موجة كبيرة من الجدل أثارتها كارول بارتز، الرئيس التنفيذي لشركة "ياهو" الأميركية العملاقة بعد أن طالتها خلال الآونة الأخيرة اتهامات تُشكك في درجة ولائها وانتمائها إلى الشركة التي تتولى رئاستها منذ تسعة أشهر فقط، وذلك بعد أن تم الكشف من خلال إيداعات تنظيمية عن قيامها بصحبة رفاقها من كبار مسؤولي الشركة ببيع أسهم من الشركة تبلغ قيمتها ملايين الدولارات في البورصة، بينما تواجه عملاقة محركات البحث الأميركية العديد من الصعوبات للخروج من الدوامة التي تؤرق نشاطها التجاري.
وكشفت صحيفة "الغارديان "البريطانية في هذا الشأن عن أن بارتز قامت بإبرام صفقتين ضخمتين لبيع أسهم من الشركة في البورصة على مدار التسعة أشهر الماضية – أولهما زادت قيمتها عن الـ 830 ألف دولار ( 500 ألف إسترليني ) خلال شهر مارس / آذار الماضي، والثانية بقيمة قدرها 1.14 مليون دولار في يونيو / حزيران الماضي. وأشارت الصحيفة في السياق ذاته إلى أن بارتز، الرئيسة السابقة لشركة البرمجيات الأميركية "أوتودسك" – والتي تتلقى راتبا ً قدره مليون دولار ومؤهلة للحصول على مكافأة سنوية تصل قيمتها إلى 4 ملايين دولار، قد مُنحت خيارات التصرف في خمسة ملايين سهم من أسهم ياهو في البورصة عندما تولت منصبها في الشركة مطلع العام الجاري.
فيما قالت الصحيفة إن الأخبار التي تم الكشف من خلالها عن بيع بارتز جزءا كبيرا من أسهم الشركة في البورصة لم تتماش مع تلك الصورة التي كانت تسعى من ورائها الترويج لنفسها منذ أن تولت مسؤولية الشركة مطلع العام، كما أنها تسببت في إثارة غضب بعض المستثمرين، ومن بينهم إيريك جاكسون من شركة " Ironfire Capital" ، وهو واحد من المساهمين الصرحاء الذي اشتهر بتوجيه انتقادات لإدارة "ياهو" خلال السنوات الأخيرة. وأشارت الصحيفة إلى أنه وفي الوقت الذي سبق وأن حصل فيه المسؤولون التنفيذيون للشركة على الحق في بيع الخيارات التي تحصلوا عليها، قال جاكسون إن بارتز بعثت بالرسالة الخاطئة من خلال ممارسة عدد كبير من خيارات البورصة الخاصة بها بعد فترة قصيرة من انضمامها إلى الشركة.
وتابع جاكسون حديثه بالقول عبر رسالة بالبريد الإلكتروني :" إن مبلغ الاثنين مليون دولار الذي قامت بارتز بسحبه يعد مبلغا ً كبيرا ً، كما أنها تعجلت في سحبه قبل أوانه. وأعتبر أن خطوة مثل هذه لا تتلاءم مع الصورة التي سبق وأن رسمتها بارتز لنفسها عند تسلمها مهام عملها في الشركة، حيث كانت تقول وقتها ( إنها لم تكن بحاجة لتلك الوظيفة عند تقاعدها ) ". فيما دافعت الشركة من جانبها عن الإجراءات التي شرعت فيها بارتز، بالقول إن مبيعات الأسهم كانت ضرورية لأغراض ضريبية.
وقد كشفت أرقام إحصائية أخرى عن حصول العديد من المدراء التنفيذيين الآخرين على مئات الدولارات لكل واحد منهم في نهاية شهر أغسطس / آب الماضي، في ظل وجود موجة من النشاط قبيل نافذة المبيعات التي تم إغلاقها يوم الاثنين الماضي.
وفي غضون ذلك، حقق أيضا ً مايك كالاهان، المستشار العام للشركة، مبلغا يزيد عن 1.35 مليون دولار ( 820 ألف جنيه إسترليني ) عبر خمس صفقات لبيع أسهم الشركة هذا العام فقط – وهو ضعف مقدار الأسهم التي قام ببيعها العام الماضي. وهو الأمر الذي تسبب في إحداث حالة من البلبلة بشأن القدرة المالية والعملية للشركة في ظل ما تواجهه من صعوبات ومنافسة شرسة من جانب غوغل ومايكروسوفت خلال السنوات الأخيرة.
- نقلاً عن: صحيفة إيلاف الإلكترونية.