أغراض

ديكور ، أثاث

      حيث أنه موسم شتاء فلابد من الحرص على تغيير أنبوبة الغاز بشكل دوري، و لهذا فتحت الشرفة و جلست أتابع التلفاز و أرهف السمع لبائع الأنابيب كمن ينتظر الفرج، و عندما سمعت طنينه ناديت عليه و طلبت منه أنبوبة، و بعد أن أجرى عملية النقل و تمت على خير بادر بإثبات نزاهته و احترافه لمهنته، و كان هذا عن طريق إجراء تجربة بسيطة، و هي إشعال عود ثقاب و مقاربته من منظم الغاز، فإذا انفجرت الأنبوبة فهو ليس بأمين و فاشل مهنياً، أما لو لم تنفجر فهو جدير بأن يأخذ حقه كاملاً مكملاً.. المهم.. بعد أن حاسبته و راح ليثبت نزاهته بمنزل آخر رحت أنا لأشتري من الأغراض ما قل و دل، و السوق أنسب مكان للمتاجرة و الترويح في نفس الوقت، و صادفت وقتها رجلاً يجر عربة، شكله يوحي بأنه قديم و ليس بكبير، و كان يبيع شيئين تمنيت لو علمت سر العلاقة بينهما، ترى ما العلاقة بين الليف و النعناع؟ المهم.. أجمل ما في السوق كان البرتقال، الفاكهة الوحيدة التي انتحل اسمها لون أو انتحلت هي اللون، صحية و مفيدة... و بيني و بينك رخيصة نوعاً ما.. و لولا البذور ما أتى هذا البرتقال.. لكن الغريب أن أول ما نتخلص منه أحياناً هي تلك البذور..و هكذا انتهت حكاية صباح منعش آخر و ها أنا عائد من حيث أتيت، و في الليل زارتني عدة أسئلة.. هل يتطلب عملي مني تجربة تفجير أنبوبة غاز عدة مرات في الساعة؟ هل جربت أن أبيع الليف و النعاع ذات مرة؟ لماذا أريد أن أكون بذرة كل ما هو جميل و محبوب و ناجح و مترف مع علمي بمصير كل بذرة؟ لم أجد سوى " الحمد لله" كإجابة.

  • بقلم: سلامة عبدالسلام
  • 24/2/2011
    للتواصل مع الكاتب: Solo_450@hotmail.com

1 تعليقات

  1. نهاد حلواني06 مارس, 2011 15:57

    جدا جميل ، جدا رائع ، جدا طريف لك كل الحب سلامة

    ردحذف
أحدث أقدم