علم الجمال أو الاستاطيقا أحد الفروع المتعددة للفلسفة لم يعرف كعلم خاص قائم بحد ذاته حتى قام الفيلسوف بومغارتن (1714–1762) في أخر كتابه تاملات فلسفية في بعض المعلومات المتعلقة بماهية الشعر 1735 إذ قام بالتفريق بين علم الجمال و بقية المعارف الإنسانية و اطلق عليه لفظ الاستاطيقا ‘‘‘Aesthetics ‘‘‘و عين له موضوعا داخل مجموعة العلوم الفلسفية.
أصل الكلمة ومدلولها
اصل الكلمة يوناني ( اغريقي ) و كان يقصد بها العلم المتعلق بالاحساسات طبقاً للفظ Aesthesi , الفيلسوف بول فاليري قال : علم الجمال علم الحساسية وفي الوقت الحالي اصطلح البعض على تسميته كل تفكير فلسفي بالفن , فالاستاطيقا فرع خاص بدراسة الحس والوجدان. ينطلق بومغارتن من المماثلة التالية: كما أنّه قد وقع نحت عبارة logic، أي علم ما هو بيّن أو المنطق، من لفظة (logikos) أي ما هو بيّن أو المنطقي، كذلك يمكن نحت عبارة (Aesthetic)، أي العلم بالمحسوس من لفظة (aisthètos) أي ما هو محسوس. ولذلك فإنّ المعنى الحرفي أو الأوّلي للفظة استاطيقا، Aesthetics هو مرادف لما تعنيه لفظة sentio في اللاتيني أي الإحساس بعامة، أي أكان ناجما عن حسّ ظاهر أو عن حسّ باطن.
الجمال و الفن
دائما ما يحصل خلط بين الجمال و الفن بالرغم من قربهما من بعضهما الا ان الجمال يختلف عن الفن من جهة الامور الحسية و الوجوداني فالجمال ليس بحسي بل يتعلق أكثر بالامور الوجدانية و الاحاسيس أو المشاعر اما الفن فهو إمّا خلق أو إعادة خلق مكون مادي محسوس ان كان بشكل لوحة فنية أو تمثال وحتى القصائد الشعرية و الاعمال الموسيقة هي بالرغم من عدم قدرة المرء على لمس النغمات أو الكلمات الشعرية الا انه قادر على لمس الالة التي صنعت أو خلقت هذا العمل ان كان بيانو أو قلم .
تعريف الجمال
اليونان كانوا يروا ان الإله يجمع بين الجماليات البشرية الكاملة و انه المثال المتكامل السامي للإنسان هربرت ريد : عرف الجمال بانه وحدة العلاقات الشكلية بين الاشياء التي تدركها حواسنا , إما هيجل فكان يرى الجمال بأنه ذلك الجني الانيس الذي نصادفه في كل مكان , جون ديوي عرف الجمال بفعل الادراك و التذوق للعلم الفني.
تعريف الفن
الفن عند اليونان كان يعرف بكل نشاط صناعي نافع بصفة عامة ولم يقتصر على الشعر و النحت و الموسيقى بل شمل الصناعات المهنية كالنجارة و البناء و الحدادة , في نفس الفترة كان ارسطو يرى الفن بانه تقليد ( محاكاة ) , و في معجم اكسفورد عرف الفن نقلا عن جون ستيوارت مل بالسعي وراء الكمال في الاداء , اما ماثيو ارنولد فعرفها بالصناعة التي لا تشوبها شائبة جيرم ستولنتز صاحب التعريف الاوسع انتشار عرف الفن بالمعالجة البارعة الواعية بوسيط من اجل تحقيق هدف ما