إدريس الخوري: لا أكتب قصصاً جميلة

image

يعتبر إدريس الخوري من أبرز كتاب القصة في المغرب، حيث تبدو قصته مسكونة بضوء من المستقبل .

تستمد عوالمها من المعاناة والحلم، ولغته تحمل شفافية الشعر . أصدر الخوري العديد من المجموعات القصصية منها “حزن في الرأس والقلب”، “ظلال”، “البدايات”، “مدينة التراب” ومن كتبه النقدية “بعيدا عن النص قريبا منه”، “كأس حياتي”، و”فوق الخشبة أمام الشاشة”، كما أنه يكتب المقالة الصحافية ذات الطابع الأدبي . “الخليج” أجرت هذا الحوار مع إدريس الخوري .

كيف يبني إدريس الخوري معماره القصصي؟

انطلاقاً من لقطة يومية، من مشهد مثير، من حالة إنسانية غير طبيعية . إن القضية ليست أن تكتب أي شيء تراه أو تتذكره، إنها بحث عن التباس مختلف الحالات الإنسانية في الحياة .

المعمار هو أن تكثف اللغة والمشهد، أن تلغي النهايات السعيدة، لذلك فأنا لا أكتب قصصا جميلة .

ما مفهوم الحداثة القصصية عندك؟

ليست الحداثة في الحذلقة اللغوية، إنها في الموضوع الذي تحلم بكتابته . الحداثة هي ألا تشبه الآخرين في كتابتك وتفكيرك، من ثم فأنت مطالب بتجاوز ما هو سائد في مجال الأدب . في القصة والرواية العربيتين ثمة نصوص ذات طابع حداثي مغاير في البناء واللغة .

لماذا الإخلاص لفن القصة القصيرة رغم تراجعه أمام الرواية؟

لا تراجع للقصة أمام الرواية، بالعكس، إنها حاضرة حضورا لافتا في الصحف والمجلات، لقد أصبحت الرواية “موضة” يكتبها كل من هب ودب ومن دون موهبة، أمامنا أسماء عدة لا داعي لذكرها، وبقراءة المجموعات التي تصدر الآن في بعض البلدان العربية يتضح أن القصة لم تمت .

imageهل تساعدك القصة على اكتشاف ذاتك وذوات الآخرين؟

بالفعل، فبالإضافة إلى أنها تعبر عن الذوات الفردية والجماعية فهي كذلك اكتشاف لمناطق نفسية مجهولة .

هل لديك خطة لكتابة سيرتك الذاتية أم ستكتفي بالاختفاء خلف نصك؟

لست مهندساً حتى أضع تصميما للكتابة، إنني أكتب انطلاقا من تصميم مسبق في الذاكرة .

كل كاتب يقف خلف نصه بصيغة أو بأخرى، مع تشابه في الموضوعات، وإلى الآن فإن نصوصي القصصية هي جزء من سيرتي الذاتية بصيغ مختلفة، أما السيرة الكبرى فأنا منهمك في كتابتها .

هل تكتب وأنت معني بقضية الانتشار الجماهيري؟

إننا لا نكتب لأنفسنا كتعبير عن ذواتنا فحسب بل للناس، وإلا لماذا هذه الكتابة بالذات ؟ لست تلفزيونيا لأكون منتشرا، ولا يهمني ذلك، إنني أكتب لفئة محدودة من القراء لديهم ثقافة وعشق للأدب وكلمة “الانتشار” كلمة إعلامية لا علاقة لها بالكتابة .

هل صحيح أن النقد يسود في المغرب ، بينما الإبداع يسيطر في المشرق؟

فعلا ثمة تراكم على مستوى الإنتاج الأدبي في المشرق، ولكن ليس كل ما يكتب هناك جيدا، ثم إن المشرق العربي يسهم، هو الآخر، في إنتاج النقد وما يكتب اليوم في المغرب من نقد هو جزء أيضا من النقد العربي ككل، فليست هناك مفاضلة بيننا، كل بلد عربي يساهم في بلورة مفاهيم وتصورات .

  • بواسطة الصديق الفنان التشكيلي المغربي داني زهير

إرسال تعليق

أحدث أقدم