سارة
بصراحة حلت لي لغزاً من ألغاز حياتي.. كان دائماً يواجهني سؤال محرج بعض الشيء و هو ماذا أكتب؟ فأحياناً أرد قائلاً بأنه بعيد عنك مقال.. و لو أني غير ملم بفرضيات المقال.. و مرة أقول بأنه قصة قصيرة على أساس أن فيها راو و حدث و زمان و مكان و عقدة و حل.. و أحياناً كان يجيب الناس بأني أكتب خواطر.. لكني أكره أن تنسب إلي لأنها عادة تنسب للهواة و المبتدئن و أنصاف المثقفين و أنا بصراحة طامع في الاحتراف.. و أخيراً قرأت لي سارة و قالت: جميلة ال" النوت" التي كتبتها! و هكذا ارتحت... لكن ترى ما هي تلك "النوت"؟ المهم...
كلام
تصور أن من أول أفعالي كان الاقتراب؟ لم يكن البكاء.. و لم يكن الحبو.. و لم يكن السير.. لكنه الاقتراب.. هذا الذي يكمن وراء العقل و العاطفة.. يدفعنا و لا يقودنا.. لذلك كانت أول تحذيراتنا كلها ابتعاد.. عن علبة الكهرباء و النار و الريح.. و أول العقوبات كانت الفطام.. هكذا نحيا أنا و أنت حتى الآن.. نحاول الاقتراب بلا علة سوى فطرتنا.. و لا نبتعد إلى أن يتم إبعادنا.. لم أعرف هذا عندما كنت أبحث عن طرف جلباب أمي أو أصابع والدي.. لكن مع الوقت تتضح الصورة.. السفر ليس ابتعاداً.. هو فقط محاولة اقتراب أخرى.. المال ليس وراءها.. لكن المال أثبت أنه أفضل وسيلة اقتراب.. و بعد قليل أحاول الاقتراب من المرأة.. ليست أمي هذه المرة لكنها كانت.. و هي مشروع أم أخرى.. و سأواجه معها الفطام للمرة الثانية.. عن التدخين و السهر و كل ما ينسب لحياة أعزب لا يعول.. ما الذي تصنعه لنا مواقعنا و شبكاتنا و تقنياتنا؟ و لماذا يسجن المرء أو ينفى؟ أو تحرق الكتب؟ و ما سر كل هذا النواح في أغاني الأحبة؟ يا صاحبي كله اقتراب هو ما نريد.. كله ابتعاد هو ما نواجه.. حتى هذا الذي كتبته.. كله اقتراب.
- سلامة عبد السلام
- 12/1/2011
أعجبني لكن ليس عندي صفحة في الفيسبوك أحلى كلام
ردحذفأعتقد يا أخي الفاضل أن القصة القصيرة و المقال و كذلك الخواطر ألوان أدبية , و لا يمكن أن ننسب لونا منها للمحترف أو الهاوي أو أنصاف المثقفين كما أشرت, فربما كانت خاطرة مؤثرة خير من رواية يظل المرء يقرؤها لمدة يومين أو ثلاثة, و ربما عادت عليه بفائدة أفضل من مئة مقال.
ردحذفعذرا للإطالة و لكنّي استُفزِزّت بتصنيف الأخ سلامه
تقبلوا تحياتي
شكراً على التعليقات، و الله يا أخ أحمد معك حق، لكني ذكرت سبب كرهي في نسبة الخواطر إلي لأنها عادة تنسب للهواة و المبتدئن و أنصاف المثقفين، و لم يكن رأي الخاص أنها كذلك.. لكن يندر أن تجد من محترفي القلم من يكتب خواطره، و تجد المسمى العام لأي مقروء لم يفهمه الآخر أو لم يعرف تصنيفه منسوباً للخاطرة.. لذلك أكره أن يقال خاطرة.. ممن لا يعرف ما هي الخاطرة أو كيف تكون.. و أعتذر على استفزازك و مشكور على القراءة و التعليق.
ردحذفلا اعتذار في ساحة الحوار, أقدم احترامي الشديد لشخصك و أدعوك لقراءة خواطري المنشورة بهذه المدونة.
ردحذفأتمنى ان نتواصل دائما في هذه الساحة الحرة للتعبير, أو كما يطلق عليها أخي فهد مساحة التعبير
تحياتي الخالصة و ودي
حواركم رائع وحضاري
ردحذفشكرا
اتفق مع احمد نوعا ما تحياتي لكم
ردحذفأهلاً بكم جميعاً يسرني ويعدني تواجدكم وحواركم ..
ردحذفولقد تابعت الحوار بين الأستاذين سلامة وأحمد وأنا سعيد جداً بتواجدهم مع أطيب الأمنيات بالتوفيق والازدهار ..
مع خالص المحبة..