ومن المتوقع أن يفتتح القناة الجديدة، رئيس الحكومة وزعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان. وذلك وفقاً لصحيفة الحياة اللندنية.
ويدير هذه القناة، الكاتب والصحافي التركي سفر توران الذي قضى أكثر من 10 أعوام متجولاً في البلاد العربية، إذ عمل في قناة "7" الإسلامية، التي كانت تابعة لحزب الرفاه الإسلامي المنحل، وهي الآن، ضمن الإمبراطورية الإعلامية، التابعة، في شكل غير مباشر، للداعية الإسلامي التركي، المقيم في أميركا، وأبرز داعمي حزب العدالة والتنمية "فتح الله غولان".
وينفي توران حسب صحيفة الحياة أن يكون إطلاق القناة التركية، نتيجة لتنامي العلاقات العربية - التركية، معتبراً أن الهدف الأساسي من إنشاء المحطة هو توثيق هذه العلاقات.
وتقول بعض المصادر، إن هذه القناة الجديدة لن تكون لإحياء لغة الشعب العربي وتراثه وعاداته وتقاليده القاطنون في تركيا والبالغ عددهم نحو مليون شخص، بل سيكون جمهورها العرب خارج الدولة التركية. وعلى الرغم أن هناك كتاباً ومثقفين أتراكاً، أهم من سفر توران، من حيث الخبرة الإعلامية والحضور الثقافي، ويجيدون العربية، في شكل جيد، كجنكيز تشاندار وفايق بولوت، بالإضافة إلى إعلاميين وأكادميين ومثقفين عرب، يحملون الجنسية التركية، إلا أن الحكومة التركية تجاهلتهم، وسلمت دفة القناة، لإعلامي يدور في فلكها حرصاً منها على أن يولي الأهمية القصوى لسياسات الحزب الحاكم، والتسويق لها في العالم العربي، عبر القناة. وكانت الحكومة التركية أطلقت في وقت سابق من العام 2009، قناة "تي.آر.تي 6" الناطقة بالكردية. وقد يكون اسم القناة العربية "تي.آر.تي 7 أو 8 أو 9.. " في كلتا الحالتين، لم يكن إطلاق القناتين، مسبوقاً باعتراف دستوري بأكراد تركيا أو عربها، يحصن هذه القناة. واللافت أن الحكومة التركية صرفت أموالاً طائلة على "تي.آر.تي 6" كي تجذب قطاعات واسعة من المثقفين الأكراد، ليسوقوا للحزب الحاكم. أما في حال القناة الناطقة بالعربية، فسيكون هناك تهافت محموم من قبل الإعلاميين والمثقفين العرب للعمل فيها. وبحسب المعلومات التي تناقلها الإعلام عن الخطط البرامجية لهذه القناة، فإنها تشير إلى أن القناة تعتزم ربط القاهرة ودمشق وبيروت وعواصم عربية أخرى بإسطنبول، عبر شبكة من المراسلين، وشركات إنتاج البرامج، ما يتطلب موازنة ضخمة، هي أضعاف ما خصصته الحكومة لقناة "تي.آر.تي 6" الناطقة بالكردية. وهذه الأخيرة، كما لمح المدير العام لقناة "تي.آر.تي" في تصريح له لموقع "صون هابر- آخر خبر" الإلكتروني، إنه "من المحتمل إيقافها"، إذا تطلب الأمر. وبإمكان الحكومة أن تفعل ذلك، لأنه ليس هناك ضمانات تحمي الثقافات واللغات الكردية والعربية والأرمنية والسريانية في التلفزة الرسمية التركية. ومن المتوقع أيضاً أن يكون إطلاق هذه القناة، بادرة مهمة، ستضع الإعلام العربي المرئي على المحك. وعلى كل من قنوات "الحرة" الأمريكية، و"بي.بي.سي – العربية" البريطانية، و"العالم" الإيرانية، و"روسيا اليوم" الروسية، أن تتأهب لولادة زميلة منافسة وقوية، تحظى بجمهور هائل، حتى قبل أن تجد النور.
بقلم أرابيان بزنس
في يوم الثلاثاء, 22 ديسمبر 2009
القسم:
إعلام وتسويق