لا شيء على الورق..!!

image

كانَ في حيرةٍ يتساءَلُ:‏

أيُّ اشتعالٍ يتوّجُ ملحمةً‏

لظلامِ النهارْ؟‏

وأيّ العناوين يصلُحُ قبّرَةً‏

من ثلوجٍ على جبلِ النارِ‏

ثم ابتدا بالكتابةِ فوقَ الورقْ:‏

[حبٌّ حتى الموتِ.. وموتٌ حتى الأنهارْ]‏

[ملاذُّ السماءِ ملاذُ البقاءْ]‏

كانَ خلفَ هروبِ الذهبْ]‏

[ها.. رمادُ الموتِ تحت النافذه]‏

[شمسُ السماءِ تزهرُ الوجودا..]‏

[يظلُّ يضيءُ فوق الأرضِ خيطُ دماءْ]‏

[وُلدَ المدى شفقا]‏

***‏

ظلَّ في حيرةٍ‏

فمحا كلَّ ما خطّهُ من عباراتهِ نَزِقَا‏

ليضيءَ لديه:‏

[طائرٌ في سمائهِ و.. يموتُ!]‏

أو [الأحلامُ مزهرةٌ]‏

أو [بهجةٌ من ماتعٍ]‏

أوْ [قمرٌ ليلُهُ حزينُ]‏

أوْ [لحظةٌ من لهيبٍ]‏

أوِ[ الخصبُ مثلَ الأمنياتِ يزولُ]‏

أوِ [الأحلامُ نازفةٌ ظلاما]‏

أوِ [الأيامُ مشرقةٌ]‏

أوْ [هكذا ينتهي في كلِّ حبٍّ أَحَدْ]‏

***‏

ثم ما خرجَ الروحُ من حيرةٍ والجسدْ‏

فمحا ثم تابعَ رغمَ الرّمدْ:‏

[هو الحبُّ في الموتِ والأغنية]‏

[ولدَ الندى فوقَ المدى]‏

[أحزانُ البهجةِ تأسرُني]‏

[هبطَ الظلامُ على المدى متوهّجاً]‏

[ليسَ يضيءُ في الزمانِ ورْدُ]‏

[ليتها تأتي مع الصبحِ ندىً]‏

[في حالتي لا تنتهي رقصةٌ]‏

[كُنْ بنا يا فرحاً من حياة]‏

***‏

ثم بعد قليلٍ من الحزنٍ والذكرياتِ‏

محا كلُّ ما كانَ دوَّنَهُ‏

ثم خطَّ بدايتَهُ في أناةِ:‏

[عالمانِ من مَطَرِ]‏

[بالحبِّ موتاً إلى كواكبنا]‏

[شعاعٌ على السّطورِ]‏

[رقصةٌ للظلالِ رؤىً شاهده]‏

***‏

ولكنّ حالتَهُ لم تهدئْ عواصفَها الراعده‏

فاشتهى الأبجدياتِ قاطبةً‏

والخيالاتِ عابقةً والبحورْ‏

علّها تتوحّدْ في أن تكوّنَ زهرتها الواحدة‏

لتتوّجَ أمواجَهُ‏

فمحا ما تكوّن ثم ابتدا الفسحةَ الرائده‏

مشرقاً كضياءْ..!!‏

رجفتْ يدُهُ وهو في حالةٍ من بكاءْ‏

فرمى فوقَ جمرِ القصائدِ أضلاعُهُ‏

مُطلقاً قلبَهُ‏

في فضاءِ حبيبته المستباحةِ في بركةٍ من دمٍ‏

فبكى.. وبكى.. ومحا‏

ثمّ أنجزَ هدأتَهُ‏

ليخطَّ بدايتَهُ من جديدٍ‏

وما كانَ من خوفهِ قد صحا:‏

[.. يجيءُ طوفُ الحبْ‏

كالقصائدِ والألمْ‏

ولكنَّ ملحمةَ الأبدِ المهاجره‏

تظلُّ سماءَ الوطنِ الأخيرْ‏

وتبقى الأنهارُ مسكونةً بالرحيلْ‏

كما هي مسكونةٌ بالزمانْ..]‏

***‏

كانَ.. ثم محا.. ثم كانْ‏

وما ازدانَ قربَ أناملهِ الأقحوانْ‏

ثم ظلَّ وراءَ اختفاءِ العباراتِ‏

وهي تبعثرُ أوهامَهُ:‏

[لهبُ الأتونْ]‏

***‏

ثم أوّلَ أحلامَهُ.. ومحا‏

ثم خطَّ وقد لوّنَ الدمُ أيامَهُ‏

والشجرْ.‏

[خنجرانِ على ضفّةٍ للنهرْ‏

عاشقانِ على ضفّةٍ للمنونْ]‏

ظلَّ في حيرةٍ وظنونْ‏

فرمى كلَّ شيءٍ‏

وفرَّ إلى غامضٍ‏

تاركاً فوقَ قارعةِ التّيهِ‏

ليلاً بحجمِ اشتعالاتِهِ‏

واختفى‏

وهو في حالةٍ من جنونْ..!‏

  • فؤاد كحل
  • 5/12/1997‏

إرسال تعليق

أحدث أقدم