حوار مع الشاعرة الفلسطينية ايمان مصاروه . اميرة الحروف .
كيف تعرف نفسها ايمان مصاروة؟
ايمان مصاروة تلك القصيدة الحزينة الجريحة التي رسمت الوطن بحروفها ولونت اشعارها بالوان كاتمة اجهدها الزمان والمكان فيما كانت تشاهد وعن قرب الاحداث التي سجلها التاريخ لتكن بداية لهذا الابداع الغير متناهي، إنني ايمان مصاروة ابنة مدينة الناصرة في الجليل الفلسطيني 1948 تزوجت صغيرة السن وانهيت دراستي الجامعية في الاعلام بجامعة بير زيت حيث كانت بداياتي في مجال الابداع الثقافي منذ سن صغيرة اي في ال 17 ربيعا وكنت فزت بعدة مسابقات كانت الصحف المحلية تجريها في الداخل الفلسطيني دون الاكتراث لذلك لعدم اهتمامي بهذا اللون من الابداع او حتى غيره خاصة وان مهام الحياة والمسؤوليات اخذت مني غالب الوقت، ولكن سرعان ما انهمكت بالعمل الصحفي والذي اخذ حيز كبير من وقتي لأصبح اكتب القصيدة على انواعها بلحظات معدودة دون الاكتراث للحفاظ عليها خاصة وانني استطيع القول انني كنت صحفية متميزة قبل اصابتي بعيار ناري اثناء تواجدي بإحدى التغطيات الاعلامية \\ مما اضطرني للعلاج لعدة سنوات وتغير عملي للعمل البحثي الذي ايضا لاقيت فيه نفسي وانجزت عدة دراسات وفي هذه الفترة ونتيجة ظروفي الصحية الخاصة وظروف عائلية اخرى عدت من جديد الى هوايتي التي لطالما عبرت فيها عن مشاعري وبدأت من جديد بكتابة الشعر وكانت نتاجاتي قد بدأت تنهال من كل صوب وكان ايضا لي نتاجات شعرية على هذا الصعيد.
ما هي الكتابة بالنسبة إليك .؟
لماذا كان توجهك نحو الشعر بالذات .؟
الكتابة هي الحياة، الوطن، ارضاء الذات، الحب ،الحزن، حالة تعبر عنها الكلمات برقي ادبي وثقافي ربما احيانا فلسفي ورمزي ان لم يكون بسيط انما لا اجد نفسي الا بعد ان اخط ما يجيش به احساسي بكل اللحظات وتحديدا لحظات الحزن
والشعر هو الاداة الاقرب لإبداعي انما هو كل ابداعي وكان ميولي للشعر لأنني كنت تخصصت بالمدرسة الثانوية في الفرع الادبي ولفت نظري مادة الشعر وحياة الشعراء وابداعاتهم ثم بدأت ابحث عن شعراء حديثي العهد ووجدت امامي ابناء وطني سميح القاسم ومحمود درويش وتوفيق زياد ومعين بسيسو اضافة لعدد من الشعراء العرب المعاصرين كنزار قباني وكان يلفت نظري الشعر الوطني وتحديدا المغناه منه ومن هنا بدأت انطلاقتي حين بدأت بدراسة بحور الشعر دون رعاية من احد وانا اذ اعتز ان انطلاقتي كانت جيدة ادت الى انطلاقة في هذا المجال وان كانت غير متتابعة انما كانت ثقافتي في هذا الجانب قد دعمت موهبتي التي لا زلت اعتز بها حتى اللحظة
لماذا كان توجهك نحو الشعر بالذات .؟
الشعر لغة الوجدان بأناقة الروح وكوني احببت هذا الصنف من الابداع وموهبتي بدأت من هنا ،تلقائيا كنت اكتب لا شعوريا واعبر عما يعانيه الوطن من نزف لا ينتهي وعما يجول بخاطري بطريقة جدا سلسة ومختصرة تنم عن صدق احساس دائم ولا يعبر اي كان عن ذلك بنجاح فصدق الاحساس يزيد الحرف نقاء وهذا يساهم بدخوله لقلب وعقل قارئه
والشعر هو بالنسبة لي وكما قلت اعلاه القلب النابض لي دوما
هل " بتول لغتي"
هو أول عمل كتبته ، وهل في مخزونك أعمال أخرى .؟
بتول لغتي هو العمل الخامس في اطار دواوين الشعر فقد صدر لي ديوان
انا حدث ومجزرة
حجر سلاحي
سرير القمر
دموع الحبق
بتول لغتي
والديوان الاخير ديوان مشترك لشعراء من الوطن بمجموعة دواوين وحمل عنوان صهيل الحواس والذي صدر منذ عدة ايام في الوطن
وكما لي عدة دراسات علمية منها دراسة مشتركة مع الاديب الفلسطيني الكبير جميل السلحوت 6- الاطفال المقدسين تميز عنصري.
- الاستيطان في البلدة القديمة ط 1
- الاستيطان في البلدة القديمة بإضافة باب الحفريات وتعديلات على الجانب الديمغرافي وعدد العقارات المصادرة ط 2
- التعليم في القدس بين الماضي والحاضر
- دراسات نقدية عديدة حملت عنوان اشراقات نقدية سترى النور قريبا
- اضافة لعشرات الابحاث والدراسات الصغيرة التي قمت بها هنا وهناك خلال عملي الاعلامي.
كونك تعيشين في فلسطين. هل هناك فرق في التعاطي مع الشعر كيف تري حضور الفن الشعر العربي في فلسطين..؟
بالتأكيد الشعر الفلسطيني هو شعر المقاومة هو شعر الوطن بأنماطه المختلفة هو شعر القضية الفلسطينية له طعم ونكهة خاصة
ان الشعر هو الابداع الا محدود وكما هو الفن لدينا لكن وبكل الاحوال ينقصنا ذاك الاطار الذي يحتوي كل هذه الابداعات
كلمة توجهها لدول العربية؟
انا اقول كلنا وطن \ كلنا شعب\ علينا الوقوف صفا واحدا دوما لأجل الشعب الفلسطيني الذي لا زال تحت الاحتلال دونما شعوب العالم
هل لنا أن نستمع لشيء من شعرك؟
وقصيدة اخرى بعنوان: أُنْشودَةُ السّلامِ
الشّوْقُ حَرَّقَنا
والحُبُّ أرّقَنا
والصَّبْرُ فينا صائِحٌ أَيْن َ السَّلامْ ؟
يا مُنْيَةً نَشْدو لَها في كُل ِّ عامْ
يا موْرداً للحُبِّ يا عُشَّ الحَمامْ
في ظِلِّهِ يَغْفو ويبتسمُ الوِئامْ
فيهِ اغتِسالُ الكونِ مِنْ دَرَنِ الظلامْ
عُدْ يا سَلامُ إِلى بِلادي شادِيَا
عُدْ يا أَمانُ مَعَ الرّياحِ مُواسِيَا
وَاخْلُدْ هُنا...وَاجْلِدْ بِسَوْطِكَ عاتِيَا
كُنْ عالِماً...كُنْ شاهِداً...كُنْ راوِيَا
الشّوْقُ حَرَّقَنا
والحُبُّ أَرّقَنا
والصَّبْرُ فينا صائِحٌ أَيْنَ السّلامْ؟؟؟
اجْمَعْ بِظِلِّكَ سائِرَ الأحْبابِ في أرْضِ الوطَنْ
وامْسَحْ بِكَفِّكَ والحَنانِ دُموعَ مَنْ ذاقَ المِحَنْ
وارْسُمْ بِصَبْرِكَ قامةً في كُلّ طِفْلٍ ذي شَجَنْ
أَنْتَ السّلامُ فَدُمْ لَنا ..في دَرْبِنا طولَ الزَّمَنْ
باعتقادك أنه بإمكانك الموازنة بين الشعر والكتابة بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر؟
نعم انا ممن يوازنون جيدا ما بين كتابة الشعر والدراسات وقد ابدعت حقا هنا وهناك ولا اجد ان كتابة الشعر تنتقص من كتابة الدراسة العلمية او البحثية او التوثيقية خاصة وان القصيدة بمثابة حالة يعيشها الشاعر لا تتعدى الا بضع دقائق من الوقت ثم يعود لوضعه الطبيعي ومن البديهي ان الشاعر يحتاج لوقت طويل ليصبح محترف وان الحياة اليومية بحاجة العطاء والاصرار على طموحنا لأجل الوصول ونحن في الدول العربية لا نجد ذاك الاطار الادبي الذي يحتوي المبدع ماديا مما يضطرنا العمل لأجل كسب لقمة العيش وانا اذ اعمل بمهنتي كإعلامية وباحثة متخصصة في مجال المدينة المقدسة
ما رأيك بحركة النقد في العالم العربي حالياً؟
هنالك حركة نقدية لا بأس بها انما للعلاقات الخاصة شأن كبير في تناول المادة النقدية واحيانا المجاملة وانا ممن يتمنون الارتقاء الى عدم المجاملة ولأجل الارتقاء بالإبداع خاصة ان لدينا كادر نقدي متمكن في اماكن تواجده بالدول العربية التي لم يعد يفصلها شيء مع برامج التواصل الاجتماعي
هل تتعاطين مع وسائل التواصل الاجتماعي.؟ وما تضيف للشاعر أو الكاتب.؟
طبعا اليوم اصبحت هذه الوسائل حالة ملحة وضرورية للتعرف والتواصل الاجتماعي والابداعي خاصة اننا لم نكن نسمع بأسماء شعراء وادباء وكما اليوم وهذا اضاف لنا المعرفة والتعرف على مبدعي الدول الشقيقة الاخرى واساليب الابداع على كافة الصعد اضافة الى الاحتكاك المباشر في زيارة مؤسسات ادبية كبيرة تعنى بتبادل الثقافة وكما حصل معي ان قمت بزيارة المغرب مؤخرا وتونس العام الماضي والاردن ومصر الخ ... وهذا يضيف لنا الكثير معنويا
إلى أي مدى تنظرين إلى تأثير الشعر والكتابة والأدب بصفة عامة في الوقت الحالي .؟
بالتأكيد هنالك تأثير وتفاعل كبيرين والدلالة ما حصل في غزة من اعتداء والعدد الهائل الذي تعاطف مع الشعب الفلسطيني اثر عمليات القتل التي قامت بها اسرائيل للأبرياء هناك وكم القصائد والكتابات الابداعية التي كتبت عن غزة اننا بزمن الحرف الذي يشفع لكل قضية تبرز وكل مستجد يطرح ولولا هذا التواصل لاندثرت الحقائق دون مرجع انه التاريخ يسجل حروفنا اينما وقعت
ما مساحة الوطن في كتاباتك.؟
هي المساحة الاكبر والاشمل \ نعم اقر بانني كتبت الوطن ولن اكتب الا ما ندر الخاص وانا بدوري اهدي القراء هذه الكلمات
يا سَــيِّدي
يا سيِّدي
لَكَ مِنْ دُروسي ما كَتَبْتْ
لَكَ مِنْ دَمي
لَكَ مِنْ غَدي
جُزْءٌ كَبيرٌ مِنْ صَلاتي في الوَطَنْ
يا سيِّدي
ضاقَتْ شَوارِعُ أُمِّنا
لَكَ ما رَأَيْتْ
تَخْطو بِلادي فَوْقَ هاماتِ المِحَنْ
أَدْمَنْتُ شَوْقاً لِلّقاءْ
ضاقَتْ قُيودٌ هاهُنا
يا سيِّدي
في لَيْلَةٍ أَنْطَقْتُ وَرْداً لا َيرى
جَسَدي تَحَـنَّطَ صَبْرُهُ
هُوَ ذا رَفيقي يَعْبُر الأوْطانَ
يَأتي إلَيْنا منْ فَراديسِ السَّماءْ
قَلْبي هَواكَ...سَأَمْتَطي بَعْضي إلى
سِجْنِ الجَنيدِ وَسِجْنِ عَسْكَرْ
يا سيِّدي
هَذا هُوَ الفَرَحُ المُحاصَرُ والمُقَدَّمُ والمًؤخَّرْ
اذْهَبْ..يُناديكَ الدِّمارْ
لا شَيْءَ يَوجَد ُ بَيْنَ مُنْعَطَفيْنِ
أَوْ حُلْمَيْنِ:
لَيْلُ بَهيمٌ أَوْ نَهارْ
اصْمُتْ إذا نطَقَ الدُّجى
!!ابْلَعْ شَظايا القَلْبِ حَتّى الانْتِصارْ
يا سيِّدي
لَكَ ما شَعَرْتْ
لَكَ مِنْ دَمي
لَكَ مِنْ غَدي
وَطَني تَغلْغَلَ في شَراييني وَأنْتْ..
الصفحة الشخصية للشاعرة على الفيسبوك
صفحة معجبي الشاعرة أميرة الحروف على الفيسبوك
أجرى الحوار الفنان المغربي: داني زهير