أيُّها المتآكِلُ
وقتُ العزاءِ بعيدٌ،
أَبالياسمينِ تلوّحُ،
كي تغربَ الشمسُ،
في غفلةِ العمرِ،
عن غربها؟.
وتظلُّ يداكَ
على وردةٍ،
تتآكلُ..
في عطرِ رغبتها،
تشتهيكَ عصافيرُ
أنفاسها العاثرَهْ؟.
ظَمَأٌ عابرٌ..
تستقرُّ عليهِ
أناملكَ العابرَهْ!
ظَمَأٌ لا يقيمُ،
إذا جئتَهُ،
كي تقيمَ
على دمعتيهِ،
مآدبَ عشقٍ قديمٍ،
تجدّدَ..
في لحظةٍ هاربَهْ!
ظَمَأٌ..
كان فيكَ مقيماً،
على أسفلِ الخافقينِ،
عَلَوْتَ عليهِ
بأنوارِ أعراسكَ الموسميّةِ.
هجَّيْتَ أطرافَهُ الصمتَ،
أسدلتَ بينكما زمناً
لا تقودُ الرياحُ يديه،
ولا يهتديهِ مكانٌ
فَعَنْ أيِّ بابَيْهِ،
في رعشةِ الخافقيْنِ
هوى حارساكَ
إلى سجدةِ السهو؟
مَنْ مرَّ؟..
مَنْ أرسلَ الطيفَ
في غير أزمنةِ الياسمينِ
بلاداً..
وأَرخى عليكَ العَبَقْ؟!.
ظَمَأٌ عابرٌ..
أيُّها المتآكلُ،
أيّ عبورٍ إليكَ،
ليعبرَهُ الظامئونَ؟
وأنتَ..
تمدُّ إليكَ يديكَ،
لعلَّ الطريقَ
إلى ساعديكَ قريبٌ
لعلَّ الشفاه التي
أظمأتْها العصافيرُ،
أبقتْ على رفّةٍ
مِنْ رَمَقْ!
رَمَقٌ ..
أخرَّتْهُ الحياةُ،
وأخفَتْ تويجتها فيهِ،
جاوزَ أجزاءَهُ الموتُ،
لمَّكَ في ضفّتيهِ.
أينسى الفناءُ إذاً؟
أَمْ تغاضى.
وأرضى
عذاباتِه العاتبَهْ؟!
سلسلي..
يا حدودَ اليباسِ،
وفكّي خصورَ العذوبةِ،
بينَ الضلوعِ،
على رَمَقٍ.
يتحدَّرُ في بئر حنجرةٍ،
طمرتْها الستائرُ،
والألسنُ المستديرةُ
والأقنعَهْ!.
عابراً..
في حدودِ الملوحةِ،
ترهقهُ،
بارتداءِ جنونك،
فوقَ مسيلهِ،
تحتلّهُ جسداً،
مِنْ مفاتيحَ مزمنةٍ،
علّقتْها الملوحةُ
في مَشْجَبِ القلبِ،
تستكملُ اللعبةَ الآلِمَهْ!
عابراً..
في الملوحةِ،
تمسكُ آخرَ خيطٍ
من الروحِ،
عنكبَهُ الروحُ
مِنْ جَسَدٍ،
لا حدودَ لأنثاهُ،
عالقة بين سينِ مساهُ
وصادِ الصباحِ!.
وبينهما...
تستجيبُ المحبَّةُ للموتِ.
كيفَ المحبّةُ والموتُ،
في دمكَ الآنَ،
يحتجزانِ
ملوحةَ إيمانِكَ المرِّ،
يعتصمانِ
بأشجارِكَ الآثِمَهْ؟!.
عابراً...
والعبورُ حصارٌ،
تشدُّ إليهِ حصارَكَ!.
أيُّ الحصارينِ
يسألكُ المغفرَهْ؟.
في الملوحةِ.. عادتنا..
أنْ نرشَّ دماً
تحتَ أقدامنا،
أنْ نقيسَ إليها
فطامَ الهوى فيهِ،
أنْ نشبكَ المشهدينِ
بأنملةٍ حاشدَهْ!
كيفَ لا تقفُ المرضعاتُ
على قبرنا؟.
كيفَ لا تستدلُّ إليهِ العصافيرُ
تبني بيوتاً عليهِ،
ليفطمْنَ أبناءَهنَّ
على قبلةٍ واحدَهْ؟!.
- معشوق حمزة