كلاب الميدان يرون ولا يُرون، إن كانت بعيون الجماهير ونحن بالعين المجرّدة، وأعتقد ان شمّامات الكلاب البوليسية بالقاهرة آخر أخبارها هى نفس أولها، الخوف من شيئ فالتخويف من شيئ آخر: (البلطجية ثم البلطجية) .. الخوف من الإسلاميين، فالتخويف من البلطيجة.!
أيُقبلُ هذا.؟
ثمّ ان الطلاسم المصرية جُلها بإستغاثات أين(المفايتح، أين المفاتيح؟)
ونحن نعتقد ان المفتاح السحري يوجد فقط بميدان التحرير.!
أيُعقل هذا.؟ ..
طبعا، لاهذا وما قيل ولا ذاك وما يُقال، ومما قيل ولم يتقبّله العقل،، هو أن يُنسب إلى عقلاء مصر، بان الإنتخابات في مصر تعني الجنون والجنون فنون، وتعني الإشتباكات بالأيدي والرصاص، كما روّجتها الإذاعات العالمية ووكالات أنبائها: بأن المرحلة الثانية للانتخابات كانت بالحرائق والقتلى والجرحى.! .. 36 جرحى مكان الإعتصام امام مبنى مجلس الشعب.َ! حريق في المبنى.! والآلآف أمام اللجنة لضرب الجيش! وسقوط أكثر من 40 قتيل! وتعديات بالسب والضرب على القضاة المشرفين بقرية الصيادين! وتبريرحضور القرويين الانتخابات خشيتهم من تطبيق غرامة 500 جنيه على من لم يدل بصوته! وتبرير تقدم الاخوان والسلفيين في القرى على الليبراليين واليساريين بسبب الاعانات الخيرية التي قدمتاها للقرويين قبل الإنتخابات بسنوات.!
الذين بميدان التحرير لاتزعلوا من العنوان، ولاتضيّقوا الكلاب بمفاهيمها الإسلامية الفقهية "نجس أو غير نجس"، وإنما خذوها بمفاهيمها السنخية العامة التي كتبت بحروف من ذهب في التاريخ: (كلاب تساوي وزنها ذهبا وألماسا)، الشباب بميدان التحريرإسألوا بين ظهرانيكم من يكبركم سنا من متوسطي الأعمار، ممن شاهد شوطى مباراة أقيمت في القاهرة عام 1978 بين منتخب شرطة الكويت ومنتخب الشرطة المصرية، قدمت فيها مجموعة من كلاب الشرطة المدربة ما يعجز عنه الإنسان والكثير من الحيوان.
كنت حاضرا في تلك الساحة التي تناثرت عليها عشرات الصناديق المتشابهة بالأشكال والألوان والأحجام .. والمايكروفون يعلن، أن صندوقا واحدا فقط بين كل الصناديق يحتوى على كيس صغير بمادة مخدرة، وبعد لحظات انطلق كلب نحو الصناديق، واخذ يشمها واحدا تلو الآخر، ثم هجم على صندوق بعينه، وعاد الميكروفون ليتسائل (هل هذا الكلب مدمن.؟) والجواب نعم إنه مدمن وصل بالشمّ الى المخبأ، فشمّام الهيرويين من الكلاب يتعرف على مخابئ الهيرويين، وشمام الكوكايين يتعرف على الكوكايين، وشمام الحشاش على الحشيش، إلى آخر القائمة من السموم البيضاء.
من بميدان التحرير بسنخية الوفاء، عليكم بشمّام تتعرفوا من خلاله على من يختبأ بين الملايين، ليس الكلُّ بميدان التحرير بسنخية الكلاب الأوفياء، هناك الكلاب المسعورة والضالّة والمضلّلة، قد تجدوا بين الهاتفين لمصر، من يقترح هدم الإهرامات بالجيزة بحجة أنها تعرقل أتوبيس السواح الإسرائيليين والإسرائيليات، إنتبهوا إن البناء صعبٌ والطريقُ طويل، كما الهدم سهلٌ والطريق بسيط، إن ناطحة سحاب بنته السنين قد يهدمه ديناميت في دقائق.
إنكم امام بناء مصر الجديدة يا شباب، والبناء سيطلب منكم الكفاح المضني والصمود القوي، والصبر على الشدائد، وما اشقّ البناء من تحت الصفر، في الوقت الذي قالوا (إما انا او الفوضى) .. وفي الوقت الذي قيل ان مصر ميدان التحرير هى مصر الفوضى، وفي الوقت الذي قلتم ان مصر المظاهرات هي مصر البلطيجة.!
أعرف ان العائدين من ميدان التحرير او الذاهبين إليها، ليس امامهم إستقبالات ولا مآدب ضخمة، وانما قد يواجهون الجوع والعطش والبطالة وفقدان الوظائف، لكنها كانت مسيرة جبارة ليستيقظ النائمون، ويتحرك المشلولون وينطق المُكمّمون، وكانت مسيرة بالعرق والدموع والدماء، فلا تحولها لمسيرة نحو الدمار.
إن لمسيرتكم أخطاء يا شباب وجلّ من لايخطأ، والاخطاء تتصلّح بالبناء والإنتاج، وما احوجكم اليوم للسلالم والمراسى يا أهل مصر، ولن تثبت تلك المراسي والسلالم إلا بإنجاح الإنتخابات، إذن تعرّفوا بقوة الشمّام على من يريد إفشالها وأفشلوهم، كونوا أوفياء لتراب الوطن، ولاتزعلوا من كاتب هذا المقال على عنوانه بكلمة (الكلاب)، ليس عيبا ان نأخذ من الكلاب جانب الإخلاص والوفاء والأمانة، تكفينا مثلا مقدسا: قصة كلب أهل الكهف أخذه القرآن.
وأرسم في الختامم للقارئ العزيز صورة كلبين، احدهما بتمثال في مقابر ادنبرة بعاصمة اسكتلندا، يعود لعام 1885، يقال ان هذا الكلب مشى في جنازة سيده الى المقبرة، وعندما دفن فيها ظل بجوار قبره بقية عمره الى ان مات فوق تراب قبره فأقيم له هذا التمثال، وكلبا آخرا في اليابان كان اعتاد ان يصحب سيده أستاذ الجامعة كل صباح إلى محطة القطار، ثم ينتظره فيها حتى عودته آخر النهار، لكن الأستاذ مات في حادث ولم يعد في قطار المساء، وبقى الكلب بقية ينتظره في المحطة، كلما وصل قطار المساء كان يجري من باب لباب بشمّام الوفاء، إلى ان مات في المحطة بعد سنين.
فيا شباب ميدان التحرير، من معه كلبٌ بهذه السنخية الوفائية لسيده، يجب عليه ان لاينسى تخليد ذلك الكلب بتمثال له بميدان التحرير إن مات من أجل الوطن قبل سيده او بعد سيده وإن كان الميت كلبا.
- بقلم: أحمد إبراهيم (كاتب إماراتي)
- البريد الإلكتروني: ui@eim.ae
لقد لمست كبد الحقيقة أستاذ أحمد
ردحذفو أزيدك من الشعر بيتاً
لقد تحولت ثورتنا على الظلم و القهر و العبودية إلى مثار للسخرية، فأنت تذهب إلى أي مكان و أنت تكاد تتوارى لو علم أحدهم أنك ممن خرج للحرية أو حتى ناصرت من خرجوا، استطاع من يحكمون البلاد خلفا و تكليفا ممن لا شرعية له أن يشقوا الشعب لنصفين و دغدغوا أحلام محبي العبودية لغير الله و أخرجوا أنصارا و هيجوا الإعلام و ناصبوا الأحرار العداء نهارا جهارا و الآن يصمونهم بعار إحراق الوطن و ما هم - و لا ينبغي لهم - أن يحرقوا وطنا ماتوا من أجله لعقود طوال.
عذرا للإطالة و لكن القلب يبكي مصرا و العين قد تحجر فيها الدمع
خالص الشكر والتقدير للأستاذ الغالي أحمد نجم الدين على هذا التعليق وهذه الإضافة الرائعة جداً .. مع أطيب الأمنيات لمصر بأن تعود كما كانت منارة الأمة العربية ...
ردحذفومع الشكر الجزيل على هذا الثراء من المبدع الثري أ. أحمد إبراهيم.
انا ارى ان الاستاذ احمد قد اقمح نفسه في شئون مصر اكثر من اللازم وكان الاحرى به ان يخليه في حاله ويبعد عن مصر اهلها واختيار عنوان قبيح لمقالته هذا دليل اخر على انه داخل دخله خطأويسئ للثوار ولكن بشكل غير مباشر وايضا اساءة للمصريين
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفاخي الفاضل المقال جد اكثر من رائع ولا ارى فيه غير انه يوصل رسالة لاهل مصر بان هناك من يتربص بالانتخابات وينوي فيها التخريب والدمار وما الى اخره وانه لم يسئ الى اهل مصر بشكل غير مباشر وليست هذه من عوائد ابو محمد فهو كاتب كبير ويفهم كيف يوصل المعلومة للقارى والمغزى من الموضوع نفسه "
ردحذفوايضا اخص بالذكر مثالا على كلامي من لامقال نفسه :الذين بميدان التحرير لاتزعلوا من العنوان، ولاتضيّقوا الكلاب بمفاهيمها الإسلامية الفقهية "نجس أو غير نجس"، وإنما خذوها بمفاهيمها السنخية العامة التي كتبت بحروف من ذهب في التاريخ: (كلاب تساوي وزنها ذهبا وألماسا)..
عفوا هو لم يقصد الاساءة بشكل مباشر بل اذا رجعت الى المقالة وقراتها بتمعن سترى انه يشجع شباب اهل مصر وهم نواة الوطن بانجاء الانتخابات وتفادي الاخطاء الفادحة واكتشاف الكلاب اللذين حقا يريدون بمصر الحبيبة شرا وخرابا تقبل مروري يا اخي
وسلامي عليك يا بو محمد ويعطيك العافية على المقال الخطير والجد رائع
Your admirer سعيد عادل محمد كرم