(المعوّقون بمصر ومن الإتحادية الى التحرير)

image004_thumb1_thumb_thumb_thumb_th[2]

(الدستور) هو الهيكل الهرمي الجديد الذي أشغل المصريين اليوم من (الإتحــــادية) الى (التحـــرير) بالقضاة ورجل الشارع معا، ومعا بالمحكمة والميدان بلا ميزان، وكأنّ المصريون امام قاض لا يرونه وهو يراهم، لايسمعهم وهم يسمعوه: (أيها الناس.! انا المسؤول عن أحلامكم اليوم.!)

أنا لا أريد إحصاء الأصحّاء الذين أراهم الآن على التلفاز حيا وهم يجرون بين (الإتّحـــادية) و(التحـــرير)، بل ولا أستطيع إحصائهم شبانا وعجائز ولا إناثا وذكورا، وإنما أريد إحصائية بالمعوقين منهم..!

الذين دخلوا تلك الميادين بإعاقات بدنية سابقة من الولادة، اوالذين خرجوا منها معوقين ومعوقات من سياط الأمن والبلطيجة والفوضى.؟

فلنتوقف هذه المرة على هذه الشريحة من المجتمع، لنحصي عدد الذين أنجبتهم أمهاتم في الوطن العربي بإعاقات جسدية منذ الولادة، وعدد الذين أنجبتهم السجون بفنون التعذيب سابقا في الخريف العربي، وميادين التحرير في ربيعهم لاحقا.؟

والوقفة اليوم بترنيمة ولو انها خجولة، لكنها سُباعية بأيام الأسبوع، من السبت بحيتانهم الى جُمع الوداع بفرسانها، وهى دعوةٌ متواضعة بمنح وسام (الواثقون) لكل من تضيفه ميادين التحرير وبلطجياتها إلى قائمة المعوقين، إن كان قد دخلها سالما واثقا، وخرج منها معوقا واثقا، فلنسترقُ له السمع إن كان سمعنا سليما ودون الإعاقات.؟

(1)

أنا الواثق المولود بلا ساق ولا قدم

بعقل هو القنديل في قلمي.

فلستُ العائقُ في نهر دنياكم

ولاكنت المُعيق في بحر أُخراكم

لأنّي انا المولود الواثق بلا ندم.

فضمّوني إلى طابوركم

يا الواثقون المؤمنون

فإني أنا بالدين والإيمان

والعقل والقلم.

(2)

أنا الواثق في سباقات "رالي"

ودون سيقان ملك السباق.!

وانا الموثوق في المعلب الرياضي

ودون قدمى نجم المباراة

وإن لا أملك المتسابق سيقانه، ولكني،

أملكه إلى أخمص قدميه

ولا أملك اللاعب غلمانه ولكني،

أملكه بقلبي إلى قالب كعبيه.

(3)

أيها الناس.!

أنا لا أملك كمالياتكم، ولكني

ملكٌ لأساسياتكم.

أنا أملككم كما أملك قلبي وقُبّعتي

وأتحكم بقلوبكم

كأزرار قميصي ومفتاح شقتي

ومسمار شباكي

وروزنتي.

أنا أملككم بخيلي

وجوادي في فؤادي

لأني بهوية (الواثقون).

(4)

أيها الناس.!

أنا أمشي عليكم بالزهور

وإن كنتم تمشون على سجاجيد القصور

لأني بطابور أوله (واثقون)

أوسطه (واثقون)

آخره (واثقون).

فأسجدوا لي ولطابوري

وأعبدوه بلا شك

ولاريب ولاندم

ولكن بلا صنم.

(5)

أنا لا أقتل فلاتقتلوني

أنا لا أظلم فلا تظلموني

لا أسجن فلا تسجنوني

ولا أشنق ولاتشنقوني

ولا أعيقُ، فلا تعيقوني

لأني أنا الصدق العادل بالقلب الرؤوم

وأنا الأوثق بين الواثقين السابقين

وأنا الأسر ع مشيا بين اللاحقين

فأنا الأجمل قلبا ببياض الياسمين.

(6)

أنا الرغيف الساخن، ولكن

لاتأكلوني.!

لأني ناجحٌ بطبخ الرغيف والتعجين

وفاشلٌ في النهم والتهميش

والدفن الدفين.

حاذروا أن تلقوا بى التنّور

طُعمة للجمرات

فأنا ذلك الطبّاخ الماهر

من النيل الى الفرات.

حافظوا على خبّازكم بجوار النهر

هو ذاته الملاّح الماهر بعمق البحر.

(7)

أنا المصباح الساحر بالزيت،

ودون سحر علاء الدين

فأقبلوني أفلاطونيا خجولا

ثم أعذروني رومانسيا خجولا

واقبلوني "قبطانا" في الهواء

ثم أقبلوني سندبادا بحريا للبقاء

لأني في بلاد ينبض القلب فيها للواثقين

وعلى جسر يُفتح للواثقين

والجمارك فيها تفسح للواثقين

والجوازات فيها تختم للواثقين

واكتشفتُ كل هذا ليس إلاّ

أنني كنت أمشي رافعا رأسي

طامعا على صدري وسام (الواثقين)

فإذاهم منحوني الجواز والهوية

بشعار: (الواثقون).

  • أحمد ابراهيم (كاتب إماراتي)
  • ui@eim.ae

إرسال تعليق

أحدث أقدم