القوارير

28280_101434019902011_100001062399453_11834_2642040_n

 

تمرينَ عاصفةً‏

من جنونِ الطيوبِ،‏

فتركضُ خلفَ خطاكِ الدروبُ،‏

تصيرينَ أرجوحةً للجهاتِ،‏

فتضحكُ أسيجةُ الياسمينِ،‏

ولوزُ الحدائق‏

ينسى بياتَ الشتاءِ،‏

فيزهرُ أشرعةً للربيعِ،‏

تسافرُ فيها قلوبٌ عطاشٌ،‏

لمحرابِ رقٍّ،‏

وحانةِ مزهرْ..‏

وتهمين غيمةَ فلٍّ،‏

بأركانِ قلبٍ يباسٍ،‏

فتصحو عروقٌ‏

كوتها رياحُ السمومِ،‏

لتنهلَ من نبعةٍ‏

لم تصلها شفاهُ رضيعٍ،‏

وتغفو على مرمرِ الصيفِ‏

تصطافُ..‏

ما بين أيكٍ أثيلٍ‏

وكوثرْ..‏

****‏

أتبقينَ خلفَ سياجِ الوصولِ‏

عنوداً؟!‏

تعتقُ في مقلتيها‏

سهادَ النساءِ،‏

لتحبلَ كلُّ مهاةٍ‏

(بفلتةِ) هذا الزمانِ،‏

وتنسلُ أجملَ عنترْ..؟!‏

أعنترُ والعصرُ خنثى؟!‏

تزيا بزيِّ الرجالِ‏

وقبلَ هبوبِ الغماماتِ أشتى،‏

وقبلَ هبوبِ العواصفِ صَفَّرْ..‏

كخصيانِ كلِّ السلاطين‏

حطَّ على الخصرِ خنجرْ..‏

حريمٌ؟!!‏

ويصعدُ فوقَ سياجِ الرجولةِ‏

جرمٌ‏

بفقهِ النساءِ استزادَ‏

وأبحرْ..‏

****‏

يُحدِّثُ... هنَّ غوينَ...‏

وأغوينَ (يوسفَ)‏

من لحظهنَّ تفزُّ الخطيئةُ سهماً،‏

تصيبُ قلوبَ الدروايشِ..‏

تُدمي...‏

وفيهنَّ مثلُ انحناءِ الضلوعِ،‏

ورقةُ (عقل)‏

وفضلةُ (دينٍ)‏

وراحَ يجمِّلُ للمعصمِ البضِّ‏

قيداً،‏

ويفتحُ للسجنِ‏

من شرفةِ الغيمِ‏

معبرْ..‏

****‏

.. ويا أهلَ يثربَ‏

هاتوا (حزامَ العفافِ)‏

لنقضي (فرضَ) الجنازة والعيدِ‏

من غير (رجسٍ)‏

ولو بالخيالِ،‏

.. ويا أهلَ يثربَ!!‏

من مسهنَّ يُعيدُ الوضوءَ‏

ثلاثاً،‏

وأحنى.. يعيدُ الوضوءَ ثلاثينَ،‏

علَّ الطهارةَ‏

ترجعُ طيفاً،‏

لأن التي (لامستهُ)‏

- (بسقطِ اللوى)-‏

لن تعودَ،‏

فمسَّ الذي بين فخذيهِ،‏

سراً،‏

وطاشَ صوابُ الرجولةِ فيهِ،‏

وأورقَ فيه السُّعارُ،‏

ضعوهنَّ بين ثنايا فراشٍ،‏

وراءَ جدارٍ مكينٍ، أمينٍ،‏

فهنَّ زجاجٌ،‏

ويخشى‏

- إذا مسَّهُ الريحُ-‏

أن يتكسَّرْ..‏

وكسرُ القوارير‏

هيهاتَ‏

هيهاتَ يُجبرْ..‏

****‏

فيا أيها القسُّ!!‏

هل ذقتَ يوماً نواها؟!‏

ومن جيدها، هل تنفسَ فيك الصباحُ‏

شميم الرياضِ‏

وعنبرْ..‏

تُلاغيكَ نداً‏

وتسرحُ فيكَ وراءَ‏

خيالِ الخيالِ‏

خروفاً‏

وتدنيكَ‏

حتى تلامسَ‏

ما شئتَ منها،‏

أقبلَ انسكابِ المدامةِ‏

والكأسِ‏

تسكرْ؟!!..‏

تُقبلُ ثغراً‏

وجيداً‏

ونعلاً‏

وبعد انكسارِ الزجاجةِ‏

والكأسِ‏

بالخمرِ..‏

والحانِ..‏

تكفرْ؟!!!..‏

  • يوسف عويِّد صياصنه

اللوحة للفنان المغربي: داني زهير

3 تعليقات

  1. وائل أكرم ـ عمان04 يناير, 2011 21:26

    روعة والله جميلة جدا مشكورين وماقصرتم

    ردحذف
  2. ابو الزوزززز03 نوفمبر, 2011 06:40

    رائعة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ..!!تحياتي

    ردحذف
أحدث أقدم