أعزائي .. من الروايات السعودية التي قرأتها وأعجبتني وأقترح عليكم قراءتها … أسلوب بسيط غير معقد .. قد أقول الكثير في هذه الرائعة ولكني أترك للكاتب نفسه تقديمها أو ما يشبه تقديمها! .. نقلاً عن مدونة الكاتب الإلكترونية: ناصريات ولكن.
شىء ما يشبه التقديم:
حول رواية "طريق الزيت"
عقله الذي يتضخم بصداع يأتي ويذهب ثم يأتي بلاتوقف، أثقل جمجمته، مال برأسه توسد ذراعه، هكذا مضى يكتب على الغلاف الأخير من الخارج وبقلم أسود داكن، داكن جدا، قاتم جدا، سائل بشكل ملفت يظهر كل حرف أذابه على أوراقه ببروز ملفت لا تخطيه العين المجردة.
"ستكتب الأرض كلماتها، وستنثر الحروف أنغام خالدة، ملقاة عليها أشلاء الإنسان الغائب عن الوجود عن الحياة، المتلاشي في مساحات لا يصلها النور, ولا المعنى، ولا بعض الحق أو جزء من بنائه، وقبول جدله واختلافه وتباينه، حتى تباين بنيانه، حيث رحلة الكل المستقرة في الجهل لكل العالم الذي يدور حولها أو يتربص ببقايا أمنيات غادرها التاريخ.
كل حرف هو أشبه بالكلمة الغائبة، كلمات هي أشباه تتشكل لسطور غير مكتملة، مملة أو مائلة، في لعبة لا يجيد الالتصاق فيها إلا مغامر فاشل، أو مجنون متطلع إلى الدروشة، فالعقول، كل العقول مبرمجة، لا تسمع، لا تفكر، لا ترهق خلاياها أو تسعى لفتح مساماتها، لكنها تصرخ وتصرخ وتصرخ، وتبكي حتى التشنج، ممارسة دور الفريسة والضحية في ذات الوقت، وذات المرحلة زمنيا وتاريخيا وجغرافيا!، مهما تعددت الأدوار، دون استحياء أو تردد، فارضة قناعاتها ومكرسة لها. لكنه زمن الكشف، زمن التحول والرؤية.
كيف تتغير الحروف وتصبح صوت؟، صوت غير مسموع، إلا في دموع لا تصنيف لها، غائبة أو مائعة بين دموع فرح أو حزن، لا هي دموع تماسيح، ولا دموع امرأة، أو حيلة طفل، بلا طعم، لون، أو رائحة هناء لا إحساس ولا معنى لها...!
ثم ماذا؟، ماذا بعد؟
لاشيء، أو كل شيء يستحق الذكر، ويستحق الترغيب، وذكريات وصور مدوية، لمرحلة تجربة أو مرحلة أخطاء شائعة. لكنها مرحلة عبور مهمة للغد، لليوم، للحظة، مهما تكن التناقضات.
ومهما تكن المرحلة التي عصفت بتاريخ قرية وقذفتها عن عمد أو غيره إلى المستقبل المتجسد أمامنا، أو المستقبل المتربص بنا.
إلا أن القرية الكبرى أبحرت بشكل أو بآخر، بشكل نرضاه أو شكل لا نفهمه، قدر يكون القدر، أو صلوات الضعفاء، لكن الأهم هذا الوصول الملقي في أحضان اللذة الحاضرة، والمتحفز أو الخائفة والمرتجفة من تكرار بعض الأخطاء الماضية والتالية.
في فاصل يستلقي بين الوعي بالتفاصيل أو قوى غير ظاهرة تجبره إلى الخروج والذهاب إلى فقرات تالية، كتبت مسبقا أو علقت لبعض الوقت، لا أحد يدري.
المتفق عليه أن الكثير حدث، الكثير المخيف, الكثير الشيق، والكثير المجهول، والكثير من النعم الكبرى، بل أكثر من ذلك وأكثر من تاريخ أرض وأناس وقرية لم تكن عادية أبدا، ولم تكن استفهام خارج علامات التعجب والعجرفة.
إنه شيء مختلف، هو بين التدوين الشفهي ونقل لروايات عدة، القليل منها جدا موثق، والغالب أحاديث تزيد وتنقص لتفاصيل صغيرة وأخرى لا تقل أهمية، حضور جماعي لبعض الذاكرة بين واقع مدهش ومرجف، وخيال لا حدود لطاقته، لكنه حدث، حدث في قريتنا الكبرى المباركة، في الزمن المبارك.
تفاصيل نبحث فيها لنشفي من خلالها، أو نعيد مطالعتها، لعلها ترتد إلينا، أو نتوسل إليها لتحرك كل المفاصل والأجزاء، إلا العقل، في حرب مستعرة بين الوعي واللاوعي، تتبخر كلمات لا يشبهها شيء، لا يماثلها شيء، كل ما تحتويه أغاني مقفاة، وسجع ممل، وقواعد صاغها من لا يجيد اللعبة أو يفهم الكون في قدرته على التبدل والدوران، أو هو جاهل بكل هذا الحراك، وبالعلم، أو ذلك كان قدره في ذلك الزمن الذي يوصف بالجميل ونراه بسيط، وقد يكون هذا سره!.
لعبة الكراسي واستبدالها بالكلمات هي بعض الذاكرة، رمي الحجارة محاولة يائسة، فهم الواقع حالة هستيرية، لا يجيدها إلا من يملك أقصى قدرة للتخيل والتصور، أو لنقل التصوف، حيث الكشف لكل القادم أو بعضه، والقادم مخيف أكثر، مبهر أكثر، أو هو أكثر إغراء للتجربة والتصحيح .
قادم أقل ما يقال عنه إنه يتحدى الجميع بشكل متداخل، وبشكل يصعب فيه الفصل، والقادم قد يكون مبهم وواضح وصاخب جدا جدا،.
لكن ذلك كله لن يتحدد إلا بعد نفض الكثير من الماضي والعبث من مزبلة الذاكرة الهشة، والانطلاق إلى قادم لا يرحم، خطير في كشفه لكل الظاهر والمستتر، لأن شكل الكتابة هو الآخر سيتغير، سيختلف، سيصبح شيء آخر يصعب تحديده، لكنه سيكون ظاهرا لدرجة لا يمكن تجاهلها أو التحكم فيها، في رؤية ووضوح سيتفوق على خيوط الشمس، أو هو منافس لها، عند أقصى درجات التفاؤل النادرة.
لذا أكتب وأتخيل، وأفكر بصمت، أو علانية، بل بكل الصمت، ليصل إلى نقطة الخلود والتوحد بين الجنون والهرطقة. وهكذا نفعل بوعي أو بغيره، عندها سيتشبث كل شيء بأطرافنا الصلبة أو اللينة. في ذكرى باقية وأخرى منسية، أو مختلقة، لكنها الحقيقة، البعض من الحقيقة المستقرة في التفاصيل.
لذا أكتب شيء من هذا الجنون كله أو بعضه، أمارس الرقص مع الحرف في مخيلتى وعلى الورق، أفكر أو أحاول، أفكر دون توقف، أرهق نفسي بهذا الرقص المفعم بحب القرية والأرض، الطموح بجديد مختلف، والأمل ببقاء الأصل، أصيل دائما، كم هي الأرض وكرمها وبركاتها دائما، هذا أقل الفعل الممكن والمباح حتى في حدودنا الضيقة، وفي مساحات أفكارنا وتخيلاتنا المحاصرة.
مهما تكن قدراتك ، إلا أن الحواجز المزروعة بداخلنا بالفطرة أو الترويض أو التجربة أو الخيال ستبقى تنمو، لكن سنستمر، سنستمر في الجنون والهرطقة، من أجل القرية الكبرى وبركات المكان وقطرات الزيت!.
2-
· النخل والزيت والرمل والقليل النادر من الماء، صورة خاصة، تختص بهذا الوجود الاستثنائي، في هذه القرية الاستثنائية، في هذا الزمن الاستثنائي، مع هؤلاء الرجال الرمليين الاستثنائيين الأقوياء والمعاندين الخارقين، حتى للطبيعة أحيانا.
إنها القوة الخارقة للفن، ولفن الحياة، وفن التكوين والخلق، إنها قدرة الله، أو قدرة المخلصين ممن وضعهم على هذه الأرض، جلبهم لهذا الركن من العالم من أجل أن يكتشفوا قيمة كنز رحم الأرض.
قيمة الإنسان على تحويل الأشياء إلى قوى تدفع البشرية، تدفعها إلى الأمام حتى وان ترددت القرية واهبة هذه النعم للعالم، وحين تجبر رغبة البقاء وغريزته إلى حصر النعم.
وان كانت الريبة هي جزء من ثقافة القرية، لكنها تفوقت على نفسها في ظرف مهم، لم تواجه الرسام الأجنبي لم تواجه المكتشفين لكنوزها بها، فقد شعرت بالحاجة لهم في اكتشاف مقدرات قرية مجهولة، قدرها أن تكون محط أنظار القرى الأخرى في هذا الكون، رغم الريبة إلا أن الحاجة لتجاوز مرحلة، والانتقال إلى مرحلة أخرى غرست قناعات بالصمت، وانتظار ما يمكن أن يكتشفه الرسام، وكانت فرصة للقذف بالريبة الى المجهول والانفتاح على العالمين، لكنها ظلت معلقة في سماء القرية يتم استدعاءها عند الحاجة الخاصة.
اللوحه الأولى لم تمنح الكثير من الاهتمام لنخيل القرية الشامخ، لكنها رأت تجمعات لعروق مجهولة في أعماق أطرافها، عروقا قيل إنها شكلت التحول الكبير، لكنها كانت الأقل أهمية قبل أن يصل هذا الرسام المخبول.
الزمن والأرض بما حوته كانت مستعدة لعصر النعم الكبرى لأناس طيبين على هذه الأرض المباركة، كانت مستعدة للكشف عن جوفها وجمال ما حواه عالمها السفلي المغري لكل رجال القرية والعالم.
لكنها اختارت الانتظار لبعض الوقت، للبحث عن قدر يخرجها من عزلتها، ويفجر ينابيعها أنهارا صفراء وسوداء تسر القرية وتحول تاريخها المبني على الكثير المجهول، إلى القرية المعلومة في العالم. لكن الحكمة ارادت أن تمارس طقسها الأول "الصبر"، سرها الأزلي والباقي، أو هو سر البقاء والتفوق.
وهو الدرس الأول الذي تقدمه القرية الصحراوية إلى أبنائها، إلى كل المنتمين لها "الصبر مفتاح الفرج" وهو أيضا مفتاح النصر والفوز، خصوصا حين تكون المنافسة مع هذه القوة الكبرى "الطبيعة"،
"الصبر" هو سلاح حكماء الصحراء منذ الأزل. وهو كلمة السر لبقاء الجنس البشري منذ محاولات البدايات الأولى ...
3-
· "رواية الزيت وأوديته وممراته المدفونة في جوف أرض القرية، وتلك الحقول المغمورة في بحارها، وتلك المتمددة بين رمالها وحبات الرمل المنسابة بين تكوين الصخور وعروقها الصلبة في باطن الأرض، أو تلك التي تشكل حزم دائرة متصلة لتبلغ ارتفاعات عالية استثنائية، وكأنها تعبر عن انفجارها من باطن الأرض، تحمل روايات متعددة، ينقلها تاريخ القرية الشفهي، كما تاريخها المروي عن سند مجهول ليقدم لنا روايات متناقضة، لكنه تناقض لا يخفي ملامح لبعض الحقيقة، الحقيقة الشفهية التي تناقلتها أجيال، حرفت في بعضها، لتأتي روايات منها بما يشبه الأساطير ومنها ما يقترب إلى التبسيط الممل، لكن لا أحد يمكن أن يجزم برواية واحدة صحيحة، لا أحد يمكنه تجاهل البحث في ملامح الأسطورة.
الزيت ليس حدث أو حظ عابر عرفناه في وقت لا حق، وأصبح أهم سماتنا، هو شيء أهم من كونه زيت لزج وغاز كثيف من حوله، وعروق سائلة من ذهب أخضر، داكن الخضرة وكأنه يقترب إلى الغموض والسواد، حيث روحها القابعة في باطن تاريخ قريتنا، والقوة الكبرى التي تطلق محركات حياتنا اليومية باتجاه القادم، وتمنحنا الكثير من الرفاهية، والرخاء، والصعوبات والمخاطر والتحديات والتعقيدات في الوقت ذاته.
ليس للزيت وجه واحد، أو رمز واحد في تاريخنا، أهميته تتجاوز كونه مجرد زيت متلون وبأشكال عدة، أهميته تاريخية واقتصادية واجتماعية وسياسية، هو ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، حيث قرية الزيت الكبرى.
إلا أن أحدا لايستطيع الجزم تحديدا، من أين جاءات بحيرات الزيت، وأي قدر جميل وكريم وضع حقولها تحت هذه الأرض المباركة، كيف عرفنا به أو توقعناه، كيف خمنت قرى العالم البعيدة بوجوده، وأهميته، لا توجد رواية كاملة، هي مجموعة روايات وأساطير تجتمع لتعطي احتمالات لتاريخ الزيت وكشفه.
رواية الأسطورة لا يمكن إثباتها، فالنتائج اللاحقة أثبتت النعمة الكبرى التي اختارت الأرض، واختارت أن تمنح بركاتها المجهولة لهذه الأرض العطشى. في الوقت الذي كانت تبحث فيه عن مستقبل تكوينها واستمرارها.
إحدى الروايات، تصر دائما على أن حقول الزيت كانت موجودة، موجودة قدم الزمن، لكننا ولأسباب زمنية وجغرافية وتاريخية لم تكن لدينا أي فكرة عن هذا الوجود، عن قيمة ما تحمله الأرض في جوفها وأرحامها،
أو حتى معرفة بأهمية وجود احتمال آخر غير قطرات ماء شحيحة تأتي بها السماء.....
الرواية في الصحافة:
- صحيفة الجزيرة السعودية: إقبال جماهيري كبير على رواية طريق الزيت
- طريق الزيت في الموسوعة الدولية ( الويكيبيديا).
والله سمعت عنها من زمان بس ما أعرف أشتري من النت ، هل الرواية متوفرة بالعبيكان..
ردحذفإذا حصلتها هناك شريتها ولا النت (:
والله الرجال ذا كنت ماخذ فكرة غلط عنه لين شفت لقاءه بروتانا خليجية رهييييييييييييييييييييييب
ردحذفبالتوفيق ...
ردحذف