من أكبر أسباب التخلف في أمتنا بصف عامة وعالمنا العربي بصفة خاصة هو عدم الاهتمام بالبنية التحتية للبناء الإنسان وتنمية العقول الناشئة ، وتحفيزها لتبتكر ، وتبدع
لاحظت عدم الاهتمام بالمدارس الابتدائية ، ومدارس الأساس ولا أريد أن أتناول المواد التي تدرس لهؤلاء النشأة وهو الأخطر.. سوف أبدأ بالأقل أهمية هو الشكل والمظهر العام للمدارس التي تدرس في هذه البراعم والنواة التي تشكل القوة البشرية لإنسان الأمة
لقد صدُمت من منظر المدارس في السودان أبان الانتخابات حيث كانت هي المكان الذي تجرى فيه عملية الاختراع
جدران قذرة ، ومقاعد الدراسة حالها مذري ، وأرضية خالية من أدني أنواع الاهتمام التي تدل على احترام أدمية من يدرسون فيها .......
النفس البشرية ، كتلة من المشاعر والأحاسيس وتتأثر ، بجميع الظروف الخارجية المحيطة بها ، وكل هذه المؤثرات تتعاون بينها لتشكل شخصية الإنسان الذي يعيث فيها ، والأطفال هم لأكثر تأثر بالظروف البيئية المحيطة بهم
فكيف يتفوق طالب في دراسته وهو في وضع نفسي يسبب له الإحباط ولا يوجد أدنى ما يشجعه على النبوغ والتفوق ، وخاصة أننا في زمن العولمة وليس في محيط مغلق ، أطفالنا يعرفون ويشاهدون مدى اهتمام الأخريين بأبنائهم ، من خلال الأفلام ، والمسلسلات ، ومن خالا أفلام الكرتون ، ومؤكد في داخلهم سوف يجرون مقارنة بين حالهم وحال ما يشاهدون ، ، وتدور في أذهانهم الكثير من الأسئلة حتى وإن لم يطرحوها في العلن وسوف يشعرون بالفرق ، وهنا يبدأ الصراع النفسي في عقولهم البريئة ، بدلاً أن تتفرغ للابتكار والإبداع والتفوق ، تتعجب من سبب حالهم المختلف عن الأخريين
وضربت بالسودان مثل فقط ولكن الحالة عامة في مصر وتونس ،اليمن ، الأردن ، المغرب ، الجزائر بل معظم الدول في عالمنا وحتى في السعودية وبعض دول الخليج الأمر الذي شجع على وجود المدارس الخاصة التي مع تنافسها أصبحت مثل المدارس الحكومية بل أسؤ ، وأصبح تعليم الأساس في عالمنا تجارة مع كل أسف وقد بين لنا برنامج خواطر الشقيري هذا الفرق الهائل بيننا وبين الأخريين في كيفية اهتمامهم بأبنائهم وكيفية توفير سبل السلامة والأمن والحماية لهم فإذا كانت حكوماتنا تهتم بمدارس الأساس من حيث الأجواء الصحية التي توفر الأمن والحماية لأطفالنا لما لجأ البعض لإلحاق أبنائهم في المدارس الخاصة التي يهمها الربح المادي ولا تعمل على تنمية عقولهم أو تحفيزهم على الإبداع والابتكار .
فما هي قيمة دولنا إذا لم تهتم بالبنية التحتية للتنمية البشرية ، وكيف تكون أمتنا أمة حضارية ومتطورة ومنفتحة وهي تهدم أساسها المكون لها.
عليه يجب أن تتوسع مهمة الجامعة العربية ، وتُضع المواثيق والبنود التي تلزم حكوماتنا في الاهتمام في توفير البيئية الصحية التي يتعلم فيها أبنائنا وأطفالنا وفي نوعية المناهج التي تدرس لهم لأبد من توحيد الجهود والتعاون المشترك في هذا الأمر ، ويجب أن تخصص الميزانيات الضخمة في هذا المجال.
لأن الأطفال هم الأساس لبناء إنسان الأمة القوي الواعي ، المثقف ، المنتج ، والمثمر والفعال ، وأي بناء قوي وضخم لأبد أن يكون أساسها وقاعدته أقوي ، وإذا كانت القاعدة ضعيفة هشة ، مريضة ، تعاني اهتزاز نفسي فأن البناء مصيره السقوط ولن يصمد فترة طويلة.
- زينب ابراهيم خالد عبدالكريم