنوات مقبلة، فيما أنهت إدارة نادي الشباب عقدها مع القناة وفق بنود العقد وبتراضي الطرفين، على أن يتم فسخ باقي العقود بالطريقة ذاتها.
وكانت إدارة قنوات "إيه.آر.تي" ألغت ثلاثة استوديوهات تحليلية لمواكبة مباريات الهلال والشعلة على قناة الزعيم، والشباب والرياض على قناة الليث، واللقاء المقبل للنصر مع الشباب في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد.
وتأتي هذه الخطوة في توجه واضح من شركة راديو وتلفزيون العرب لبيع قنواتها الرياضية بعد اتفاقها مع قناة الجزيرة الرياضية على شراء الحقوق الحصرية لباقي البطولات التي يحق لها نقلها في الفترة المقبلة، ويأتي في مقدمتها مونديال جنوب أفريقيا 2010 ، والإبقاء على قناتي 7 و 8 لنقل باقي مباريات الموسم الرياضي السعودي.
وتشمل صفقة قناة الجزيرة شراء قنوات "إيه.آر.تي" من 1 وحتى 6 ، بقيمة 23 مليار ريال سعودي على أن يكون العقد ساري المفعول عملياً ابتداء من منتصف العام المقبل.
وكانت سلسلة قنوات روتانا دخلت في مفاوضات جادة مع مسؤولي شبكة راديو وتلفزيون العرب لشراء قنواتها الرياضية بالكامل، في محاولة لتعويض "إيه.آر.تي" خسائرها، بعد أن فقدت الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، إضافة إلى ارتفاع تكلفة نقل بطولات العالم.
وجاءت خطوة"إيه.آر.تي" بالتنازل عن قنواتها من 1 وحتى 6 في وقت ملائم بالنسبة لمسؤوليها، لأن الانتظار أكثر كان سيكلفها كثيراً من قيمتها الحالية، خصوصاً أن الصراع المحتدم بين القنوات الرياضية العربية سرب كثيراً من البطولات التي كانت "إيه.آر.تي" تهمين عليها لقنوات أخرى، حيث تنقل قنوات "شوتايم" الدوري الإنجليزي الذي سينتقل بدوره إلى "أبو ظبي الرياضية"، فيما استولت الجزيرة على دوريات إسبانيا وإيطاليا ودوري الأبطال الأوروبي وكأس أمم أوروبا.
وتكلفت "إيه.آر.تي" نحو 300 مليون دولار للظفر بنقل مونديال 2010 المقبل في جنوب إفريقيا، اضطرت لتسديدها وتجميدها منذ العام 2002، فيما تكلفت نحو 500 مليون دولار للظفر بحقوق نقل مونديال 2014 في البرازيل تم تجميدها منذ العام 2004، مع ما يعنيه تجميد تلك المبالغ من فوات لما تحققه من فوائد بالغة الأهمية.
وكشفت مصادر مقربة من "إيه.آر.تي" أن تركيزها في المرحلة المقبلة على نقل مسابقات كرة القدم السعودية سيكون أكثر جدوى بالنسبة لها من الناحية الاقتصادية، خصوصاً أن العاملين في قطاع إنتاج الكرة السعودية يشكلون نحو 10 بالمائة فقط من العاملين في القنوات الرياضية للشبكة، كما أن الإيراد الذي يحققه قطاع إنتاج الكرة السعودية يشكل نسبة تقترب من نحو 90 بالمائة من مجموع إيرادات بقية القنوات.
ويترقب الجمهور الرياضي عموماً انتقال صفقة قناة الجزيرة إلى الإطار الرسمي، حيث يرى كثيرون أنه سيكون لها انعكاساتها على قيم الاشتراك في سلسلة قنوات الجزيرة التي ستصل إلى 11 قناة رياضية، وستطلق تزامناً مع العيد السادس لإطلاق "الجزيرة الرياضية"، وسيكون لها انعكاسات أخرى على صعيد المستوى المهني الذي سيقدم عبر هذه القنوات بعد انتقالها لحضن الشبكة الجديدة المدعومة قطرياً.
بقلم قحطان العبوش في يوم الثلاثاء, 10 نوفمبر 2009