ثريا العريض: ثقافتنا ينقصها الجرأة والمبادرة

لقاء مع الدكتورة ثريا العريض ، نشر اليوم: الأحد 28 فبراير 2010 في صحيفة الدستور الأردنية.
انشغـــالات ثريا العريض : ينقص ثقافتنا الجرأة والمبادرة
زاوية يومية تسعى إلى معرفة انشغالات الكتاب والمبدعين والمثقفين العرب والأردنيين حيث يتم من خلالها توجيه نفس الأسئلة يوميا لأحد المشاركين.
اعداد: موسى حوامدة
عربية بحرينية المولد سعودية الجنسية. حاصلة على درجة الدكتوراة في الإدارة التربوية والتخطيط التنموي للمدى الطويل من الولايات المتحدة. تعمل مستشارة وخبيرة في التخطيط ، وهي معروفة إعلامياً بوصفها تنموية وشاعرة.
ماذا تقرئين حالياً؟
- قراءاتي متعددة: عند سريري كتب عدة أتناوب على قراءتها حسب مزاجي: فهناك كتاب "Inside the kingdom" للمؤلف البريطاني روبرت لايسي ، وهو عن المملكة العربية السعودبة ، وكتاب "Outliers" (أو 'الخارجون عن المتوقع') للمؤلف الأمريكي مالكولم جلادويل ، وهو عن التميز والنجاح ، واقترح علي قراءته كل من ابنتي نور وابني هاشم خريجي هارفارد. وأقرأ أيضاً كتاباً عن المفكر السعودي المميز ابراهيم البليهي: "البليهي حوارات الفكر والثقافة" ، كان أهداني إياه بنفسه في دبي ، وأقرأ كذلك كتاب الزميل الإعلامي ناصر الصرامي "طريق الزيت" عن السنوات الأولى لصناعة الزيت في المملكة ، وقد أهداني إياه خلال جولة لي في استديوهات العربية بدبي خلال استضافتي من برنامج "إضاءات" لتركي الدخيل.
هل تشاهدين السينما أو المسرح؟
- أعشق أفلام السينما المتميزة منذ الطفولة ، الآن أتابع الجديد الذي يشيد به النقاد فقط ، وتعجبني تقنية الأي ماكس ، وآخر ما شاهدت منها فيلم "الطريق إلى مكة" عن الرحلة الأولى لابن بطوطة ، وأنوي حضور فيلم أفاتار. أما المسرح ، فأحرص على متابعة جديده العالمي في برادواي بلندن أو نيويورك حين أسافر.
ما الذي يشدك في المحطات الفضائية؟
- البرامج الوثائقية العلمية ، والتاريخية ، والسياسية.. وأحياناً المقابلات والمسابقات العلمية ، لكني لا أميل إلى الترفيه المسطح.
ماذا تكتبين هذه الأيام؟
- أكتب الآن بصورة غير متعارف عليها: يومياً أواصل إدارة الحوار الحي على الشبكة وأرد على أصدقائي الـ 5000 في صفحة الفايسبووك.عندي أيضا مقالة شهرية منتظمة لمجلة الإعلام ، وبعض المقالات والبحوث المتخصصة ، وهناك الشعرالذي لا يستأذن كالعادة.
ما الذي أثار استفزازك مؤخراً؟
- حاضرنا مليء بمواقف الاستفزاز ، وآخر ما توترت منه أني ذهبت إلى المستشفى فوجدت أن سجلي الطبي واسمي غير موجودين في النظام الآلي.
حالة ثقافية لم ترق لك؟
- حالة الرأي الواحد الذي يراه أصحابه لا يحتمل الخطأ ، ورفض كل احتمالات كون الآراء الأخرى تحتمل الصواب: موقف متكرر من هيئات معينة: الدفاع عن النفس من منطلق الكيل بمكيالين في مواجهة الاتهام بأخطاء مهنية في العمل: فهناك من يخطئون لأنهم بشر بينما غيرهم يخطئ لأنه مجرم أو آثم.
حالة أو موقف أعجبك؟
- افتتاح جامعة كاوست ، وموقف الملك عبد الله بن عبد العزيز من العلم والمرأة ، وإصراره على مواكبة التطور.. كذلك أفرح للمواقف الشجاعة الأدبية من عدد متزايد من علمائنا الدينيين حين يقرون بخطأ رؤيتهم أو تفسيراتهم السابقة.
ما هو آخر نشاط إبداعي حضرته؟
- أمسية شعرية مع شعراء عرب من ضمن مهرجان عكاظ بالطائف ، وأمسية شعرية مشتركة ضمن مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث ، وحضرت حفلة موسيقية بالبحرين للثلاثي جبران مع قصائد محمود درويش بصوته.
ما هي إنشغالاتك الاجتماعية؟
- استقبال بعض الوفود والزوارالرسميين في بيتي. وأستجيب ـ بقدر استطاعتي ـ لدعوات الحضورأو المشاركة في النشاطات الثقافية والتنموية كالمؤتمرات ، وأتخير حضور ما يهمني من المناسبات الثقافية التي أدعى لها ، وألتقي بعض الصديقات والأقارب في منزلنا أحيانا ، وفي نهاية الأسبوع تبقى الجمعة للأسرة الحميمة.
فرصة ثمينة ضاعت منك؟
- الفرصة الوحيدة التي لا يمكن أن تتكررالآن هي أنه ـ ربما ـ كان يجب ان أظهر إعلاميا كمبدعة موهوبة في طفولتي المبكرة قبل سن العاشرة ، ولكني احتفظت بشعري لنفسي لأنه شديد الحميمية. عدا ذلك ، قلما أفكر في ما ضاع من فرص. بالتأكيد كان هناك الكثير حين لم يكن الزمان أو المكان مناسباً. ولكن ما حققته على صعيد الواقع لم يخذلني.
نصيحة قدمت لك ولم تأخذي بها؟
- نصحوني أن أصبح طبيبة بسبب تفوقي المدرسي ولم أفعل. ونصحوني أن أنجب المزيد من الأبناء، ولكننا اكتفينا بأربعة ومنحناهم كل ما نستطيع من العناية ، وما زلنا نواكب خطواتهم المتوثبة بالدعم والمحبة. ونصحوني أن انتقل إلى العاصمة حيث الحراك الثقافي.. ولكنني فضلت رطوبة الخليج.
ما الذي يشغل بالك مستقبلاً؟
- تخصصي في التخطيط التربوي للمدى الطويل يشغل بالي بمستقبل المنطقة العربية والإسلامية ، والخليجية بالذات: كيف نضع خططاً تنموية وتعليمية وتدريبية ، تواكب متطلبات المستقبل وتحدياته ، وننجح في تنفيذها في مواجهة التحديات والعقبات ، قبل أن تصبح ـ زمنياً ـ أفكاراً عديمة الفائدة؟
هل لديك انشغالات وجودية؟
- لقد تهادنت مع أوضاعي الفردية في وجودي وحياتي الخاصة ، ونجحت في تحقيق طموحاتي الإبداعية والقيادية. يشغلني الوجود الأكبر اتساعاً من الذات ، وأفكر: لماذا تحدث بعض الكوارث التاريخية والجغرافية مثل سرقة فلسطين ، ولا أجد تفسيراً سوى أنه ابتلاء لشعب كامل عبر جريمة منظمة نفذت بدقة ، أتشبث بإيماني أن لله حكمة قد لا ندركها.
ماذا الذي ينقص الثقافة العربية؟
- توازن الحرية والمسؤولية. ينقصها التحرر من التبعية الفكرية. نحتاج التركيزعلى القادم المستقبلي من وجهة نظر خاصة بنا بدل العزف على منوال تاريخنا الماضي أو تقليد من سبقنا في التطور ، باختصار ينقص ثقافتنا الجرأة والمبادرة.
ما الذي ينقصنا في الأردن أو في بلدك على الصعيد الثقافي؟
- ينقصنا أن نفهم ممارسة أنّ الثقافة أسلوب حياة متكامل ، وليس حشو الذهن بالمعلومات النظرية ، وتكرار الإجابات المتفق عليها. ينقصنا نظام تنشئة بيتية أسرية واعية وحانية.. ينقصنا نظام تربية وتعليم سليم يكتشف الموهوبين ويظهر فيه المتميزون. ينقصنا حسن استثمار مواردنا البشرية ، ونحن كلنا مقصرون في قدرة تمييز الموهوبين والتعامل مع تميزهم بما يجب من العناية الخاصة لرعايتهم فردياً منذ الطفولة كي نجني ثمار إبداعهم في أرضنا وليس في أراض أخرى.

3 تعليقات

  1. أميرة التركي28 فبراير, 2010 03:17

    أنمنى يكون هذا اللي ناقصها بس
    :(
    ثانكس

    ردحذف
  2. فريد حضرموت28 فبراير, 2010 08:17

    الجرأة والمبادرة والحرية؟

    ردحذف
  3. لقاء رائع ..
    والله الدكتورة تسوى الكثير من الرجال اللي ماعندهم غير الكلام الفاضي..

    ردحذف
أحدث أقدم