انتقد لكن لا تسب!!

Criticism-of-negative-destructive-bad
يعالج النقد الموضوعي قضايا الأمة ويساعدها على التطور والنمو، وتحدث الكتابة المكرسة للسباب والتجريح أضرارا بالأمة وتعيدها للوراء. وقد ساءني كثيرا واستفز مشاعري ما تلفظ به السيد نبيل الفضل في مقالاته ولقاءاته الأخيرة عن النائب مسلم البراك من ألفاظ لا مبرر لها، ولا تندرج تحت النقد الموضوعي والمتجرد. لقد لجأ السيد نبيل الفضل للشخصنة، بدلا من تناول المواضيع محل الخلاف، ووصف السيد مسلم البراك بأنه رجل عقيم مقطوع النسل، وكال لشخصه السباب والتجريح.. أسمح لي يا سيد نبيل أن أقول أنه جانبك الحق فيما قلت عن النائب البراك فهو رجل مشهود له بالنزاهة والوطنية. كما أود أن أضيف أن القلم يا أستاذ نبيل أمانة في يد الكاتب، وليس سيفا يسلطه على من يشاء. واسمح لي أيضا أن أقول أنك يا سيد نبيل لم تحترم شرف وأمانة مهنة الكتابة، لذا أعذرني لو وصفت ما كتبت بالعمل غير المهني الذي لا يضر ولا ينفع.
وإذا كان الله لم يرزق السيد مسلم البراك ذرية فقد يكون لحكمة إلهية هي أنه أراد له أن يتفرغ لقضايا الإصلاح. ولم يرزق الله البراك ذرية، ولكنه رزقه القبول و حب المواطنين الكويتيين له والذمة النظيفة. وكما تعلم يا سيد نبيل أن هذه الصفات يفتقدها الكثيرون خاصة ممن نراهم في ميادين السياسة والكتابة.
إن الكاتب الحقيقي يا أستاذ نبيل تهمه معاناة الأمة ويعمل جاهدا على تصحيح الأخطاء وكشف الفساد وتقديم المشورة بأسلوب فيه الكثير من الرصانة والسمو، ولا يتناول شخصيات الناس وشؤونهم الخاصة.
وما دفعني لتناول هذا الموضوع هو أن أثير قضية جديرة بالاهتمام علها تعطى ما تستحق من الدراسة والبحث. وهذه القضية تتصل بما يحدث في الإعلام العربي من تخلي كثير من الكتاب عن المهنية الصحفية، وإطلاق العنان لأقلامهم لتسطر سبا وتجريحا للآخرين، وليس نقدا موضوعيا تستفيد منه الأمة.
والأكثر خطورة هو أن يكون القلم مأجورا يكتب لأنه يتقاضى مبلغا من المال، يجعله يبيع ضميره ويتحول إما للمديح أو السباب. والأمة في كلا الحالتين المدح والسب لا تستفيد شيئا، بل ربما وقعت عليها أضرار جسيمة بسبب ما يحدث من تزوير للحقائق. فالقلم المأجور يمكن أن يحول الحق إلى باطل والباطل إلى حق، وفي ذلك تجني على أوطاننا وموطنيها. وأرجو ألا يفهم مما أقول أنني أعني شخصا بذاته، أنا هنا أنبه الوسط الإعلامي ألا ترتكب الأقلام أخطاء في حق الأمة، وألا تتحول من صناعة الفكر إلى صناعة الخلاف، ومن البناء إلى الهدم ومن تحقيق الالتحام إلى إثارة الفرقة.
وأود أن أؤكد أن تعرية الأقلام غير الملتزمة بالمهنية والاحترافية وتأثير أصحاب النفوذ عليها، واجب على جميع الكتاب الذين يحترمون مهنتهم، حتى يمكن فرز ما يفيد الأمة وما يضرها، كما أردت تنبيه القراء كي لا يقعوا تحت تأثيرها. كما ينبغي عدم السماح بالفوضى الصحفية وعدم القبول بأي كاتب لمجرد أنه يستطيع الإنشاء، وأن توجد الضوابط القانونية التي تحد من تحول الكتاب من النقد للسب. ويتعين على القراء أن يميزوا بين الكتاب الملتزمين بشرف المهنة والذين يتبعون أهوائهم ومصالحهم الشخصية.
ونحن في عالمنا العربي المقبل على مستقبل زاهر أثر التغيرات الأخيرة بإذن الله، بحاجة إلى كتاب يظهرون الحقيقة واضحة حتى لو كانوا يكرهونها. نحن بحاجة لكتاب يرشدون الأمة ولا يظللونها.

بقلم: د.نوف علي المطيري
d.nooof@gmail.com

2 تعليقات

  1. حافية على جسر الذهب04 نوفمبر, 2011 23:54

    مقال روعة وفي الصميم :)

    ردحذف
  2. للأسف فيه ناس ناس ما بتعرف الفرق بين النقد الهادف البناء والسب شكرا سيدتي على هذه المقاله الرائعه

    ردحذف
أحدث أقدم