القمّة الخليجية 33 وكذبة ديسمبر 2012

image004_thumb1_thumb_thumb_thumb_th[2]

كذبة ديسمبر لم تختلف عن كذبة أبريل.!
الأُولى طال عمرها، عاشت ولم تمت منذ وُلدت "كذبة إبريل" قبل عقود،
تتوالد تتناكح وتتناسل كل عام.!
 
والثانية يخسف عمرها "كذبة ديسمبر"، أنجبتها سويعات معدودة ليوم 21 ديسمبر هذا العام، بأن "الكون والكائنات ستتلاشي في مثل تلك الساعات.!"  .. لكنها هى التي تلاشت في مثل تلك الساعات.!
 
ويقال عن (كذبة إبريل) إنها لعبة إنجليزية، إبتكرها اللون العنصري الأبيض عن بُعد، لتسخير ذوي الألوان الداكنة ببلاد المسلمين، تُحرّكهم دُمى بالريموت وبعقر دارهم ولو مرة كل عام .. إنهم هم ضحكوا علينا ذات مرة، ونحن نضحك على بعضنا الف مرة.!
 
إنه العصا المخملي الناعم العبوس، للإستعمار الحاقد العجوز، الذي إهتزّ عرشه يوما، وإنزلق قدمه متزلزلا متراجعا عن تلك المساحات التي لاتغيب عنها الشمس كما زعموا، تركوها حاقدين مجبرين، فعادت لها بالعصا الثقافي الغليظ، بالنُّكت والكوميديات المقلوبة، وبالمسرحيات المنكوبة، وبالمعاهد الثقافية الممتدة إلى مساحات ما لاتغيب عنها الشمس كما يعتقدون.!
 
وفي الخليج، وعلى جانب كبير من الوادي العامر الكبير، وما ان لاحت للخليجيين من الجانب الآخر من الوادي،  تلك اللوحة الموهومة بنهاية الكون في ديسمبر2012، إلا وتحالف الخليجيون قادة وشعبا في ديسمبر2012 في القمة الخليجية الثالثة والثلاثون المنعقدة بالمنامة عاصمة مملكة البحرين الشقيقة، تحالفوا لبناء أعلى، ولبقاء أبقى وأقوى، بإقرار (الإتحاد) بعد (التعاون.)
 
والخليجيون بمذهب واحد في هذه البُقعة الآمنة من الجزيرة العربية المجاورة لمهبط الوحي والتنزيل، ما هم الا بلُحمة واحدة بملامح بعضهم البعض، وبعادات وتقاليد بعضهم البعض، يحملون أسماء وألقاب بعضهم البعض، متداخلون في قبائل وعشائر بعضهم البعض من آباء وأبناء وأنساب وأحفاد، إنهم قرروا بالإجماع في القمّة الأخيرة، إحلال الكُلّية محلّ البعضية في القمة المقبلة، فلا تبعيض بعد الإتحاد بين الإماراتي والسعودي، بين قطري والكويتي، ولابين عماني والبحريني .. وبهذا القرار والإقرار سنكسب بإذن الرحمن كل الملامح الجغرافية للمواطن الواحد في الوطن الواحد وبالهوية الواحدة إن شاء الله تعالى.
 
إن كان (مجلس التعاون الخليجي) قد حقق (البعض) الكثير منذ النشأة بمسيرة ثلاث وثلاثين حول،  فإن على (الإتحاد) من النشأة أن يأتي بذلك (الكل) من ذلك (البعض)، وأن يحقق الطموحات الجغرافية الإستراتيجية والإجتماعية الإقتصادية كلها، لأبناء المنطقة الشرعيين كلهم، ليس على مستوى السوق الخليجية المشتركة، والعُملة الخليجية الموحدة والتعليم الخليجي المتكامل فحسب، بل وأيضا ليتوالد ويتناسل من هذا الإتحاد ذلك الخليجي المتكامل المُكمل المؤيّد له من جيل لجيل.
 
الإتحاد الحقيقي، هو ما لايُسمح بتجارب ما سبق فشل تجاربها، ولا تأليف ما سبق تأليفه بعد الإفتتاح، ولا شرح ما إنتهى شرحه قبل الإفتتاح، ولاطباعة ما تمّ نشره بالرقابة ودون الرقابة، ولا التسامح للرقص والتطبيل لأغان فاشلة سبق بثّها ونشرها، ولا تأشيرات لأقلام الإرتزاق كانت لنا يوما وباتت علينا أياما.
 
بل ولامساحة لأناشيد وطنية سبق إستنساخها، إن النشيد الوطني الحقيقي هو،  تمزيق النسخ الكربوني النقلي، ودفنه تحت النقش الحجري الأصلي، النشيد الوطني للإتحاد هو كلٌّ بلا تبعيض، النشيد الحقيقي هو أصلٌ ليس له نسخة ورقية او رقمية ثانية في عالمى الأبدان والأذهان، النشيد المرجوّ للإتحاد هى الخريطة المرجوّة ذاتها، تلك الخريطة التي لا سابقة لها قبل التعاون ولا لاحقة لها بعد الإتحاد، وتأتيك بالمساحة المرجوة التي لامساحة فيها لكذبة إبريل ولاكذبة ديسمبر ولاكذبة حزيران ولا أكاذيب أخرى دخيلة او متداخلة.
 
لا أعتقد ان وحدة الشعارات والألوان والأوزان للهويات والعُملات، ستضمن لنا وحدة الصف بتلك المساحة المرجوة في الأوطان إن لم نقم بطرد ذلك الشيطان.! لوكان الأمر بذلك اليُسر، لكان قد تحقق الإتحاد في العراق ولبنان قبل غيرهما من بلدان، حيث كل العراقيين باللون الموحد للدينار العراقي في جيوبهم، وبالعلم العراقي فوق رؤوسهم، والهوية العراقية الموحدة في الأيادي، وكذلك اللبناني بإخضرار الأرُز والليرة اللبنانية في كل مكان، لكن الشيطان الطائفي كان ثالث الألوان والأوزان من بغداد الى فلّوجة ونجف وكربلاء، ومن بيروت الى طرابلس وصيدا وبعلبك، وهو يبحث الآن عن جواز سفر وتأشيرة دخول لعواصم أخرى من دمشق وصنعاء وعدن والقاهرة والإسكندرية.!
 
علينا قطع الطريق أمام تبعيض كل الشياطين، شياطين الجن والإنس إن أرادت التسلّل إلينا خلسة بهوية حقيقية او مزورة، بتأشيرة سياحية مؤقتة او إقامة إستراتيجية دائمة، بجواز سفر كذبة إبريل او بطاقة مرور كذبة ديسمبر، بقلادة كريسماس المسيح عليه السلام، أو بعباءة المولد النبوي الكريم صلى الله عليه وسلم، بعمامة إمام محراب الإيمان، او بلحية أبي لهب وشوارب جنكيز خان، بأعلام عاشوراء الحسين السوداء، او بيارق بابا نويل الحمراء.!
 
شمعة الإتحاد الخليجي ستشعل إن شاء الله نورا للأحبّاء المهتدين ونارا على الأعداء المعتدين، مصباحا لذلك المواطن الخليجي الذي ثروته تراب الوطن، قادته قادة الوطن، مرشده دستور الوطن، قبلته الكعبة، كتابه القرآن ودينه الإسلام ومحرابه قلبه المفعم بحب الوطن، فلا يسأل ولا يُسأل عن اي مسجد تصلّي فيه، لأنه يصلّ بقلبه صلواته الخمسة الموقوتة بوقتها في المساحة المتاحة جنب بيته ومكتبه ومعمله وحانوته، ودون المساحة لذلك الشيطان الذي قد يأتيه بكذبة ديسمبر حينا وبكذبة أبريل أحيانا.

  • أحمد ابراهيم (كاتب إماراتي)
  • ui@eim.ae

1 تعليقات

  1. Perfectly, the actual post is actually the particular freshest subject on this windows registry connected issue.
    We are members of your own results and definately will
    thirstily look ahead to your own approaching improvements.

    Only indicating thanks a lot will not only be all you need,
    with the exceptional lucidity within your producing.
    I'm going to without delay take hold of your feed to settle up-to-date with virtually any up-dates.
    Here is my web-site ; Cheap Car Insurance Quote

    ردحذف
أحدث أقدم