صدر العدد الجديد من مجلة القافلة الصادرة عن شركة أرامكو بمجموعة متنوعة ومتميزة من الموضوعات، مما جعل قراءته يبدو كرحلة جميلة سلسة. كانت بداية الرحلة افتتاحية العدد التي رصد فيها الأستاذ صالح السبتي الحراك الثقافي والعلمي، ممثلا في إحياء سوق عكاظ أشهر أسواق العرب قبل الإسلام، وإنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي سيفتتحها الملك عبد الله بن عبدالعزيز في بلدة ثول على ساحل البحر الأحمر بحضور عالمي مميَّز في اليوم الوطني السعودي المقبل (23 سبتمبر 2009م)، كما بين الدور الكبير الذي تقوم به مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، التي تنتقي المميَّزين من طلابنا وطالباتنا من كل المراحل الدراسية وتسجِّلهم في برامج لرعاية المبدعين في الداخل والخارج، وتُسهل مشاركاتهم في الكثير من المؤتمرات واللقاءات التي تعنى بالموهبة والإبداع.
وتمضي الرحلة لنقف على موضوع توحيد العملات بشكل عام والتجارب التي كُتب لها النجاح سابقاً، بدءاً من الوحدة النقدية لدول غرب إفريقيا غداة استقلالها عن فرنسا، وصولاً إلى اليورو الذي يمثِّل اليوم أكبر عملية توحيد لعملات دول مختلفة في التاريخ، مع استشراف مشروع الوحدة النقدية في دول مجلس التعاون الخليجي والخطوات المتتالية التي اتخذت مؤخراً والمرتقبة قريباً.
أما «قول في مقال» فكان حول الخلط الشائع ما بين غزارة المعلومات من جهة، ومفهوم الثقافة من جهة أخرى، أما في مناخ العلوم، فقد تتضمن العدد موضوعين أولهما حول التحولات المرتقبة على صناعة الغذاء، أما الموضوع الثاني فهو أشبه بجرس إنذار من الخطر الذي يشكله الاستهتار في تعاطينا للأدوية، وهو يكشف بالأرقام أن الخسائر الناجمة فعلاً عن ذلك تفوق التصورات.
و في مناخ الحياة اليومية يحتل موضوع «الكرسي الهزاز».. قطعة المفروشات البسيطة هذه، التي عكست منذ نشأتها وحتى رواجها؛ جملة من التحولات التي طرأت على الحياة اليومية وآدابها في كل المجتمعات منذ بدايات القرن التاسع عشر وحتى اليوم.
أما باب الثقافة والأدب ،فقد تناول موضوعين أحدهما حول العلاقة الوطيدة ما بين الفن والعلم في الثقافة الإسلامية، وما قدَّمه الواحد منهما للآخر فيها، وثانيهما هو بيت الرواية، الذي يتناول الرواية الثانية للأديب السعودي المعروف صلاح القرشي «تقاطع»، التي لا تعبر عن الموهبة الروائية لكاتبها فحسب، بل تُعد إضافة ملحوظة إلى الأعمال الجادة الكثيرة التي تشهدها الساحة في المملكة على صعيد الرواية المعاصرة.
ووسط هذا الزخم الثقافي نتوقف عند محطة عين الذاكرة في الملف المصور الذي يستضيف عينة من أعمال المصور عبداللطيف العبيداء، المهندس الجيولوجي، وهي تعكس رؤيته للطبيعــة وكنوزها، خاصة عندمـا تكــون هذه الكنـوز ذات أبعاد وطنية.
وفي الختام، وقفة مع البريد.. هذا البريد الذي يجهله تماماً جيل الشباب اليوم، بعدما وجدوءا في البريد الإلكتروني ما يلبي حاجاتهم على صعيد الرسائل الشخصية. ولكن هل انتهى عالم البريد التقليدي حقاً؟؟ حتماً تجدون الإجابة في القافلة.
القسم:
ثقافة وفنون