ساد الهدوء اليوم كافة المحاور الحدودية بين السعودية واليمن بعد أيام من حملة عسكرية سعودية في المنطقة خلفت جرحى وقتلى من الطرفين وجاءت ردا على دخول مجموعة من الحوثيين اليمنيين إلى الأراضي السعودية.
وقال موقع صحيفة "الاقتصادية" السعودية على شبكة إنترنت إن الهدوء يسود كافة المحاور الحدودية بعد أن أسكتت القوات السعودية جوا وبرا مصادر نيران المتسلليين.
وشنت السعودية ضربات جوية على المتمردين في شمال اليمن الأسبوع الماضي بعد أن عبر متسللون حوثيون الحدود إلى المملكة وقالوا إنهم سيطروا على منطقة تسمى جبل دخان
ونقلت الصحيفة عن شهود عيان في المنطقة قولهم إن عمليات الإجلاء من القرى الحدودية تمت بسلاسة حيث انتقل سكان القرى إلى المحافظات الآمنة.
من جانبه، قال أمير منطقة عسير فيصل بن خالد إنه تم تطهير كافة المواقع من المتسللين.
وكانت السعودية قالت أمس الأحد السعودية استعادت السيطرة على الأراضي التي سيطر عليها المتمردون، لكن المتمردين نفوا هذا الزعم وقالوا إنه يجري قصف القرى اليمنية بعنف.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز قوله يوم السبت "الحمد لله الوضع مطمئن وكل ما استولوا عليه من قبل وخاصة "جبل دخان" تم السيطرة عليه تماما."
ونقلت الوكالة عن الأمير خالد قوله إن ثلاثة من أفراد قوات الأمن السعودية قتلوا كما أصيب 15 آخرون في القتال على الحدود السعودية اليمنية.
وذكر الأمير خالد أن أربعة جنود سعوديين مفقودون ولكنه أشار إلى أنهم لم يؤخذوا كأسرى، وأضاف أيضا أن قوات الأمن السعودية ألقت القبض على عدد من المتمردين.
وقال الحوثيون يوم الجمعة الماضي بأنهم احتجزوا بعض الجنود السعوديين، ونقل عن متحدث باسم المتمردين قوله في بيان نشر على موقع الحوثيين على إنترنت أن "ما يقال عن استيلاء السعودية على جبل الدخان خبر عار عن الصحة تماما."
ويتهم الحوثيون وهم يمنيون يتبعون المذهب الشيعي الزيدي، السعودية بدعم قوات الحكومة اليمنية في الصراع فيما تنفي صنعاء أي تدخل سعودي.
وفي وقت سابق من الأسبوع اتهم المتمردون المملكة العربية السعودية بالسماح للقوات المسلحة اليمنية بشن هجمات من أراضيها وحذروا من أنهم سيتصرفون إذا استمر ذلك.
ويطالب الحوثيين بحقوق سياسية وثقافية ودينية يقولون إن الحكومة اليمنية تحرمهم منها، فيما تتهم صنعاء إيران بالوقوف خلف تمرد الحوثيين.
وحمل المتمردون الحوثيون السلاح للمرة الأولى ضد حكومة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح العام 2004 مستشهدين بتهميش سياسي واقتصادي وديني من جانب الحكومة المدعومة من السعودية والغرب، واشتد الصراع في أغسطس/آب عندما بدأ الجيش اليمني عملية الأرض المحروقة.
وتواجه السعودية مشكلة حقيقة تتمثل في حدودها البرية الطويلة مع دول الجوار لا سيما اليمن، حيث تمتد الجبال والتلال الوعرة والكهوف والأودية لأميال وأميال على جانبي الحدود، ويخشى مسؤولون سعوديون أن يجد المطلوبون ملاذا في أجزاء في اليمن الذي أرهق تمرد قبلي في الشمال واضطراب انفصالي في الجنوب قواته الأمنية.
وتأمل السعودية أن تسهم العقوبات الرادعة، إضافة إلى بناء سور بتقنية عالية وبتكلفة تصل إلى مليارات الدولارات يكون مزودا بكاميرات ليلية ومجسات حرارة ومراقبة جوية وبحرية، في حماية حدودها، خاصة مع اليمن حيث تمتد الحدود لأكثر من 1500 كيلومتر وتشكل بيئة خصبة للمهربين الذين ينقلون الغذاء والكحوليات والحجاج إلى السعودية من البلد الفقير إلى المنتج النفطي الكبير.
وتصادر قوات الأمن السعودية باستمرار مواد مهربة بينها كميات كبيرة من المخدرات، إضافة لتوقيف يمنيين يحاولون التسلل للملكة بهدف العمل أو أداء فريضة الحج أو العمرة بشكل غير شرعي، لكن التحدي الأكبر الذي تخشاه السعودية يتمثل بتهريب الأسلحة التي تتجاوز البنادق والقنايل اليدوية إلى معدات متوسطة ومواد متفجرة كما تقول بيانات الحكومة الرسمية ووسائل الإعلام المحلية، إضافة لعبور المسلحين المعارضين للنظام في الرياض.
بقلم: قحطان غبوش ـ أرابيان بزنس ـ الاثنين, 09 نوفمبر 2009