الحلبة المصرية تستغيت من فوق الحلبة..!

Ahmed%252520Ibrahim_thumb%25255B1%25255D[1]على دوىّ من هم بميدان التحرير منذ الجمعة بالإعتصام، والمهددين منهم بالعصيان لاحقا، رغم سبعة قرارات أصدرها عصام شرف رئيس الوزراء المصري يوم السبت، سُمعت هناك دويّا آخرا من وراء النيل، وبعيدا كل البعد عن ميدان التحرير ومن خارج منطقة ضجيج ما يُطلق عليها هذه الايام بالثورة والثورة المضادة، هذا الدوىُّ المُدوىّ الجديد هو صوت الإستغاثة للحلبة المصرية من أوروبا، إذ (الحلبة) تبدو هى الأخرى أيضا صعدت إلى حلبة المصارعة مع الخيار الأسباني.!
 
جولةٌ هى الأولى من نوعها في تاريخ مصر، وعليها صمود شرس بشراسة شعبين: (الأميركان شعب الأبقار والأسبان شعب الثيران)، وقد بدى عليهما الإرهاق، بأنهما وبالتضامن مع الشعوب الأوروبية الأخرى لن تقاوم بالشجاعة المطلوبة للصعود بالأبقار والثيران إلى حلبة الصراع مع الحلبة المصرية، حتى ولو من باب الترفيه مؤقتا وفي أيديهم كأس من النبيذ الأوروبي معربدين على رشفاتها فوق الحلبة(بفتح اللام) وهم خفيفوا الرأس من جانب، ولن ينالوا من جانب آخر أكوابا ساخنة من الحلبة المصرية إن أرداوها ليلة هادئة وهم خفيفوا المعدة على الفراش..!
 
وعلى دوىّ الإستغاثة عن بُعد للحلبة المصرية من فوق الحلبة الأوروبية، أدرك الثوار المصريون في ميدان التحرير، أنه لا البقر الأمريكي ولا الثور الأسباني سيتسلّقان  تلك الحلبة التي عليها الحلبة المصرية بصوت الإستغاثة، فلا خشية عليها من الثيران والأبقار ولو مؤقتا، خاصة والجيل الجديد يُشخّص بالتلسكوب الفرق بين الثور والثورة، فبات يُلقّن الجيل الذي بعده بمحاسن الثوار بلا ثور، وعليه وعلى مافات وما سيأتي، كان أولى بهذا الثور ان لايُحرّك قرنه تجاه شعبه، خاصة بعد أن ادرك هذا الشعب الحجم الحقيقي لقرن الثور وأنيابه ومخالبه.!
 
والحلبة (بكسر الحاء) رغم إستغاثتها بمظلومية من الغربة، تبدومطمئنة لثقتها بقوة القانون المصري وقدرته على ملاحقة معاكسيها الأوروبيين في عقر دراهم، فإن محكمة الجنايات الشامخة والضليعة المخضرمة الصارمة، وإن إنشغلت قليلا في الفترة الأخيرة بمحاكمة وزراء ورجال أمن سابقين، وبعض رجال الأعمال المتهمين معهم بالفساد والإختلاس، لكنها وما أن تلقت إشارات إستغاثة الحلبة المظلومة عن بُعد، الا وتفرّغت لها بالكامل، حيث قامت على الفور بتبرئة المتهمين داخل مصر من وزراء سابقين، مكتفية بإصدار أحكام غيابية على من  هم خارج الحدود وبعيد المنال.
 
لا أوافق الدكتور علي سليمان رئيس الإدارة المركزي للحجر الزراعي، على توقعاته أن مصر ستتكبّد خسائر ضخمة إن لم تدافع عن مظلومية الحلبة المصرية المتهمة ببكتيريا (الإي-كولاي) المُميتة، إن ما يُخشى على مصر أكثر مما يُخشى على حلبتها، إننا نخاف على مصر من أن تُفقد مصداقيتها في المحافل الدولية التي زالت تراقب نزاهة القضاء المصري لإدراج  رساميلها الإستثمارية الضخمة في سوق مصر، نعم هذا هو المتوقع وهذا هو المأمول لمصر جديدة بلا ظالم عليها فلا مظلوم فيها.
 
الذين يذهبون الى ميدان التحرير وعلى ظهورهم الخيم بين جمعة وجمعة لينصبوها للإعتصام والإعتكاف، لايبعد عنهم خط العصيان الأحمر، خاصة لو توقعنا أنامل خفية ودخيلة قد تحركهم بأوتار مشبوهة من الخارج، من يدري بين هؤلاء في الخيم من كان قد تذوق يوما مرارة الظلم في حياته، فلم ينس اليوم قسوة الظلم ووحشية ناره وعذابه.؟
 
المحاكم التي عودتنا يوما على إعادة القاتل من التمييز الى المحكمة الإبتدائية، أو من حبل المشنقة الى الشالهيات الترفيهية،  ومن زنزانة الإعدام الى ردهات فنادق خمسة نجوم، لن تقبل المواطن المصري اليوم إعادة هيكلة هكذا محاكم، فهو لن يكتف على قراءات صحف اليوم ليقلب صحفحاتها مع تاريخ الغد، مواطن اليوم يريد ان يعرف كل شي فلايجوز الإخفاء عنه بعض الشي،  فهو لم يعد قاصرا، ولا عاجزا عن تقدير ما يُخفى عنه.
 
المولود اليوم في ميدان التحرير، يولد ويتناسل كل يوم وكل اسبوع وكل شهر، وهو يريد أن يثبت للعالم أنه من شعب عُرف عنه من اكثر شعوب العالم فراسة تُميّز عدوه من صديقه، المصريون من اكثر شعوب العالم عنادا وغلظة إن جئتهم بالفأس على الرأس، وأكثرهم إستسلاما وطواعية إن جئتهم بالحب الى القلب.
 
 
وهذا مالم يفعلوه مع المصريين في الفترات الأخيرة فخسروهم، وخسروا أنفسهم ومعهم الكرسي والسجاد والبلاط  ثم إشتعل البُركان .. فإلى حلبة الحلبة يا أهل مصر بالتين والزيتون والرُّمّان.

إرسال تعليق

أحدث أقدم