
وألوذُ بالغصن الرطيبِ من الظما
للماء في ظلّ الغصونِ ظلالُ
إن فاتني رشفُ الزلالِ رشفتُها
مرٌّ فمي وفمُ الخيالِ زلالُ
قدحي غبارٌ والحنينُ ملاءتي
وخُطايَ في جيبِ الرمالِ رمالُ
الهمُّ قافلةٌ تسافرُ في دمي
هنئتْ ! فما لمَعانُ عينيْ الآلُ !
الدربُ تُرضعُه المسافةَ إصبعي
فأنا مُقامُ الأرضِ والترحالُ
ألقيت فوق الريح معطفَ نزوتي
فارتاعَ من رجفِ الجنوبِ شمالُ
راودتُ وجه الموت من خلَلِ الهوى
فكأنما درَكُ المماتِ محالُ
أغريت قارعة الزمان بهامتي
لا غرو أن تغري النسورَ قلالُ
وكسرتُ قافيتي فسالة بحّةٌ
ابتلّ منها الليلُ والموالُ
لي في ثرى وطني ربيبةُ فتنةٍ
رقّتْ كطيفٍ يشتهيه البالُ
خدشتْ بنانَ الضوءِ حين تلعثمتْ
فاحمرّ في شفةِ السؤالِ سؤالُ !
خُلقتْ بذاكرةِ البراعمِ فكرةً ..
ينهالُ منها الطلّ أو تنهالُ
هذي ( الثلاثون ) التي طرزتُها
وجعًا تحوكُ خيوطَه الآمالُ !
فلتملئيها بعدما فاضت أسى
العمرُ قطْفٌ والسنينُ سلالُ !
قمرٌ على الماء ارتعاشةُ وجهه
وخلال شَعْرِ حبيبتي ينثالُ
أنا ذلك القمر المعادُ نشيجُهُ
فعلامَ يحبسُ وجهه التمثالُ
السطر عارٍ ؛ ألحفيني نقطةً
حتام يجرفني إليكِ خيالُ
بقلم الشاعر
ساري العتيبي
القسم:
قصائد