أجراسٌ للحبِّ...كستناءٌ للرُّوحِ

27655

مُتبعثِرٌ كالرِّيحِ‏

تنشرني العواصفُ فوقَ أثداءِ البراعمِ‏

فتَّحْتْ ضوءاً على سقفِ الجسدْ‏

أجراسَ حُبٍّ أم حُبابَ اللَّيلِ،‏

أسقطُ في مداكِ،‏

تلمُّني روحٌ،‏

ويشربُني جسدْ؟!!‏

روحٌ من الوسنِ اللَّذيذِ أم النَّبيذُ‏

تعتَّقتْ أطيابُهُ في العتمِ،‏

فاندلقتْ‏

تلملمُها قواريرُ الشُّموسِ‏

على شفاهِكِ،‏

كي تكونَ قصيدةً ملْءَ الأبدْ‏

***‏

طينٌ أنا أم كستناءُ الرُّوحِ‏

أنضجَها شتاءٌ منهكٌ بدماءِ تموزَ المغنّي‏

لارتعاشاتِ الغيومِ العاثرهْ؟!‏

طينٌ أنا أم كستناءُ الرُّوحِ‏

تسقطُها عواصفُ ثلجِكِ اللَّيليِّ‏

فوقَ ترقرقِ الأطيابِ،‏

في جسدٍ يخافُ تفتُّحَ الأزهارِ‏

في كانونَ،‏

يا فصلاً تمنَّعَ في حكايةِ مَنْ تسافرُ‏

في مسافاتِ المروجِ بصدريَ المشروخِ‏

بالبركانِ،‏

تخشى أنْ تلملمَ قصَّةً‏

وتنامُ فوقَ فصولِها،‏

فيضيعُ بينَ سطورِها ألقُ البدايةِ والنِّهايهْ.‏

***‏

هيَ قصَّةٌ تخشى كتابتها سدى‏

تترقَّبُ الكلماتِ،‏

تنسجُ من مدينةِ حُلميَ الجذلى‏

مفاتيحَ الغدِ النَّشوانِ‏

بالأبوابِ مشرعةً‏

على ثمرِ الرَّغدْ‏

هيَ قصَّةٌ تخشى كتابتها‏

وتمسِكُ كفَّ مَنْ تهوى‏

على ندمٍ‏

تسيلُ على حرير الصَّدرِ،‏

تحضُنها وتبعثُ في قساوتها‏

شموساً كوَّنتها بسمةُ الطَّفلِ المعرِّشِ‏

في ثنايا الرُّوحِ،‏

ينتظرُ الجسدْ‏

***‏

وأنا البعيدُ‏

يجيءُ من حُلْمٍ‏

ويفترشُ الشَّذى‏

نرسيسُ ينبضُ في شراييني‏

ويبعثني شراعاً للحياةِ‏

تدبُّ في ألقِ السُّطورِ،‏

وأنتِ في الشَّكِّ الجميلِ،‏

تشابكينَ سطورَكِ الملأى‏

بوهجِ الغابةِ العذراءِ‏

حولَ قصيدتي...‏

***‏

أوراقُكِ الملأى بأنفاسي‏

تراقصُ بين كفٍّ كتابِكِ القلبيّ‏

ينزفُ من شرايينِ الصَّباحْ‏

وكتاب عقلِكِ يستحمُّ‏

بهدأةِ اللَّيلَ الحنونةِ..‏

والكلامِ المستباحْ‏

وأراكِ.. كم تتوغلَّينَ‏

إلى رؤاكِ الشُّقرِ‏

في زمنِ الجراحْ!!‏

***‏

مائي وحبري والوجودُ‏

وأنتِ في أُفقٍ يضيقُ عليَّ:‏

حين ترينني‏

ينداحُ حبري والوجودُ...،‏

ترينَ حبري والمياهَ،‏

يظلُّ عالمُنا بعيداً غائماً حتى الضَّياعِ،‏

ترينَ عالميَ الحزينَ‏

أغيبُ والحبرُ المسافرُ في القصائدِ‏

كي يظلَّ العالمُ الموعودُ حُلْماً واقعياً‏

لا يفارقُهُ الخيالْ‏

تتبدَّدُ الرُّؤيا،‏

يغيمُ العالمُ،‏

الأشياءُ تمحوها سكاكينُ السُّؤالْ:‏

أيجيءُ طفلٌ لم يكنْ أحدٌ له كفئاً‏

وليسَ يراهُ فينا من أحدْ؟!‏

طفلٌ سينجبُ أمَّهُ‏

ويكونُ والدُهُ الولدْ؟!‏

 

  • غسان لافي طعمة
  • أيار 1999.‏

إرسال تعليق

أحدث أقدم