من الشائع في المجتمع نظرية مفادها أن المادة هي أسـاس السعــادة المطلقة ، و من هذا المنطلق أضحى الإنســـان يطرق كل الأبواب لتحقيق هذا العنصر لأنه القاعدة التي يمكن أن يرتكز عليها لرسم طموحاتــه على مختلف أصعدة الحياة, فهي بالنسبة له وسيلة و غايــة وهو بـذلك لا يرى إلا وجهها الايجابي و يغفل عن سلبياتها و التي لها تأثير كبيـر على تغيير العلاقات الإنسانية و القضـاء على وجهها البريء...........
لقد فرقــت المادة الأكباد و القلوب ، فأصبح الــزواج مبنيا على أساسهـا وتكاره الإخوان لأجلها و اصطدم الأصحـاب لبلوغـها وتشتت الصداقات من حولها لا لشيء فقط إلا لان المادة أصبحت تسير الإنسان وليس العكس، فعميت لأجلها الأبصــار و هفت إليها النفوس فجرفت إليها العواطف و نسي الزوج زوجته لأجلها فأصبحت الحيــاة الزوجية فراغا رهيبا يسيرها دخيل لا يوجد في قاموسه معنى لكلمــة اسمها المعيار الإنساني و مبادئه ، وتفككت العائلات لأجل ميراث كاد أن يقاتل بين أبناء أم واحدة فنفث سم الكراهيــة في القلوب وأصبح الأخ يرى أخاه وكأنه عدو لدود ,وتمزقت روابط الصداقــة التي ضرب له المثل يوما لأجل الاصطدام بحقيقة قاسيــة و هي سيطرة المادة على النفوس..................
هذا هو واقع أزمة غرست جذورها في المجتمـع ، فأصبحت المادة تشتري العواطف و تصنع الأصدقاء ، وتحبب الأعداء و لم يعد أي جانب إنساني يظهر على حقيقته الواقعية وهذا كله لا لشيء إلا أن المادة أصبحت غاية قبل أن تكو ن وسيلة..........
لكن إذا كان الأغلبية يراها سبب السعادة الحقيقية فهذا أمر سطحي ، و يبقى ضررها الضمني كبير لا يراه إلا من يرى في جميـع العلاقات الإنسانية وجهها الجميل الذي يعرف معنى النقاء الحقيقي لكن أين نحن في كل هذا ...؟
- بقلم: zahra abbassini