من هي الفنانة فاطمة بنكيران؟
امرأة مرتبطة ارتباطا قويا بهموم وآمال الناس وتعمل على ترجمتها فنيا من خلال لوحاتها. تنظر لمحيطها بحس فني ونقدي، ولها حساسية مفرطة تتجلى في عملها على تحويل اللامرئي إلى مرئي. تلتقط الأحداث والوقائع والظواهر التي تهم الناس وتتعاطى معها فنيا في لوحاتها الغارقة في التجريد والمعبرة على مشاعرها العميقة.
يهمني الجمهور كثيرا، لكن الجمهور ليس وحدة متجانسة بل أفرادا لكل منهم تاريخه، ومعيشه، ونظرته للعالم، لذلك أسعى أن يرى ما يستهويه كل فرد في لوحاتي، وأن يلج تلك اللوحات من خلال المواقع التي تجلبه.
هل مسيرتك في الفن التشكيلي هي كل هويتك أم أنها هوية تشكيلية تفقدك هويتك الحقيقية ؟
لا أرى الهوية بمنظور جوهراني essentialiste بل أراها باعتبارها تشييد Construction في تطور دائم، وفي هذا الإطار أعتبر هويتي الفنية هي الأخرى في تحول مستمر، مرتبطة بالتعامل مع الناس وبتاريخية لحظة الإبداع.
إن الفن بالنسبة لي معاناة ومتعة إحساس والتزام لا يمكن أن يتعالى على حركية التاريخ والمجتمع مهما أغرق في التجريد، كما هو حال لوحاتي.
إذا كان الإبداع يعكس وجهة نظر صاحبه فهل عبرت عنك أعمالك ؟
ذلك ما أعتقد، لذلك أصغي جيدا لردود أفعال متلقي أعمالي. لكني أعمل على أن أترك للمتلقي حرية التأويل، وعندما يلتقي تأويل المتلقي بنظرتي الخاصة، الشيء الذي يحدث في كثير من الأحيان، فإنني أشعر بسعادة عارمة.
كيف يبدأ تنفيذ الفكرة ؟ أم أنها تأتي تلقائيا ؟
تشكل لوحاتي تجسيدا لأفكار وصور التقطتها عيناي وراكمتها ذاكرتي خلال فترة معينة أو لأشياء اقتنيتها عفويا أو وجدتها بالصدفة. كل هذا تجمعه مكتبة توجد في ذاكرتي بشكل غير مرتب ومصنف، وفي مرحلة الإبداع تتم عملية انتقاء قطع من الصور والأشياء تتجمع فيما بينها لتكون لوحة. لذلك فإن كل لوحة من لوحاتي لها طابع خاص يعكس لحظة إبداعها، لا يمكن أن أكررها وإن أردت ذلك.
من أين تنبع منطلقاتك الفكرية والجمالية وبماذا تعلقي على هذا ؟
رغم معرفتي بالتوجهات الفكرية والجمالية الكبرى فإن إبداعي يحاول الخروج عن النظرة الأكاديمية الجاهزة، وهذا موقف يعكس إرادتي في أن لا أبقى حبيسة جهاز مفاهيمي محدد. إنها الحرية التي أطالب بها كفنانة.
كونك تعيشين في المغرب، هل هناك فرق في التعاطي مع الفن، وكيف ترين حضور الفن العربي في المغرب ؟
أحاول المساهمة في فتح آفاق جديدة بالنسبة للفن وتلقيه في المغرب بعيدا عن كل ممارسة نسوية أو أبوية، وأتمنى أن يزيد إشعاع الفن التشكيلي في المغرب. يبدو أنه ثمة محاولات انفتاح على الفن العربي كما وقع مؤخرا في معرض الفنانين القطريين ... المغرب.
كيف ترصدين دور الفن في خدمة المجتمع؟
إن التربية على تذوق الفن من صميم خدمة الفنان لمجتمعه.
هل الفن في المغرب قاس ؟
هو حقا قاس لكنه ممتع للفنان الملتزم.
هل أنت قارئة جيدة للوحات بعد رسمها ؟ وهل تجيدين ذلك أيضا في ما يخص لوحات الآخرين ؟
إنني أول من يندهش أمام لوحاتي، لأني أرى فيها ما كان مخزونا في ذاكرتي وفي لاشعوري عن أجزاء صور وأفكار. ويمكن أن تنتابني الدهشة أمام بعض اللوحات التي تروقني.
هل الجرح هو الوجه الآخر للديكور أم أنه وجه الديكور الوحيد الذي يستطيع أن يراه الفنان التشكيلي بوضوح؟
بالنسبة لي تشكل الأرض جوهر الحس، وجرح الجسد في الأرض هو التضاريس التي توضح حقيقة اللامرئي في الأشياء التاريخية، كما أن التضاريس – التجاعيد- الجرح- هي ما يجسد جمالية الأشياء. على أنني أنا هي التي توجد وراء التضاريس، وراء الجرح.
ما هي مشاريعك الفنية القادمة من معارض ولوحات وعروض؟
سأشارك في معرض Biennale بدكار بالسينغال، ومعرض بفرنسا في ماي – وبعض المعارض في المغرب كالعادة. إنني أشتغل باستمرار على لوحاتي التي يوجد عدد منها مخزونا في ذاكرتي، أنتظر لحظة تجسيدها.
أخيرا، هل الفن التشكيلي في المغرب خصوصا، والعالم العربي عموما، بخير ؟
إنني دائمة التفاؤل بالرغم من كل شيء. هناك بعض الإبداعات المغربية والعربية التي تعكس وعيا فنيا رائعا أتمنى أن تكثر ويتسنى لها أن تحظى بالاعتراف والتقدير الذي تستحقه.
كلمة توجهينها للدول العربية ؟
تمر الدول العربية بفترة عصيبة من تاريخها، أتمنى أن يلعب الفن دورا في إخراجها منها. أتمنى أن أتواصل أكثر مع هذا الجمهور من خلال لوحاتي.
- حاورها المبدع: داني زهير
Fatna Benkirane momoainiya saison two
ردحذف