العنوان له معنيان، إن أخذناه من الرّشح والزُّكام، فهذا يعني أصدرنا له أمرا بالنهي عن إنفلونزا الرئاسة: "لا تصب نفسك بالزكام من جديد يا ابن الحسين" .. وإن فسرنا الرّشح من الترشّح والترشيح للرئاسة، فيكون قد همسناه التلقين في أذنيه باليقين قائلين: "وما فزت إن فزت في الأولى يا ابن الحسين وإنما، أرادوها لك التوريث بالمخلفات الحربية فورثتها، وإن كانت لك فيما بعد من مواقف تُذكر في السلام بالشرق الأوسط ثم السعي لمعالجة الفقر والبطالة في أمريكا، والإنسحاب من العراق وأفغانستان وحديثا من ليبيا، وإقفال زنازين غوانتينامو، وبناء مسجد في نيويورك، وغيرها من البذور الإصلاحية التي زرعتها في سنواتك العجاف، فإنهم لا يريدوك واقفا اليوم على حصادها، دور التوريث اليوم لغيرك ممن يحصدها ويقطف ثمارها، وهكذا الدنيا يا سيناتور، يا باراك أوباما يا ابن الحسين.
(لاتترشّح، لن تفوز.!) .. وتعرف ذلك جيدا، أنت أعلنت هذا الاسبوع عن ترشحك للرئاسة الثانية قبل عشرين أسبوعا عن موعد الإنتخابات، لعلك تتأهل لمهماتك الصعبة من داخل البيت، لتكون سهلة لك وانت خارجه .. أنت هناك تُلاحظ، تُشاهد، تُحلّل ثم بطبيعة الحال تُناقش، ونحن هنا نقرأ، نُطالع، نُشاهد، ثم وبطبيعة الحال نصمت، ونريدك ان تتحول من البيت الأبيض الى خارجه، ومن النقاش إلى الصمت، ثم تنطلق بالمسلمين من أمريكا الى أمريكا بالمسلمين، وقد تنقلب الآية فينقلب المفهوم الدارج، بأن أينما الفوضى والضجيج، حيثما هم المسلمون والمساجد.!
عندما نتحدث عن أمريكا، لا نتحدث عن بلد وانما نتحدث عن قارة، وعندما نتحدث عن المسلمين في امريكا، لا نتحدث عن المسلمين الأمريكان فقط، وانما نتحدث عن بليونين من سكان العالم من المسلمين ممن دخلوا أمريكا او لم يدخلوها، وممن لن يخرجوا منها أبدا أو لن يدخلوها ابدا، وكذلك عندما نتحدث عن مسلمين دخلوا أمريكا واعتنقوا فيها المسيحية وأديان اخرى، لا نتحدث عن باراك أوباما ابن الحسين المسلم المسيحي الأمريكي الأفريقي الأندونيسي، وانما نتحدث عن ما لا ينتهي من التنوّع والتعدّد، مما لا يمكن حصره في مساجد المسلمين وكنائس المسيحيين او معابد اليهود وغيرها من دور العبادات.
هذا التنوع والتعدد الأمريكي ليست ظاهرة جديدة او ثابتة او منتهية، ذلك لأن أمريكا ليست بلد يبني الحضارات، وانما ولاياتٌ بنتها الحضارات، تميّزت بالحركة المستمرة والتغيير الدائم، فلم تصل للكهولة، ولن تهرم، بل ظلت شابة بطموح الشباب، وستبقى مراهقة بشهوة المراهقين، لأنها تقبل التغيير وتنتعش بالتغيير لدرجة دخول الرجل الأسود في البيت الأبيض.
كارتر وبلير وبوش اتجهوا بالإجماع بعد الإنعزال السياسي الى الامور الخيرية، وانت يا أوباما اترك البيت الأبيض طواعية، واتجه الى تنظيف أمريكا، وليكن الرجل الأسود هو الذي يبيض وجه أمريكا من خارج البيت الأبيض.
كوّن لك في كل ولاية من الولايات الخمسين فريق عمل من المرشدين والمرشدات يدلّون الأمريكان الى أماكن وجود المسلمين، وعرّفهم بما أنجز المسلمون وينجزون في أمريكا لأمريكا، لعل مرشدة سياحية تجلب السياح والزوار الى موقع وتقول لهم "هنا كانت الشوارع تطفح فيها المجاري، تتفاقم فيها القمامة وتمتلئ بالقاذورات والأنقاض، هجرها الأمريكان الأصليون، وجاءها الأميركان المسلمون من أصول عربية وآسيوية وأفريقية، فنظّفوها وعمّروها وعبّدوا الطرق وبنوا العمارات، واليوم بلمعان خلفه مسّاحات أمس وأكتفا المسلمين، لأنهم قرروا أن ينظفوا ويعمروا أمريكا التي استوطنتهم فنظفوها وعمروها.
السيناتور باراك أوباما، ما رأيتك يوما تُعلّق الصليب في رقبتك، بل كلما رأيتك اتجهت الى القاهرة والرياض تخاطب المسلمين من عواصمهم للتقارب، كنت أشعر ان بداخلك صوتٌ يناديك يا ابن الحسين ويكنّيك يا أبا الحسين .. إنني اعتقد انه من واجبك ان تزيل هذه الصورة المشوهة للعرب والمسلمين من أذهان الأمريكان، وانني واثق انك ستفوز هذه المعركة الدائمة، ولن تفز معركة الانتخابات للرئاسة الثانية ..
إنني ارشح نفسي متطوعا ينضم بلا أجر الى ذلك الفريق إن شكّلته، لأقف على الجانب الآخر من برجي نيويورك، مسترقّ السمع ومترصدا لمن للناطقين والهامسين وهم يشيرون الى مخلفات البرجين (هنا كان الإسلام لتدمير أمريكا بجنون) فأجلبهم معي الى البيت الأبيض، وأقول بصوت عال ومسموع، مشيرا اشير الى الكرسى الذي تركته (هنا كان باراك أوباما ابن الحسين لبناء أمريكا بعقل الإسلام وحكمة المسيح).
- بقلم: أحمد إبراهيم (كاتب إماراتي )
- المزيد من مقالات الكاتب
- صفحة الكاتب في الفيسبوك
(هنا كان باراك أوباما ابن الحسين لبناء أمريكا بعقل الإسلام وحكمة المسيح).
ردحذفتحية لك ولقلبك أستاذ/ أحمد
مقال جميل جداً..
ردحذفانا مع أبو حسين :)
يعطيك العافيه على هالمقال الرائع
ردحذفمقال رائع جداً
ردحذفوأتمنى أن يترشح أوباما للرئاسة مرة أخرى :)
شكراً لك أحمد
/عائشة علي
مقال رائع جداً
ردحذفوأتمنى أن يترشح أوباما للرئاسة مرة أخرى :)
شكراً لك أحمد
/عائشة علي
عادل كرم يقول ......
ردحذفأنا إبن الحسين في بناء بناء أمريكا بحس الإسلام والمسلمين
بارك الله فيك يا إبن الإمارت.
عادل كرم يقول ......
ردحذفأنا مع إبن الحسين في بناء أمريكا بحس الإسلام والمسلمين
بارك الله فيك يا إبن الإمارت.
مقال رائع ، أرشح أوباما (أبوحسين) لفترة رئاسية قادمة..
ردحذفناجي إسلام
مريم زنيبر
ردحذفبالفعل إنه مقال رائع أنا مع أبوحسين..... تسلم سيدي
مقال رائع بلا شك ولكن ابو الحسين اوغيره لا يسيرون امريكا انما ينفذون سياسات موضوعة قبل قدومهم للبيت الأبيض الاسود
ردحذفلقد مر وقت ولم اقرا لك..فاعتقدت بانني سأتوه عن طريقة كتاباتك..ولكن أؤكد لك سيدي الفاضل بأنني استطيع ان اعرف تعابيرك السلسة الرقراقة من بين مليون مفال ومقال...رائع في خيالك الواسع المليء بالالهام الراقي..تجبرني كلماتك على حب كل ما هو متعب للنفس حتى ولو كانت السياسة التي لا تحمل في طياتها سوى النفاق والكذب...ومع هذا فأنت انسان مبدع في رقي مقالاتك..وكلماتي تعجز عن تقييم ابداعك الموجود بين الاسطر والفواصل ونقاط نهاية العبر...الى العالمية العربية وحتى الاميريكية يا سيدي..فا برأيي ان عروبتك المعروفة اهم من هوية اوباما الضائعة....(تاتشر العربية..لبنان)
ردحذف