قال تقرير نشرته شبكة "سي ان ان" على موقعها الالكتروني إن لمجرمي الفضاء الالكتروني اهدافا متباينة. فالبعض يستدرجون مستخدمي الشبكة الى النقر على روابط تُفتح مقابل رسم ، وآخرون يراهنون على إدخال الأشخاص كلمات مرور أو ارقام الضمان الاجتماعي بهدف استخدامها لسرقة هويات أو اموال. وهناك فريق آخر يطمح في الاستحواذ على كومبيوترات أو هويات فيسبوك.
من الحيل المفضلة لدى قراصنة الانترنت ارسال بريد الى جدار فيسبوك أو حساب على تويتر يبدو وكأنه من صديق. وتتضمن الرسالة رابطا يُفترض انه يحيل على طرف ثالث. وإذا ابتلعتَ الطعم يستطيع النصابون ان يجمعوا المعلومات التي كشفتَ عنها للدخول ويستخدموا برمجيات خبيثة لارسال الرابط الى اصدقائك. ثم يجرب القراصنة الاسم نفسه وكلمة المرور نفسها مع مواقع أخرى لمعرفة ما إذا كان بمقدورهم الدخول على حساباتك وأرصدتك المالية.
ويقول الخبراء الأمنيون ان اختراق حساب احد المستخدمين يفتح الباب لعمليات احتيال جديدة. إذ يمكن للنصاب ان يستحوذ على حساب عضو في فيسبوك ويتظاهر بأن السبل تقطعت به في مكان ما خارج البلد حيث سُرقت نقوده على سبيل المثال ، ثم يطلب من اصدقاء المستخدم ان يحولوا له المال اللازم لانقاذه من ورطته.
وكتب مهندس البرمجيات الوك منغهراجاني في احدى مدونات فيسبوك ان هذا الشكل من اشكال النصب والاحتيال كثير الحدوث وان موقع فيبسوك يتعاون مع شركة ويسترن يونيون المختصة بإرسال الحوالات المالية لتشخيص هؤلاء المجرمين. واشار الى إجراء تحسينات على النظم الآلية للتعامل بصورة أشد فاعلية مع هذا النوع الفريد من الاحتيال.
من الفرص الأخرى التي تتيحها مواقع مثل فيسبوك وتويتر على نطاق واسع للمجرمين تقديم أحدث المعلومات عن مكان السكن. ويذكر الخبراء حالة الاميركي الذي اذاع على تويتر انه ذاهب في اجازة ثم عاد ليجد اللصوص نظفوا منزله من كل ما هو ثمين. ورغم ان السلطات لم تتمكن من ربط الجريمة مباشرة بالرسالة التي نُقلت عبر تويتر فان الخبراء يرون ان مَنْ يبلغ معارفه واصدقاءه على تويتر بمغادرته مكان سكنه لغرض ما يكشف نفسه للجريمة.
اعلنت شركة فيسبوك في آب/اغسطس الماضي انها ستجري تغييرات على موقعها ، بما في ذلك تطويرات تكنولوجيا هدفها ضمان قدر اكبر من الشفافية ومراقبة المعلومات التي تُنقل الى تطبيقات طرف ثالث. خبراء أوصوا باستخدام سمة "القوائم" على فيسبوك وتغيير ضوابط الخصوصية لكل فئة بحيث يمكن الكشف عن عنوان وارقام هاتفية لأفراد الأسرة والأصدقاء القريبين مع تحديد امكانية اطلاع آخرين على المعلومات نفسها.
أخيرا يدعو الخبراء الى التفكير في الهدف من الانخراط في المواقع الاجتماعية قبل الشروع في استخدامها. فإذا كنتَ تريد استخدامها على المستوى الشخصي ينبغي ان تقصر عدد الأشخاص في شبكتك على أفراد العائلة والأصدقاء القريبين ممن تثق بهم. وإذا كنتَ تستخدم الوسائط الاجتماعية كأداة مهنية ذات شبكة واسعة فكن حذرا في ما تكشفه من معلومات عن نفسك.
المصدر: صحيفة إيلاف الإلكترونية