الأنتحار الأكتروني

الأنتحار الأكتروني

قرار مجنون 

نعم 

لكن هل هو سهل 

لا 

حاله كحال ما نقدم و نتعود على ادمانه كبشر في حياتنا ، بدئا بالشاى و القهوة و السجائر صعودًا لهاوية الهاويات 

المخدرات .

و بشكل متوازي هناك أدمان غير مادي ، بل معنوي أو أخلاقي كالكذب أو الغش أو النميمة ، أنه أمر يتعلق بطبع تطبع به من تعوده .

و هنا آود أن أنيخ ركائبي و أفصل القول حول أدمان 

النت .

التواصل البشري مراتب و أعلاه المشافهه ثم يليه المراسلة بشتى طرقها ، لكن الذكاء البشري توصل لطريقة جبارة تبدو لمن يدقق النظر فيها ضربًا من ضروب السحر ، جمعت كل وسائل التواصل البشري السابقة في أمرًا واحد ، الكتابة بجميع صورها من مراسلة و كتب و الصور الثابته و المتحركة و بالطبع الصوة وزادة على ذلك كونها متاحة على مدار الساعة و بصور شتى و كئنها عصاة سيدنا موسى عليه السلام فقد أبتلعت كل الوسائل السابقة لها من تلفزين و آذاعة و بريد و ملحقاتها .

فأنت تستطيع أن تشاهد المواد الفلمية من أفلام و برامج تلفزيونية و أذاعية و تقرء الصحف اليومية و المجلات و تحصل على كتاب ألف ليلة و ليلة بأجزائه العشرين في خلال خمس ثواني أو حتى مكتبة كاملة تحوى نفائس الفكر البشري ، و تستطيع متابعة محاظرة للعالم المصري الفذ أحمد زويل حول مستقبل علم الكمياء و هو يلقيها في أقاصى المعمورة و أنت متكى بكل استرخاء و قد يحلو لك ابداء رئيك و التعليق على ما قاله العالم الجليل عبر الموقع الذي قام بنشر المحاضرة و هذا يسري على كافة المجالات مثل عالم كرة القدم أو حتى برنامج الشيف رمزي المختص بأطايب الطعام ، عالم لا متناهي من الأختياراة و الميول الصالحة منها و الطالحة مما يجعل من تفاديه أو تركة أمرًا مستحيلًا ففاتورة استهلاكك للكهرباء و نشرة حسابك البنكي و مخالفاتك المرورية و ما يسمى بالحكومة الأكثرونية واقع معاش .

منذ بضعة أعوام خلت كانت وسيلة أتصالنا الرئسية التلفون للتواصل مع قريب أو صديق و كنا أقرب لبعض و حين تطورة الوسيلة أصبحنا أبعد من ذي قبل عنهم و أقرب لغرباء لم يخطر ببالنا أننا سوف نتعرف عليهم ، يصلك أشعار بتعليق جديد على تغريدتك التى اطلقتها عبر( تويتر) حول آداء نادي برشلونه في مبارته الأخيرة من حسام علي المغربي المقيم في لوس أنجليس و أنت بالكاد منتبه لما تقوله لك زوجتك و قبل أن تبدء هي بالغظب منك تنشغل عنك بمتابعة ما وصلها عير برنامج ( الوتس أب ) من أحد قريباتها .

العالم كله بين يديك إلا عالمك الخاص أصبح أبعد من القمر و للبعض أصبح أبعد من المشتري ، طلاب من الجنسين أهملوا في متابعة دراستهم بل طردوا منها ، حالات طلاق بسبب آدمان النت و مواقع التواصل .

مشكلتي مع هذا العالم تكمن في سرقتي من أمر أحبه و أدمنه و هو أدمان محمود أنه 

الكتاب .

لم آتخيل أنني سوف اتركه من بين يدي و لو ليوم واحد و لكن ذلك حدث و طال أمده فأحسست بمقدار خسارتي فثرت و أعلنت

الأنتحار الأكتروني

 عبر صفحتي الشخصية من موقع ( الفيس بوك ) فتعجب الجميع و كلن أصبح يحثنى على التفائل متمثلًا مقولة

( سيلفر ) 

و تستمر الحياة 

ثم أني رقيت لهم فتواصلت معهم أطمئنهم مبينًا أنني لا أعاني من أي خطب و لم يغظبني أحد ، والحق أنني سعيد بهم جميعًا و أحمل لهم جميعًا اطيب المشاعر فكم قضيت معهم أفظل الأوقات ما بين جد و هزل و شاركتهم أفراحهم و أتراحهم و بت أعرف ماذا يفضل هذا و ماذا يكره ذاك .

هل سأتراجع عن قرار الأنتحار الأكتروني 

ربما 

خالد الزهراني 

-٠-٠-٠-٠-٠-٠

موقع للأنتحار الأكتروني

http://suicidemachine.org/#

شرح لطريقة استخدام الموقع 

http://vimeo.com/8223187#at=0