سجاد أحمر تصبغه دماء الشهداء!!

image

هم ارتقوا شهداء, سالت دماءهم لأنهم قادة؛ ولأن العدو لا يأمن ضرباتهم ومقاومتهم وعملياتهم وصدهم أي عدوان أو توغل في أرضنا التي نرويها بدمائنا حتى نستمر بقدرتنا على لفظ كل محتل غاشم يسير على تراب الوطن حتى يندحر كل عدو غاصب.
قادة يفرش لها السجاد الأحمر لتسير فوقه, بينما اكتسب حمرته من دمائنا, التي تعبد بها طرق المفاوضات, ومسلسل التنازلات في مشروع انهزامي لا ينضب أصحابه في خلق "الوهم والزيف" بأن العدو يقدم أمنا و سلام.
هناك قادة يفرشون السجاد الأحمر لشعبهم مصبوغًا بدمائهم ليعبدون لنا طريق الحرية والكرامة ولتستمر مقاومتنا, تمتد وتزيد من شعلتها حينما نسرج قناديلها بدماء الشهداء فكيف بهم وهم قادة أبطال؟
طائرات تقودها أيادي سوداء وقلوب خاوية, إلا من الكراهية والحقد والإجرام, لتواصل ارتكاب مجازرها في وقت تدعي أنها تساهم في خلق تهدئة بواسطة تركية.فهذه رسالة إلى المجتمع الدولي وعليه التقاطها, وعلى تركيا ومصر ودول إقليمية محيطة, وعلى رأسها قيادة سلطة الرئيس عباس, تعي وتدرك بأن هذا المحتل لا ميثاق ولا عهد له, فليفهم الفاهمون وليصمت المشككون لأننا لسنا في صدد الانكفاء على أنفسنا بكاء على قادتنا وشهدائنا.
بل هذه الدماء الطاهرة هي التي تزيد من وهج شعلتنا ومدها بوقود "غالي " يقدمه القادة كما عودونا, يضحون بالأرواح فداء لحريتنا, لمقاومتنا, لقدسنا, لأسرانا, لنستمر بطريقنا حتى تتعانق جنين مع نابلس و طولكرم وحيفا تتواصل مع يافا لتمتد شواطئ اشتاقت لتعانق نفسها, وتغسل بموجها رجس محتل عكر صفوها فرفضت أن تستعبد.
لتمتد حدود رفح لتتشابك الأيدي مع رأس الناقورة فتحتضنها, لحظات "نصر" نذوب في أجزائها لنعيش سائرين على طريق تزين بدماء الشهداء القابضين على الزناد فتختطفهم منا وقوات الغدر والاحتلال مستغلة انشغال أنظار العالم بأحداث الثورات العربية لنيل كرامة وحرية غابت عنا لعقود, فشغلت عنا الصديق والقريب, ليقف عاجزًا أمام مشاهد مجازر ترتكب بحقنا, ترتكبها عصابات الإجرام .
لم يعد مقبولًا الصمت و أخرس ألسنتنا, وغياب أسماعنا وأغلق عيوننا, يا عمقنا العربي والإسلامي لا ترقب تطاير أجسادنا وإزهاق أرواحنا, وتدمير مقدراتنا والاستمرار بحصارنا و أنت صامت!!
يا من رسمتم تهدئة مع المحتل, وظننتم أنه يحافظ على الميثاق, إن من تفاوضونه لا يفهم سوى الغدر, ونقض العهد, ليؤكد أمام العالم أنه لا يستحق تهدئة ولا يُؤمن على شعب اعزل, ولن تعود حريتنا بعهود ووعود ونقض لها, بنضالنا, بجهادنا, بمقاومتنا بدماء شهدائنا, فقط ننتصر لأننا ببساطة المعادلة؛ شعبًا اعتاد أن يكون قادته في مقدمة قوافل الشهداء.
لم يعد مقبولًا من حاضنتنا العربية والإسلامية أن تستمر في مواقفها السلبية بشجب واستنكار وإدانة, بات ضروريًا أن تصل رسائل ثوار تونس, و أبطال ميدان التحرير, وثوار ليبيا, وشعب اليمن وثباته؛ فلم يعد مقبولًا استمرار مجازر ترتكب بحق شعب يناضل ويقاوم ليبقى حارسًا لكرامة إسلامية عربية تهدر.
غير مقبولًا أيها الأحرار: الصمت على جرائم لا تتوقف بذرائع لا يعجز العدو من اختلاقها, ليكون دائمًا في حافظة دولية تحميه بمظلتها كي لا ينال عقابه على هذا الإجرام, ويقدم إلى محاكم دولية تحاسبهم عن جرائم الحرب والإبادة التي يرتكبوها ضد شعب أعزل بلا توقف .
على دولنا الإقليمية "مصر وتركيا", أن تكون رسائلهم للاحتلال واضحة مدوية وأن الأمر لم يعد مقبولا ولن نصمت بعد اليوم, وسنوقف هذا السيل العارم من جرائم جيش محتل غاشم, هناك مواقف سياسية يجب اتخاذها, و لا بد أن تتوقف ملاحقة مقاومتنا في الضفة المحتلة, وتكبيلها ومطاردتها واعتقالها حتى لا ينعم الاحتلال بلحظات أمن لا ينالها شعبنا ولا يشعر بها ولطالما اشتاق لأمن غيبه محتل.

 

بقلم: محمد فايز الإفرنجي

إرسال تعليق

أحدث أقدم