فيما كان جناح هيئة حقوق الإنسان في مهرجان الجنادرية يقدم جهداً طيباً لشرح كيفية استقبال الشكاوى بشأن أي اعتداءات أو انتهاكات، وضوابط تقديم القضايا التي تدخل في نطاق عمل الهيئة، ويقدم تكامل أنشطتها لنشر ثقافة حقوق الإنسان بين جميع فئات المجتمع، بما في ذلك المرأة والطفل وحقوق العمال وغيرها.. وعلى بُعد مسافة قصيرة توالت أحداث قصة مؤسفة مأساوية، في سلوك تعدٍّ أقرب إلى الهمجية، من قِبل أفراد خانهم اجتهادهم، وأفرط حماسهم في ممارسة لذة السلطة والسطوة، مؤدية إلى فوضى مخجلة، كان من بين ضحاياها سيدات من كبار السن، وأولياء أمور.
قصة الشجار والعراك حدثت عندما تدخل أحد مدعي الاحتساب والمتطفلين عليه بفظاظة وقسوة مع إحدى السيدات المسنات، التي تصل إلى عمر والدته، وهي تتابع عرضاً فلكلورياً شعبياً ضمن فعاليات الجنادرية، وطلب منها وممن حولها عدم التصوير ومغادرة المكان بطريقة أمر ونهي فظ.
ثم تجمع النساء باحتجاج حوله، قبل أن يطلب منهن المغادرة! أولياء الأمور الذين كانوا متواجدين في المكان المخصص لهم تجمهروا مع ارتفاع «الأصوات» إلى الجهة الأخرى!.
الفوضى شملت أفرادا محتسبين انضموا إلى الصراع، وسيدات وذويهم من الشباب؛ ليتحول الموقف إلى معركة بالأيدي والركل، في موقف مأساوي مؤلم، قبل أن يسارع رجال الأمن إلى محاولة تهدئة الجميع.
الحضور أكدوا أن طريقة النصح كانت حادة والألفاظ غير مقبولة، وطريقة «التصارع» كانت همجية، ولا تمت للاحتساب بصلة..؟
وإن كنت تشك في فظاظة هذا السلوك، وعدم استقامته، فما عليك إلا أن تتخيل أن الضحية أو المعتدى عليها قولاً وركلاً هي أمك أو قريبة لك..؟؛ فهل ترضاه لأهلك؟!
اللافت المحزن أن الحادثة تصبح مثل كثير من قصص تجاوز «المحتسبين» والمتشبهين بهم، التي تذهب دون عقوبة أو ردع؛ حيث تتحرك قوى كل مرة؛ للتعتيم على القصة وإخفاء ملف القضية! دون وجود فعل يجعل للاحتساب أصوله وآدابه وأنظمته، فالخط الفاصل بين إزعاج الناس ومضايقتهم والتدخل في حياتهم وأسرهم دقيق جدا، ويجب أن يكون بالأحمر العريض.
وكما كانت حقوق الإنسان حاضرة في الجنادرية، عبر توزيع «كتيبات» إرشادية، فهي أيضا مطالبة بالتدخل في مواقف مشابهة لحفظ حقوق الناس وخصوصياتهم، وحرية تجولهم وحركتهم في بلادهم ومناسباتهم الوطنية، وإصدار بيانات لتوضيح آليات التقدم بشكوى من هذا النوع.
مقال رائع ، حقوق الإنسان حاضرة دائما
ردحذفاين هي حقوق الانسان من الانسان؟!!!
ردحذف