سارة الدريس ، كاتبة كويتية شابة ، في العقد الثاني من العمر ، ابتدأت رسالتها الإنسانية مبكرا، حددت هدفا ساميا تسعى إلى تحقيقة ، لا تقبل إلا أن تكون مميزه و في الصف الأول دائما ، كاتبة عصامية ، و إنسانه مكافحه ، لم يساعدها أحدا ، و لم تتبناها جهه ، بل بنت نفسها بنفسها ، و سعت إلى تطوير موهبتها ، و لم تثنيها عقبات الحياة ، أخذت والدتها بيدها و ساعدتها للوقوف على قاعدة صلبة حتى أكملت سارة المسير بقوة و ثبات
قبل أربع سنوات قامت بإصدار رواية باللهجة الكويتية العامية بعنوان " إلى جرحي الحبيب مع التحية " ، كانت أول رواية تكتب باللهجة العامية ، كتبت بأسلوب سلس ، عفوي ، بسيط ، عرضت فيها حالة استغلال عانت منها شابات كثيرات في وقتها الحالي ، فمزجت بين حالات نفسيه كثيره ، و بطلين تضادت نواياهما لتتقابل السذاجة بخبث رجل استغل الحب و الزواج حجه لتلبية نوايا سيئه، و نظرا لعفوية القصة و بساطة اللهجة المستخدمة ، و تسلسل الأحداث بإنسيابه و مصداقية ، و خلق مواقف طبيعية واقعية اعتقد كثيرون أن الرواية تجربة ذاتية للكاتبة ، و ذلك بحد ذاته دلالة على نجاح الكاتبة بقدرتها على إقناع قراءها بواقعية الرواية ، و على براعتها بوصف القصة ، و ترجمة مشاعر البطلة بكلمات تعزف سيمفونية أحاسيس البطلة فكان كل شيء و كأنه حقيقي ، و هذا شيء يحسب لها
" إلى جرحي الحبيب مع التحية " قصة فتاة تعرفت على شاب صدفة رغبة في الحب و الزواج من بعد علاقة صادقة، يصف هذا الشاب نفسه بصفات وهمية بعيدة جدا عن واقعه الحقيقي ، فيوهم البطلة بحبه ، و لكنها تكتشف بعد استنزاف المشاعر و توالي الصدمات ، و فيضان الصبر على الغموض ، أن هذا الرجل إنسان مستهتر تجاوز شن الـ30 ، متزوجا و مختلف عنها في الأصول المرجعية و المذهبية ، فتناقضت كل المواصفات الضرورية لبناء زواج متكافئ و متكامل ، عرضت كاتبتنا من خلال القصة كل التناقضات التي قد تعترض طريق التكافؤ بين طرفين ، كان قلبها كالطفل الرضيع الذي من لحظة فطامه كان كله لهفة و شوق إلى الحياة ، و عندما خطا الخطوة الأولى تجرع سم ثعبان بطش به ولم يرجم قلبه الصغير، فغدا هذا القلب كالطير الصغير مكسور الجناح و الذي لا يستطيع الطريان مرة أخرى ، وعلى الرغم من ذلك أصرت البطلة على عدم استسلامها و دفاعها المستميت عن حبها معتقدة أن هذا الشاب ظلمته ظروف حياته و في الحقيقة هو انسان مخادع استغلها أسوأ استغلال لتحقيق رغباته السيئة ، جسدت أبشع استغلال في هذه الرواية ، انتهت القصة بعدما استقامت البطلة و اهتدت إلى الطريق السليم ، فأصبحت مسالمة مع نفسها و تعيش حياتها بحب مع ذكرياتها ، تتأمل حياة جميلة مع إنسان يقدّر قيمة الحب الصافي واضعه آية " الطيبون للطيبات" دافعا قويا لأن تعيش حياتها بأمل كبير
ترى الكاتبة أنه إلى وقتنا الحالي لم يصل القارئ إلى المستوى الذي يفهم فيه طبيعة الرواية ، فعندما يكتب الكاتب عن مجرما ، فهذا لا يعني أن الكاتب مجرما في الواقع و يكتب عن نفسه و ينكر ذلك أمام الناس ، فأحداث الرواية خاصة ببطل الرواية التي ينسج خيوطها الكاتب ، و الكاتبة في رواياتها عرضت ثلاث روايات تحوي أحداث كثيرة خلال أربع سنوات ، الرواية الأولى تحوي علاقة استغلاليه ، و الثانية خيانة زوجية مزدوجه ، و الثالثه تجمع بين حالات و تجارب و أحداث و أفكار كثيرة من المستحيل أن تحدث لأي إنسان خلال فتره زمنية قصيرة ، فالرواية تعتبر حالة خاصة ، لا تعمم لا على المجتمع ككل ، ولا تعبر عن شخص الكاتب ، ولا عن نظرته الشخصية ، بل هي نظرة بطلة القصة التي واجهت تلك الأحداث المعينة ، و لمن يشاركونها تلك الأحداث و الحالات واقعيا
لا تصنف كاتبتنا نفسها من الكتاب السياسيين أو الاقتصاديين أو أي نوع من الكتاب ، فكتاباتها تضم زوايا و أبعاد مختلفه ، فهي قد تكتب قصة حب رومانسيه تتخللها أفكار سياسية أو دينية أو اجتماعية ، فلا تعتقد أن الرواية عمل متخصص في مجال معين ، و تفضل الرواية التي تجمع من كل بحر قطره ، لتتحد هذه القطرات و تكون رواية متكاملة تضم أفكار متعدده و مختلفه ، ترى أن الرواية عمل أدبي فريد بإمكانه أن ينقل تاريخا ، أو اختراعا ، أو أفكار فلسفيه و خيالية، قد يستخدم عالم النفس أو عالم الاجتماع الرواية في نقل أبحاثه ، الرواية قالب بإمكان الجميع استخدامه و توظيف خبراته أو تجارب الآخرين على اختلاف توجهاتهم ، كلنا قصص و كل ما نتوصل إليه كان نتاج لقصص عشناها نحن ، أو عاشها الآخرون
ليست الكتابة بالنسبة لها مجرد هواية ، بل هي رسالة إنسانية ، تدعوا من خلالها المجتمع لأن يحيا أناسه معا بشفافيه ، بعيدا عن البدع الجاهلية ، بعيدا عن النزاعات و الأحقاد ، بعيدا عن الظلم و سوء الظن و الأنانية ، تسعى ساره من خلال كتاباتها لأن يقدر الإنسان مشاعر أخيه الإنسان ، و يحترم أحاسيسه و تجاربه و حتى أخطاءه ، فهي تقدس المشاعر الصادقه و ترى انها جزء كبير من احترام الانسان لذاته ، تدعونا ساره من خلال كتاباتها لأن نساعد بعضنا البعض للوصول إلى الانسجام المثالي الذي نصل فيه بالنهاية إلى مجتمع مسالم متكاتف ، الكل يحب الخير للكل
ترى سارة أن إصدار كتاب واحد يحمل رسالة سامية ، و قيمه أدبية ، و أهداف أخلاقيه ، و أن تصل الفكرة بشكل جميل إلى عقولهم و أرواحهم و مشاعرهم ، أفضل من إصدار مليون كتاب لا يؤثرون ولو بشخص واحد ، ففي إصداراتنا يجب أن نعتمد على الكيف لا على الكم ، و يجب ان نعتمد على تحريك أفكار القارئ و مشاعره لا على زيادة حصيلة الأغلفة التي تطبع عليها أسماؤنا
أصدرت الكاتبة رواياتها على نفقتها الخاصة ، و لطالما سعت الكاتبة من خلال لقاءاتها إلى لفت انتباه دور النشر الكويتية لتبني الطاقات الشابة المبدعة ، و لكن لا حياة لمن تنادي ، فمضت الكاتبة في طريقها بإصرار و أصدرت روايتها الثانية "على عتبات الرذيلة " و التي لاقا غلافها جدل كبير ، فقد نشر أحد المواقع مانشيتا أن كاتبة كويتية تصدر كتاب تشبه فيه رجال الدين بالشياطين و تشارك فيه بمعرض الكويت للكتاب ، لم تهاجم الكاتبة رجال الدين أو السلف الصالح ، بل قصدت أولئك المنافقين الذين يظهرون عكس ما يبطنون ، أولئك الذين يتخذون من الزي الإسلامي وسيلة لخداع الآخرين ، أولئك الذين يلبسون لباس الفضيلة و هم من الداخل شيطان رجيم! ، و ما أمر المانشيت سوى خبر مفاجئ لكاتبتنا كما فاجئ الجميع ، و لم تتوقع كاتبتنا أن تكون في يوم ما مادة تثير جدلا أو أمر يثير النقد العام ، بل علمت بأمر المانشيت كما علم به الجميع ، بل سمعت به من الآخرون و لم تعرفه بشكل مباشر، أما النماذج التي وردت في روايتها الثالثة " خدوش على وجه امرأة " فهي نماذج غير معممة جاءت في ظروف معينه تخص الرواية و الطريق الملتوي الذي اتخذته البطلة ، انتقدت كاتبتنا بعض البدع الجاهلية المتغلغلة في مجتمعنا و التي لا يختلف عليها اثنان ، و لكن للمرة الثانية استهدف ذاك الموقع كاتبتنا بخبر ابعد ما يكون على المصداقية ضاربا بكل آداب مهنة الصحافة بعرض الحائط ، مقتطعا جزءا من الرواية و الذي لا يتجاوز نصف صفحه من بين مئتين و ثمانية و عشرون صفحه
العلاقات التي تحدثت عنها كاتبتها في رواياتها موجودة بكثرة في مجتمعنا ، و نسمع عنها يوميا من خلال أحاديث الآخرين و الأخبار ، فاستخدمتها الكاتبة لعرض قضية اجتماعية للنظر إليها بعين الرأفة الإنسانية ، فنعذر الآخرين و إن أخطئوا بحق أنفسهم ، فكل منا يتصرف بحسب المحيط الذي يعيش فيه و هو نتاج للتجارب التي مر بها ، و قد استغربت انكار الجمهور لهذه العلاقات ، فلم تأتي كاتبتنا بنماذج خيالية لم تخطر على بال أحد ، و لم تتخذ كاتبتنا مقولة خالف لتعرف طريقا لتحقق الشهرة ، و لم تستغل أحدا لتصعد على كتفه ، بل هي اختيارات موفقه ، و أسلوب مميز ، و طرح ممتع ، و كل تلك الأطراف قادتها إلى النجاح بفضل الله تعالى
واجهت سارة كل تلك الاتهامات برقي و لم ترد على أي منها بأسلوب مماثل ، بل دعتهم إلى القراءة بتمعن و من ثم الحكم ، و واجهت الحملة التي اتهمتها بأنها ضد الدين أو أنها الفتاة المتحررة بأخلاق الأديب الذي يحمل رسالة هي أسمى و أعلى من كل ظن سيء أو اتهام غير عقلاني ، لم تتلفظ بأي لفظ جارح ، فلم تفعل سوى تكذيت تلك الأقاويل ببعض اللقاءات ، و الرد على المهتمين بمعرفه الحقيقة من مصدرها الأصلي ، و تدعوا القراء إلى قوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"
ترى سارة أننا شعب بصري يحب أن يرى ، الأغلب لا يريد أن يتعب عقلة بدقيقة تفكير ، الأغلب أحب كتاباتها الأولى و المبدئية لأنها باللهجة العامية البسيطة و السهلة العفوية ، أغلب القراء لا يفضلون قراءه كتب تحوي كلمات ثقيلة ، و من المستبعد أن يقرأ شخص مقال لا يحتوي على صورة ملفته ، لكن يجب تغيير ذلك و يجب علينا الارتقاء بمستوى ثقافتنا و اهتماماتنا ، و تتمنى كاتبتنا من كل قلبها أن نتعاون معا لنحيي حب القراءة في مجتمعنا
تميزت كتابات كاتبتنا بالعمق و الدقة في الوصف ، و يعود ذلك لحبها لجلسات الكبار الذي كان له أكبر الأثر بنضج تفكيرها قبل أوانه ، صادقت والدتها و لم تكن تستهويها أحاديث مثيلاتها في السن، كانت تقرأ كثيرا ، تطلع على أخبار البلد، الدين ، و درست في الجامعة مجالات علمية و أدبية ، تناقش كثيرا ، فهي تنتمي لعائلة تكره الثرثرة المفرعة و تناقش قضايا كثيرة في زياراتها الرسمية ، محبة للثقافة و علمتها أن الإنسان عليه أن يكون فعالا و إيجابيا في مجتمعه ليحقق ذاته و يكسب احترام و تقدير الآخرين
هناك أسباب كثيرة أدت إلى خلق ثورة في نفس كاتبتنا ، و من خلال الكتابة أعادت بناء نفسها من جديد ، منها ضياع حلمها بالتخصص العلمي ، و تحويلها من قسم الكيمياء الحيوية إلى علم الاجتماع بعد مرور ثلاث سنين في كليتها الأولى أثر كبير في نفسها ، خاصة عندما رأت مثيلاتها الأقل منها في المستوى الدراسي ينهين إجراءات التخصص ، لم تكن طالب كسول أو طالب غبي ، و لكن هي حالة نفسية لازمتها منذ قبولها في هذه الكلية ، و التوفيق من عند الله تعالى أولا و أخيرا ، و ربما كان لوفاة ابن خالها في حادث سيارة أليم أكبر الأثر بانتزاع حتى أكبر معتقداتها من أعماقها ، الكل يتعرض لظروف تبقى خاصة و احترام خصوصيتها واجب على الجميع ، لكن المهم أن كاتبتنا أبت الانكسار ، فاكتشفت ذاتها و رسمت طريقها ، و ها هي و لله الحمد تنهي السنة الدراسية الأخيرة لها في الجامعة ، و أصدرت رواياتها ، و جبرت كسورها
"خدوش على وجه امرأه " الإصدار الأخير للكاتبة ، تم إصداره في معرض الكويت للكتاب في هذا العام ، هذه الرواية ، باقة لحظات على كثيرات ، زرعن الأمل في غيرهن ، و لم يجنين إلا خيبات و جروح كتمنها في صدورهن فبانت كالخدوش على وجوههن ، خدوش على وجه امرأة ، صفعات السنين على قلوب شاخت قبل أوانها
الإنسان يجذب إليه أفكاره كالمغناطيس ، و ما يفكر فيه هو ما يجلبه إلى نفسه و ما حياته بكاملها تجسدا للأفكار التي اعتقد بها، واقع الإنسان الحالي أو حياته الحالية ما هي إلا نتيجة للأفكار التي كان قد فكر بها، و كل ذلك سوف يتغير تغيرا تاما بمجرد أن يبدأ بتغيير أفكاره و مشاعره
كان ذلك هو الهدف الأساسي و الرئيسي التي سعت الكاتبة إلى إيصاله للقارئ بمعنى متمضن في الأفكار و الأحداث المدرجة في الرواية ، فبطلة القصة فتاة تنظر إلى الرجل و كأنه رائحة نتنة ، ترى أغلبيتهم أناس استغلاليين ، خائنين ، يخدعون المرأة ليشبعوا رغبات تسعر خسه ، تزوجت رجلا رأت فيه المثالية بجميع صورها ، و حاولت أن تصل بحياتها لدرجة الكمال من خلال قيامها بكافة واجباتها ، و لكن تجسدت أفكارها التي اعتقدت بها فعلا في واقعها و مع مرور الوقت بدأت تظهر لها عيوب زوجها الذي قيدها بالأعراف التي ليس لها مخالفة دينية على الرغم من أنه لا يطبق على نفسه أبسط تعاليم الدين ، تتسلسل الأحداث فتكتشف خيانته لها ، و تتجاوز عن ذلك بحجة المحافظة على سفينة الحياة من الغرق ، لكن يصدمها الواقع بطامة كبرى و جريمة عظمى لا تغتفر
تأتي هنا مرحلة ما بعد الطلاق ، و الوحدة الموحشة ، كلام الناس و نبذهم للمطلقة و كأنها كائن موبوء من الواجب عزله ، تحاول جاهده سد فراغ النفي في أقاصي الإهمال ، و ها هنا أفكارها تتحول إلى واقعا ، فتنتقل من علاقة سيئة إلى أسوأ ، و كلها نماذج شاذة اتخذت من الصراحة حجة لتبرير أفعالهم الخبيثة ، لكنهم أغبياء فعلا ، فقد اكتست الصراحة هنا ثوب الوقاحة
عرضت في الرواية خمسة نماذج سيئة ، لشواذ المجتمع طبعا ، كانت كلها علاقات استغلالية ، بعضها نفسية و بعضها مادية ، و بعضها جسديه و البعض الآخر مزيج من هذه الأنواع الثلاث ، و عرضت من خلال الأحداث أفكار فرعية من المواضيع الأساسية ، بغرض إضافة فكر للرواية ، بعضها انتقادات لاذعة لفئة خاصة في المجتمع ، منها تعري البعض من كافة مظاهر الحشمة و الأخلاق عند السفر للخارج على الرغم من التزامه بكافة القوانين المشددة داخل البلد الأصلي ، رجال يسافرون إلى الخارج ليقضوا لياليهم في "الديسكوات" و التسكع في "الشوارع" إلى فجر اليوم التالي دون علم أهاليهم ، و رجال يغرقون سكرا و خيانة دون علم زوجاتهم النائمات في العسل ، و جانب آخر انتقدت فيه فئة تتخذ من الزي الإسلامي أداة لخداع الآخرين ، هؤلاء المنافقين الدجالين يكون ظاهرهم عكس باطنهم ، يحفظ الفرد منهم آيتين و يطلق لحيته فيعتقد بذلك أنه شيخ دين يحق له أن يفتي بأمور العامة ، و هناك فئة منهم ارتدت الزي الإسلامي لتلبية نداء الأعراف لا العبادة
هو الكتاب الفصحى الأول التي ترى الكاتبة أنه جواز عبورها لكل القراء على مختلف انتماءاتها ، يحوي رسائل و آراء و انتقادات كثيرة ، كتاب جريء لم يخرج عن المألوف دون مبرر ، يضم الكتاب عدة أهداف أساسية و فرعية و معلومات و أحداث تاريخيه كثيرة ، تحدثت عن ظواهر لم يتجرأ أحد في الحديث عنها ، فجاءها هجوم مباغت محمل بالحقد و الغيرة ، مانشيت آخر " سارة الدريس تصدر كتاب تشبه فيه أبناء القبائل بالخرفان و زوجاتهم بالأبقار" ، خبر يبتعد عن الحقيقة و أبعد ما يكون عن الإنصاف ، مستهدفا هذا الموقع طمس وجود كاتبتنا للمرة الثانية و كما ذكر " كلاكيت ثاني مره " علقت ساره بشموخ الواثق بأن المسألة كلها لعبة "مانشيت" ، و قصور في نظرة المتابع الذي يثور و يتسرع بالحكم دون القراءة الدقيقة للمقال المنشور، فعكسوا فهم الفقرة ، و قالوا بأني أشبه أبناء القبائل بالخراف و البقر ، لا أعلم لماذا إلى وقتنا هذا لا يمتلك البعض طاقة استيعابية لفهم الكلام بمغزاه الحقيقي ، فخلطوا الأمور و المقاصد ، المضحك في الأمر أن البعض ترك التعليق على المقال أو الفكرة ألمنشوره و فضل التعليق على صورة الكاتبة الشخصية و قذفها بأبشع الألفاظ و اختلاق قصص خيالية من عقولهم السقيمة ليظهروها بمظهر بشع ، لكنها وكلت الله تعالى أمرها على تلك الفئة.
قلة واعية تفهمت أن هذا الخبر مجرد ضربة مانشيت لجذب انتباه القارئ ، لكن الأغلبية شنوا هجوماً شنيعاً ، منهم من رد بوقاحة لجهله بطبيعة الواقع و خداعه لنفسه قبل كل شيء ، و منهم من اختلطت عليه الأمور لنقص في ثقافته ، و منهم عالم بالواقع الفاسد لكنه يقبله على نفسه فلم يجدوا شيئا لانتقاد كاتبنا فقاموا بالافتراء و القذف المنافي لديننا الحنيف و أخلاقنا الاسلاميه و عاداتنا الأصيلة ، الحمد لله أن جمال روح ساره يطغى على أي مسحة جمالية وهبها الله تعالى لها
لم تقصد كاتبتنا أبناء القبائل كأصل و نسب ، بل كان الجزء المقتطع الذي تم الهجوم عليه مجرد فقرة لا تتعدى الربع صفحة من بين 228صفحة ، و الفقرة هذه تخص شخصية واحده من بين 7 شخصيات ، قصدت بها أن الرجل في هذه الشخصية يفتخر بكسره للقيود و مخالفته للعادات عندما يرتدي ملابس رياضية مكشوفة ، معتقدا أنه بذلك ذو شخصية قوية عند تجاوزه هذا ، لكنه يصبح كالجرو الأليف عندما تخالجه الرغبة بالارتباط بفتاة لا يرجع أصلها لنفس الشجرة التي ينحدر منها ، فيزوجه والده رغماً عنه فتاة من نفس المرجع فتكون بالنسبة إليه مجرد آلة تفريخ و كالبقرة تنجب فقط لا غير دون مشاعر و دون مشاركة في الأفكار ، فحقها عليه فقط أن يوفر لها مأكلها و مشربها و التناسل لحفظ النوع البشري ، لكنه في السر يصبح "خروفا" لعشيقته ، أي يتبع هذه العشيقة ، و هذه النماذج توجد بكثرة بيننا و لم تجلب الكاتبة نموذجا خلقته من خيالها ، و لم تجيء به من عوالم أخرى؟ ، ولا نعلم متى تنقشع تلك الغمامة التي أعمت البعض؟! ، ليست كاتبتنا ضد أبناء القبائل ، بل هي ابنة قبيلة معروفها بأصالتها و تاريخها الضارب جذوره بأعماق التاريخ ، فكيف تهاجم الكاتبة القبائل!
اتهمها البعض بمعاناتها من أمراض نفسيه و مشاكل كثيرة و مراجعتها للطب النفسي ، ترفعت كاتبتنا عن الرد المماثل، بل ضحكت على تفاهتهم قائلة ، أمتعوني صراحة بالضحك على تفننهم بإلصاق أمراضهم بغيرهم ، لا بل أنا أرى الأبيض أبيضا ناصعا على حقيقته و أرى الأسود كما هو ، و أرى الرمادي كذلك و أعرف محاسنه و مساؤه ، لا أخلط الأمور ، و أواجه نفسي بالنقص و أعترف فيه و أسعى إلى تغييره ، لست كالحصان المغمض العينين الذي يدور في طاحونة ومعتقداً أنه يركض في البراري ، لا أعاني من مشاكل نفسيه و أعيش حياة سويه ولله الحمد ، بل أنا حالة استثنائية جئت ساعية لمعالجة هذا المجتمع من أمراضه ، و القضاء على وباء "التبلي" والتجني على الآخرين ، و نبذ بدع المجتمع و دعاوى الجاهلية التي مازالت تمارس إلى وقتنا الحالي ، و أرد على الزوبعة الأخيرة و الإساءات التي قذفتني ببذاءة ، و للأسف جراء موضوع مفبرك مقتطع ، إني أتقبل الرأي الآخر تماما ، و لست بحالة حرب مع من يخالفني في الرأي ، و لست إنسانة متزمتة أصر على رأيي لمجرد أن أخالف لأعرف ، ليس ذنبي أن البعض يشرب السم و يوهم نفسه أنه عسلا طيبا ، و ليس ذنبي أني واضحة جدا
أعلم جيدا أن من أساءوا لي لم يجدوا نقيصة في كلامي ، فلجئوا إلى قذفي و من يقذف فتاة دون مستمسك ملموس عليها و دون شهود فذلك نقص في إيمانه و عقليته و خشيته من خالقه ، و ليعلم كل من طعن في شرفي أن الله حسبي ، و أنه تعالى علي و عليهم شهيد ، كل ما أكتبه سواء هنا أو في رواياتي أو في أي منتدى رأيي أنا وحدي ، و الرجاء عدم المساس بأهلي و قبيلتي ، فقد أصدر الكتاب باسمي و لم أصدره بالنيابة عنهم ، و أخيرا ، لا يهمني كل ما قيل ، فكل ناجح مهاجم ، هذا أمر طبيعي ، و أشكر كل من قذفني و أساء لي و طعن بشرفي و ألصق بي شتائم بذيئه و تحدث عني بأسلوب وقح ، فو الله كلنا نرتكب أفعالا نجني بها ذنوبا دون أن ندري ، فأشكركم على حملها عن كتفي
من خلال الراي توضح كاتبتنا للقارئ الواعي ، أنها كانت تتمنى أن تشارك الناس لحظات حياتها التي دونتها لتكون هدية منها إليهم ، لكنها لم تكن تعرف أن من سيهاجمها هم أناس لم يقرؤوا لها حرفا واحدا مسبقا ، ليست بحاجة للتبرير ، لكن لحرص كاتبتنا على أن لا يرد لقرائها لبسا أو سوء فهم أو ظن جاءت لتهمس في أذن كل محبيها
لم أنشأ جراء تربية سيئة ، و لم أعش في بيئة تفتقر للنفحات الدينية و الأخلاق الإسلامية ، و لم أكن فتاة تسيرها رياح أهواءها يمنه و يسره ، بل عشت في محيط عائلي حميمي ، تربيت فيه على مراقبة الله في السر و العلن ، حافظت على أخلاق سويه ، و حرصت على المعاملة بالحسنى مع الجميع ، و إن أساؤوا لي ، فالله سبحانه كفيل باسترداد حقي كاملا و كما تدين تدان ، سعيت لإثبات ذاتي و لأن أكون مميزه ، و كل ذنبي أني سعيت للتغيير و الإصلاح ما استطعت ، أردت أن أنسف البدع ، ألغي التمايز الجاهلي الجائر ، ليكون الدين و الأخلاق هما الحكم ، دعوت الجميع لتصفية نفوسهم ، و تحرير أرواحهم من أغلالهم و أحقادهم ، لنعيش كلنا معا بحب و تسامح و موده و رحمة ، و كان هدفي الأساسي، دعوة لنعيش الحياة بشفافية ...
في رواياتي ، خلقت حالات نفسيه ، و مواقف تصويريه إيحائيه ، بعضها يحمل نوعا من الجرأة الأدبية المطلوبة الغير إباحيه ، كان هدفي أن يعيش القارئ القصة كما عاشها أبطالها ، فيستخلص بالنهاية العبره ولا يكرر تلك الأخطاء ، و تكون التجربة التي عرضتها نموذجا لإنسان أخطأ المسير لأسباب معينه أولها بعده عن خالقه ، لم أرغب بأن أكتب العبرة نصيا ن لأسقيها للقارئ سقاية ، فالتجربة بحد ذاتها أكثر الاشياء إثراءا للإنسان ، لم تكن تلك الروايات تجارب شخصية لي ، بل انتقيتها من سجادة المجتمع التي نقف عليها جميعا ، قطفت أصعبها و أقواها و فرشتها أمام ناظريكم بوضوح ، دون تلوّن أو نفاق أو خداع ، تعايشت مع تجارب أبطالي ، أحسست بهم ، تفاعلت معهم ، نزفت على أوراقي دموعا انتزعت من قلبي أحلى أحاسيس كانت هي أبسط حقوقي كفتاة ، انتزعتها لأني أحسست بكم و لكن لم يحس بي أحدا ، و صرت أنا السجادة التي يداس عليها ، لا ، لم انتزعها بإرادتي ، بل انتزعت مني غصبا ، و كان جزائي ، سب و شتم و لعن ، طعن في الشرف ، وصف بذيء لا يقال لكافر ، و أكبر ظلم هو أن أنفى مع عديمات الأخلاق ، لأكون عارا يفر منه الجميع ، ولا خط رجعه ، ولا قبول لتوبه ، عاب البعض أصلي و البعض الآخر عاب أخلاقي ، و ما يثير ضحكي أن هناك من عاب شكلي و كأني أنا من خلقت نفسي ، من أراد أن يعرف أصلي له أن يبحث في المواقع الالكترونية ليجد صفحات تاريخيه بيضاء لا تشوبها شائبة عن عائلتي و قبيلتي أيضا ، وأما أخلاقي أتحدى من يجد بي نقيصه ، و أما فشكلي فلله الحمد على تمام النعمه ، لقد خلقنا الله سواسية و جميعنا بالدين و الإنسانية اخوه ، و احترام البشر واجب ، و الدين معامله ، و الغيبة و النميمة محرمه ، قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحبُّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم) الحجرات
لست نادمة على شيء ، فأنا أعرف تماما وضوح نفسي ، و الكل أيضا ، و من يخلق تفسيرات من نظرته الضيقة و يفسر عني مقاصدي ، و يوجه غاياتي ، فذلك شأنه ، و قصور في تقديراته ،
فالكل يرى الناس يمثل طباعه ، و من عابني ظلما سترجع معيبته له ، لن أبرئ ، كل لسان وصفني بما لا أستحق ، و كل ظن أساء الحكم علي ، و كل من نقل خبرا كاذبا سيئا عني ، و كل نفس أضمرت لي شرا ، و كل من حرمني من أن أحيا كإنسانه على الأقل ، سأترفع عن كل شيء، و سأرى نفسي رمزا مثاليا لا يعيبه شيء ، على الأقل لست مدينة لأحد ولو بحرف واحد ، نقيت نفسي أمام الله ، و طهرت روحي ، و سأقاضي كل من أساء لي يوم الحساب ، الكل سيحاسب أمام الله، قال تعالى " ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار" ..
تحدثت سارة في كتاباتها عن القوامة ، و كيف أنها عز للمرأة و حفظ لكرامتها و صون لقيمتها، فالقوامة ليست مجرد أوامر و أفضلية ، فيسود الرجل العالم و تعامل المرأة كقطعة أثاث في المنزل
انتقدت أيضا المفاخرة القبلية التعصبية ، و كيف يقيم البعض الفرد على أساس الاسم الأخير ، و كيف يحرم الأب الابن من أن يتزوج بنت صالحة و خلوقه فقط لأنها لا تنتمي إلى الشجرة التي ينحدر منها نسل قبيلتهم ، و قد يتبرأ منه إن أصر على الزواج من فتاة اختارها قلبه و لكنها لم تنحدر من نسل الجد الذي مات و شبع موتا و أكله الدود حتى شبع
تحدثت عن من يخدع نفسه باتهام الغرب باستغلاله لنا ، فيصب جهده على تشويه صورة الغرب دون استغلال هذه الطاقة بتطوير نفسه ، كم هو مضحك أن نتهم الغرب باستغلاله لنا ، و استهدافه تدميرنا ، و رغبته بالاستحواذ على خيراتنا ، من نحن حتى يستقصدونا ؟ ، هل لتكنولوجيتنا المتطورة؟ ، أم لأبحاثنا التي كشفت أعماق المجهول؟! ، زرعنا في أنفسنا هذه النظرة و نحن مجرد أننا أناس شهوانيون غرقت عقولنا في البحث عن الملذات و المتع ، كثيرون منا تجمد فكرهم و انحصر فيما سيأكل ، و إلى أين سيذهب ، و ماذا يتابع في الإعلام ، و قضاء ساعات مبحلقا عينيه بشاشة الكمبيوتر!
انتقدت فئة تشربت كل أفكار التغريب متباهيا بها ، يعتقد الفرد منهم أنه إنسان عصري و متحضر ، يقبل الرأي الآخر أيا كان رأيه و إن شطح بأفكاره و تجاوز حدود العقيدة ، قرأ كتابين و حسب نفسه ناقدا و مفكرا و أديبا ، فتجاوز الحدود بتفكيره دينيا و أخلاقيا ، و عكس مفاهيم الأشياء ، لم يأخذ من الغرب إلا تعريته للمرأة من كل مظاهر حشمتها ، و عرضها للتباهي بمفاتنها أمام الآخرين، و اعتقادهم بمساواتها للرجل في كل شيء، يظن أن العلاقة طردية بين التحضر و الديوثية!
تسعى ساره لخلق نموذج للفتاة الملتزمة ، المثقفة ، المحافظة ، المحتشمة ، الرزينة ، و ترى أن باستطاعة الفتاة أن تمارس كل النشاطات و أن تدخل في كل المجالات مع المحافظة على احتشامها ، فبإمكانها أن تكون طبيبة ، مذيعة ، داعية، و كاتبة أيضا ، فالمظهر الإسلامي ليس عقبة أبدا في طريق الفتاة ، بل هو ستار حافظ ، و شكل يفرض هيبته و احترامه أمام الجميع ، على عكس الفتاة المتحررة من كل مظاهر حشمتها ، تجذب إليها أنظار المتردية و النطيحة ، بل قد تقلل من احترام الآخرين لها بشكل كبير
تتمنى كاتبتنا النهوض بثقافة المجتمع ، و أن نركز على الشباب ، فهم آباء الغد ، علينا أن نطور من برامجنا التلفزيونية ، بل القيام بحملات توعوية أخلاقية للسمو بأخلاق الشباب و إصلاح الإعوجاج ، و على أفراد المجتمع بكافة انتماءاتهم و أفكارهم و مذاهبهم و طوائفهم و أعمارهم المشاركة و التعاون مع بعضهم البعض، و على الفرد نفسه أن يسعى لأن لكون عنصرا مميزا ذو تأثير إيجابي في مجتمعه، لا أن يكون مجرد اسما في سجلات المواليد ، و حين وفاته لا يترك أثرا سوى مجرد اسما أيضا في سجلات الوفيات ، عليه أن يحقق ذاته ، و يسمو بأفكاره ، و أن يسعى لأن يكون مثاليا ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، و أكبر و أعظم كتاب ييسر له ذلك كتاب الله عز وجل ، فمن أقبل بقلبه على الله تعالى أقبل الله بقلوب العباد عليه ، و الحياة برضا الله سبحانه و تعالى راحة لا تضاهيها راحة ، فتدعوك كاتبتنا سارة أن تكون دائما مع الله تعالى فسبحانه عند حسن ظن عبده به ، و عوض في نفسك كل ما أهمك ، لا تقل " لو أني فعلت كذا و كذا لكان كذا و كذا و لكن قل ، قدر الله و ما شاء فعل " ، " إن مع العسر يسرا " و لابد للظلام أن ينجلي و يحل محله نورا يملأ المشرق و المغرب ، و أعلم أن أمر المؤمن كله خير، فاحمد الله على ما أصابك ، فالله لم يكتب لك إلا الخير ، ابتسم ، و فكر كيف تخلق من رحم المصيبة انجازا عظيما تحقق به ذاتك ، فتجبر به كسور خاطرك و ترتقي ، و تصنع من النجاح اجنحة تطير بها في عالم الإبداع ، فتحقق السعادة لنفسك و قد تغلبت على مصيبتك بإيجابية ، و تنفع الآخرين بما صنعت و تكون إنسانا مميزا في مجتمعك ، و خذني مثالا ، فو الله لم أكن كاتبة إلا من مصائبي ، و لم أستمر إلا لأني أخلق نجاحا من مشاكلي ، حمدا لله على فضله .
- صفحة الكاتبة في الويكبيديا للمزيد من المعلومات
- هذه السيرة خاصة من الكاتبة سارة الدريس.
القسم:
ثقافة وفنون
والله صغيره وش زينها الله يحفظها
ردحذفالله يوفقها بس ويبعد عنها ولاد الحرام
ردحذفوالله هذه كاتبة تكتب مواضيع جريئة جداً
ردحذفللأخت مريم الجمال وحده مش كفاية...
ربنا يوفقك
ردحذفيخزي العين شو مهضومة
ردحذفالله يوفقك يارب
ردحذفماشاء الله تبارك الله .. العمر كله الله يحفظك
ردحذف