مُتبعثِرٌ كالرِّيحِ
تنشرني العواصفُ فوقَ أثداءِ البراعمِ
فتَّحْتْ ضوءاً على سقفِ الجسدْ
أجراسَ حُبٍّ أم حُبابَ اللَّيلِ،
أسقطُ في مداكِ،
تلمُّني روحٌ،
ويشربُني جسدْ؟!!
روحٌ من الوسنِ اللَّذيذِ أم النَّبيذُ
تعتَّقتْ أطيابُهُ في العتمِ،
فاندلقتْ
تلملمُها قواريرُ الشُّموسِ
على شفاهِكِ،
كي تكونَ قصيدةً ملْءَ الأبدْ
***
طينٌ أنا أم كستناءُ الرُّوحِ
أنضجَها شتاءٌ منهكٌ بدماءِ تموزَ المغنّي
لارتعاشاتِ الغيومِ العاثرهْ؟!
طينٌ أنا أم كستناءُ الرُّوحِ
تسقطُها عواصفُ ثلجِكِ اللَّيليِّ
فوقَ ترقرقِ الأطيابِ،
في جسدٍ يخافُ تفتُّحَ الأزهارِ
في كانونَ،
يا فصلاً تمنَّعَ في حكايةِ مَنْ تسافرُ
في مسافاتِ المروجِ بصدريَ المشروخِ
بالبركانِ،
تخشى أنْ تلملمَ قصَّةً
وتنامُ فوقَ فصولِها،
فيضيعُ بينَ سطورِها ألقُ البدايةِ والنِّهايهْ.
***
هيَ قصَّةٌ تخشى كتابتها سدى
تترقَّبُ الكلماتِ،
تنسجُ من مدينةِ حُلميَ الجذلى
مفاتيحَ الغدِ النَّشوانِ
بالأبوابِ مشرعةً
على ثمرِ الرَّغدْ
هيَ قصَّةٌ تخشى كتابتها
وتمسِكُ كفَّ مَنْ تهوى
على ندمٍ
تسيلُ على حرير الصَّدرِ،
تحضُنها وتبعثُ في قساوتها
شموساً كوَّنتها بسمةُ الطَّفلِ المعرِّشِ
في ثنايا الرُّوحِ،
ينتظرُ الجسدْ
***
وأنا البعيدُ
يجيءُ من حُلْمٍ
ويفترشُ الشَّذى
نرسيسُ ينبضُ في شراييني
ويبعثني شراعاً للحياةِ
تدبُّ في ألقِ السُّطورِ،
وأنتِ في الشَّكِّ الجميلِ،
تشابكينَ سطورَكِ الملأى
بوهجِ الغابةِ العذراءِ
حولَ قصيدتي...
***
أوراقُكِ الملأى بأنفاسي
تراقصُ بين كفٍّ كتابِكِ القلبيّ
ينزفُ من شرايينِ الصَّباحْ
وكتاب عقلِكِ يستحمُّ
بهدأةِ اللَّيلَ الحنونةِ..
والكلامِ المستباحْ
وأراكِ.. كم تتوغلَّينَ
إلى رؤاكِ الشُّقرِ
في زمنِ الجراحْ!!
***
مائي وحبري والوجودُ
وأنتِ في أُفقٍ يضيقُ عليَّ:
حين ترينني
ينداحُ حبري والوجودُ...،
ترينَ حبري والمياهَ،
يظلُّ عالمُنا بعيداً غائماً حتى الضَّياعِ،
ترينَ عالميَ الحزينَ
أغيبُ والحبرُ المسافرُ في القصائدِ
كي يظلَّ العالمُ الموعودُ حُلْماً واقعياً
لا يفارقُهُ الخيالْ
تتبدَّدُ الرُّؤيا،
يغيمُ العالمُ،
الأشياءُ تمحوها سكاكينُ السُّؤالْ:
أيجيءُ طفلٌ لم يكنْ أحدٌ له كفئاً
وليسَ يراهُ فينا من أحدْ؟!
طفلٌ سينجبُ أمَّهُ
ويكونُ والدُهُ الولدْ؟!
- غسان لافي طعمة
- أيار 1999.