عفواً يا صديقي الصغير فقد خذلتني رؤيتي للأشياء الجديدة من حولي والإعلانات وخطط الجامعات التوسعية بالعرض والطول وأخبار المشاريع الكبرى كما أعلنت.
لذا توقعت أن وضع القبول -مثلاً- أحسن من السابق، مع هذا الكم من الكليات والجامعات التي يعلن عنها والتي يكشف عن مجسماتها الأخاذة في تصاميمها الكرتونية والخشبية، وغطائها الزجاجي الذي يعكس فلاشات المصورين، والحالة التي رسمت وركبت عليها مجسمات لبضعة مدن اقتصادية لم نعد نسمع عنها، ومشاريع المليارات التي تحول من مقاولها الأساسي المعروف، إلى عشرات الشركات هبوطا، ثم يأتي التنفيذ أعوج أعرج بلا خطوط مستقيمة وأحياناً من زمن المحركات البخارية.
كم أتمنى لو أن مصوراً صحفياً يتتبع خريطة للمشاريع الكبرى التي أعلن عنها، ويجول ربوع بلادي لتصويرها فوتوغرافيا، فقد نرى حقيقة التنفيذ، وهل يوجد شيء فعليا مقدر على أرض الواقع؟، أي شيء يمكن له أن يرحم خيالنا، أو يحمل ملامح تشبه تلك المجسمات المزخرفة. فقد يكون نظرنا قاصراً عن تقدير ما أنجز.
صحيح أن بعضها أو قلة منها القليل صور، كتلك الجامعات التي قدمت بطريقة فلل الدخل المحدود، لكن الحقيقة لم تتغير كثيراً على أرض واقع القبول والبطالة، ولا نعلم تحديداً متى ستظهر النتائج.
اعتقدت أن الجامعات الإسلامية تقبل كل من هب ودب، فهي مصنع للبطالة في النهاية، لكن حتى هذه الجامعات لها شروطها ومواصفاتها، صحيح أن ليس لديها واسطة، لكنها شرعتها تحت اسم «الشفاعة».
أعتذر لك صديقي الصغير، لأن نشوتي وحماستي خذلتني، اعتقدت أن «الواسطة» لم تعد حاجة ماسة، اعتقدت أنها فيتامين مقوي لا تحتاج له، لكنها أصبحت الماء والهواء، والحياة لك ولبعض جيلك في أبسط الأشياء واحتياجاتك الأساسية.
الفساد يخون كل شيء، يخون النوايا الحسنة، والوطن، وأبناءه، ويسلب المستقبل وطموحه، يقود الفرص إلى قلة في دوائر ضيقة، ولجيوب أصحاب الثروة والنفوذ.
الفساد يا صديقي الصغير لابد من مواجهته لأن الصمت أمامه يهدد حاضرنا وفرصه، ومستقبلك وأمنياته، ويسرق حتى الأحلام، وله قبضات قوية متشابكة ضد الصالح، قبضة لها تحالفاتها وحركتها، وعبثها بالثروات والحقوق، فيما الواجبات أصبحت حكاية قديمة.
الفساد يا صديقي، نافذة قوية ومتسلحة بكل الوسائل الشرعية وغير الشرعية، فيها المدير والمسؤول وقد يحميها الجهل، وأصحاب الأفكار الصغيرة، وأولئك الذين لا ينظرون إلى أبعد من الثوب وإسباله وملاحقة أصحاب الشعور الطويلة وألوان القمصان.
إنه شبكة لا يستهان بذكائها إطلاقاً، ولها اتفاقاتها الصامتة، تنتعش في الطفرات الكبرى، وتعرف كيف تستثمر الأزمات، ولا أظن أنها سترحل إلا بعد أن لا تجد ما تأخذه ..أو...
إلى لقاء
مقال جميل جداً تحياتي
ردحذفجميل جداً شكرا
ردحذفمالفرق بين الفساد والإفسااااااااد؟
ردحذف