الساكنات في بيوتنا أو في الجحيم.!!

1223782673_thumb[4]

نقرأ ونسمع عن الكثير من حالات التحرش والاغتصاب للخادمات في المنازل الذين يأتين من بيئات ودول فقيرة بحثا عن لقمة العيش. وكثيرا ما تكون نهاية التحرش أما حمل أو سجن الخادمة نفسها وليس الجاني. ويسبب الحمل أو السجن للخادمة حالات نفسية صعبة فوق ما تعانيه من فقر واغتراب عن أهلها ووطنها. كما تترك في نفسها أثرا دائما يولد لديها شعور بالكراهية للأسرة وللبلاد التي استقدمت لها، قد يدفعها عندما تعود لوطنها لتشويه سمعة الدولة التي عادت منها وشعبها، وكثيرا ما يكون الحكم بالتعميم.
ورغم أن بعض العائلات تكون مضطرة لجلب خادمة لكون ربة البيت موظفة تحتاج لمن يقوم بأعمال المنزل إلا أن عائلات أخرى تجلب الخادمات تقليدا للآخرين أو رغبة في تحقيق شيء من الوجاهة الاجتماعية. وتوفر بعض العائلات للخادمات حياة حرة كريمة، غير أن عائلات أخرى كثيرة قد تمتهن كرامة الخادمة خاصة عندما يتعدى الأب أو الابن على الخادمة ويمارس معها التحرش الجنسي أو يقوم باغتصابها.
وبعضهن تلوذ بالصمت خوفا من فقدانها لعملها أو لحصولها على المال.. وتلجأ أخريات للهرب فتصبح هدفا للعصابات التي تمتهن المتاجرة بأجسادهن، فيؤول بهن الحال إلى وكر من أوكار الدعارة ثم السجن والترحيل. والغريب أن كثيرا من السيدات لا يخطر ببالها أن زوجها أو أبنها يمكن أن يتحرش بخادمة الأسرة، فتبقى غافلة عما يجري في منزلها. وتقيم بعض الخادمات وبرغبة منها علاقة جنسية مع رب الأسرة أو أحد أبنائها ولفترة طويلة دون أن تكتشفها ربة البيت.. وتتحول الخادمة في بعض المنازل من خادمة ومربية إلى عشيقة سرية، بينما ربة المنزل لا تشعر بما يحدث لانشغالها أما بالتسوق أو بالمناسبات. فعلى السيدات أن يمنعن احتكاك الزوج والأبناء بالخادمة، ويعلمن أن الأبناء بشر لديهم غرائز جنسية تدفعهم لإشباعها، وعليهن أن يعلمن أن الخادمة أمانة في عنق ربة البيت، فيجب أن توفر لها الحماية الكاملة وتحفظ لها كرامتها وشرفها حتى تعود لبلادها.
ورغم انتشار حوادث التحرش بالخادمات على صفحات الجرائد والقصص التي تسرد في المجالس الرجالية والنسائية، فإن الظاهرة لم تنال ما تستحق من الدراسة والاهتمام على المستوى الرسمي، ولم تطرح حلول ناجعة للقضاء عليها.

بقلم: د.نوف علي المطيري
d.nooof@gmail.com

إرسال تعليق

أحدث أقدم