أزمنة الياسمين

377545

أيُّها المتآكِلُ‏

وقتُ العزاءِ بعيدٌ،‏

أَبالياسمينِ تلوّحُ،‏

كي تغربَ الشمسُ،‏

في غفلةِ العمرِ،‏

عن غربها؟.‏

وتظلُّ يداكَ‏

على وردةٍ،‏

تتآكلُ..‏

في عطرِ رغبتها،‏

تشتهيكَ عصافيرُ‏

أنفاسها العاثرَهْ؟.‏

ظَمَأٌ عابرٌ..‏

تستقرُّ عليهِ‏

أناملكَ العابرَهْ!‏

ظَمَأٌ لا يقيمُ،‏

إذا جئتَهُ،‏

كي تقيمَ‏

على دمعتيهِ،‏

مآدبَ عشقٍ قديمٍ،‏

تجدّدَ..‏

في لحظةٍ هاربَهْ!‏

ظَمَأٌ..‏

كان فيكَ مقيماً،‏

على أسفلِ الخافقينِ،‏

عَلَوْتَ عليهِ‏

بأنوارِ أعراسكَ الموسميّةِ.‏

هجَّيْتَ أطرافَهُ الصمتَ،‏

أسدلتَ بينكما زمناً‏

لا تقودُ الرياحُ يديه،‏

ولا يهتديهِ مكانٌ‏

فَعَنْ أيِّ بابَيْهِ،‏

في رعشةِ الخافقيْنِ‏

هوى حارساكَ‏

إلى سجدةِ السهو؟‏

مَنْ مرَّ؟..‏

مَنْ أرسلَ الطيفَ‏

في غير أزمنةِ الياسمينِ‏

بلاداً..‏

وأَرخى عليكَ العَبَقْ؟!.‏

ظَمَأٌ عابرٌ..‏

أيُّها المتآكلُ،‏

أيّ عبورٍ إليكَ،‏

ليعبرَهُ الظامئونَ؟‏

وأنتَ..‏

تمدُّ إليكَ يديكَ،‏

لعلَّ الطريقَ‏

إلى ساعديكَ قريبٌ‏

لعلَّ الشفاه التي‏

أظمأتْها العصافيرُ،‏

أبقتْ على رفّةٍ‏

مِنْ رَمَقْ!‏

رَمَقٌ ..‏

أخرَّتْهُ الحياةُ،‏

وأخفَتْ تويجتها فيهِ،‏

جاوزَ أجزاءَهُ الموتُ،‏

لمَّكَ في ضفّتيهِ.‏

أينسى الفناءُ إذاً؟‏

أَمْ تغاضى.‏

وأرضى‏

عذاباتِه العاتبَهْ؟!‏

سلسلي..‏

يا حدودَ اليباسِ،‏

وفكّي خصورَ العذوبةِ،‏

بينَ الضلوعِ،‏

على رَمَقٍ.‏

يتحدَّرُ في بئر حنجرةٍ،‏

طمرتْها الستائرُ،‏

والألسنُ المستديرةُ‏

والأقنعَهْ!.‏

عابراً..‏

في حدودِ الملوحةِ،‏

ترهقهُ،‏

بارتداءِ جنونك،‏

فوقَ مسيلهِ،‏

تحتلّهُ جسداً،‏

مِنْ مفاتيحَ مزمنةٍ،‏

علّقتْها الملوحةُ‏

في مَشْجَبِ القلبِ،‏

تستكملُ اللعبةَ الآلِمَهْ!‏

عابراً..‏

في الملوحةِ،‏

تمسكُ آخرَ خيطٍ‏

من الروحِ،‏

عنكبَهُ الروحُ‏

مِنْ جَسَدٍ،‏

لا حدودَ لأنثاهُ،‏

عالقة بين سينِ مساهُ‏

وصادِ الصباحِ!.‏

وبينهما...‏

تستجيبُ المحبَّةُ للموتِ.‏

كيفَ المحبّةُ والموتُ،‏

في دمكَ الآنَ،‏

يحتجزانِ‏

ملوحةَ إيمانِكَ المرِّ،‏

يعتصمانِ‏

بأشجارِكَ الآثِمَهْ؟!.‏

عابراً...‏

والعبورُ حصارٌ،‏

تشدُّ إليهِ حصارَكَ!.‏

أيُّ الحصارينِ‏

يسألكُ المغفرَهْ؟.‏

في الملوحةِ.. عادتنا..‏

أنْ نرشَّ دماً‏

تحتَ أقدامنا،‏

أنْ نقيسَ إليها‏

فطامَ الهوى فيهِ،‏

أنْ نشبكَ المشهدينِ‏

بأنملةٍ حاشدَهْ!‏

كيفَ لا تقفُ المرضعاتُ‏

على قبرنا؟.‏

كيفَ لا تستدلُّ إليهِ العصافيرُ‏

تبني بيوتاً عليهِ،‏

ليفطمْنَ أبناءَهنَّ‏

على قبلةٍ واحدَهْ؟!.‏

  • معشوق حمزة

إرسال تعليق

أحدث أقدم