عند طبيب الأسنان

news-all.com_2975017

        مشكلة الطبيب الناجح عادة أن سعره مرتفع و عيادته مزدحمة، و الصحف و المجلات التي تفترش الطاولة قديمة و غير مسلية و لا مفيدة، و بالتالي كان علي أن أبدأ رحلة تأمل السقف و المارة و عقارب الساعة، و هنا اكتشفت مشكلة أخرى من مشاكل الطبيب الناجح و هي أن الممرضة عادة جميلة لدرجة أني نسيت أي ضرس يؤلمني و راودتني رغبة حادة في اللطم و البكاء.. المهم.. كانت تبدو غاضبة.. أو أنها حازمة و ظننتها غاضبة.. أو أنها تدعي الغضب لتتصنع الحزم.. يا أخي أحياناً أشعر أن الغضب حق من حقوق المرأة.. و أن الحزن أول و أجمل صديق للرجل.. لذلك يلقب الرجل زوجته بالنكدية إن فقدت عنصر الغضب و احتفظت بالحزن فقط، و هذا لا يعني أن الرجل مرح بقدر أنه نكدي، و أحياناً أشعر أن المرأة تحب الرجل إن أجاد التعايش مع حزنه و لم يستغرق فيه..لكنها كانت أجمل و هي غاضبة.. و كان عندها ميزة أخرى و هي أن الأطفال لا يتحركون و لا حتى يتنفسون في حضرتها، ربما حدث هذا بعد أن صرخت في واحد منهم، أراها تصلح كأم، و أنا عن نفسي فاشل جداً في معاملة الأطفال، مرة صرخت في أحدهم فما كان منه سوى أن يضحك، لكن ترى هل يعني خلو أصابعها من أي خاتم سخيف أنها... و ما دخلي أنا! أنا هنا لأعالج ضرسي و فقط... أو ربما كان هذا قبل أن أراها... لكن دوام الحال من المحال! لكن العبارة تتحدث عن الحال و ليس عني.. الإنسان لا يتغير أحياناً.. و الدليل أن علبة مستحضرات التجميل لم تغادر حقيبة المرأة منذ أن اكتشفتها سيدة من حضارة فرعونية... لكني رجل... و الرجال تقودهم عقولهم لا عواطفهم.. لكن من الممكن أن أسئلها عن رقم هاتفها و بعدها يقود العقل كما يريد! و هنا اكتشفت مشكلة أخرى عند الطبيب الناجح و هي أن المتنافسين على الممرضة الجميلة كثر! ربما كان ما يدور بذهني هو مشروع كل الحاضرين هنا من الرجال! الأحياء منهم و المتزوجون! و لما وصلت لتلك الفكرة حاول أحدهم أن يؤكدها لي، فقام و اقترب منها و أخذ يسألها هامساً عن أشياء تبدو ساذجة و بديهية.. كالطقس مثلاُ.. و هنا ازدادت غضباً على غضب و انتهى الموقف برحيل الرجل مكفهر الوجه.. ترى هل سألها عن رقم هاتفها؟ بدأت تنتابني حالة ارتباك و قلق و غيرة في نفس الوقت.. لكن عموماً سيبقى التعامل مع غضب امرأة أجمل بكثير من التعامل مع حزنها، أحياناً أشعر أن كل هذا الدلال ليس إلا وليد الغضب، و لذلك قررت المغامرة، فقمت و تنحنحت و أخذت نفساً عميقاً و قلت لها هامسا مستأذناً راجياًً:

- أردت رقم هاتف....

اتسعت عيناها و اشتبك الحاجبان كإيحاء بإعلان الحرب، فازدرت ريقي و بسرعة أكملت:

- أبوكي!

  • سلامة عبد السلام
    21/3/2011
    Solo_450@hotmail.com

2 تعليقات

  1. هههههههههه رائع هذا المقال اخاف جدا من طبيب الأسنان

    ردحذف
  2. كمال كمولة28 مارس, 2011 01:37

    كم أخاف أطباء الأسنان غدا لدي موعد واستذكر هذا المقال هع

    ردحذف
أحدث أقدم