الاتصال والإعلام .... الأركان والوظائف

الاعلام لغة :  مشتق من ( اعلم ) يقال اعلم اعلاما بمعنى : اخبر اخبارا .

  الاعلام إصطلاحا : هو النقل الحر والموضوعي للاخبار والمعلومات باحدى وسائل الاعلام او انه نقل الاخبار والوقائع بصورة

صحيحة .
ويعرفه الدكتور ابراهيم إمام بانه : نشر الاخبار والمعلومات والآراء على الجماهير .
ومن قراءة الكثير من التعاريف التي اطلقها الباحثون والمختصون بهذا الموضوع يمكن التوصل الى تعريف عام وشامل اقرب الى تحديد معنى الاعلام بانه : هو كل نقل للمعلومات والمعارف والثقافات الفكرية والسلوكية بطرق مختلفة ومن خلال وسائل معينة لها شخصيتها الحقيقية او الاعتبارية بقصد خلق التاثير لدى الطرف الآخر مستقبل المعلومة .

وقد ولد هاجس الاعلام ورغبة التعامل به مع ولادة الانسان ، فمنذ اطلق الانسان صرخة ولادته الاولى معبرا عن وجوده وذاته ، بدات سلسلة انماط التعبير والافصاح عن مكنوناتها والادلاء بالاراء والتصورات والانطباعات عن كل ما يحيط بالانسان من ظواهر بشرية او طبيعية … وهنا نلمس ان البعد الاجتماعي في حياة الانسان واضحا اشد الوضوح ، فهو كائن خلق ليتعارف ويتعاطى مع البشر من حوله ومع الظروف والاحوال التي يمكنه الوصول اليها كافة ، وقد حدد خالقه الجليل هذه النزعة بقوله تعالى :( يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ، إن الله عليم خبير ) [ الحجرات : 13 ] .
وقد اتخذت صور تعبير الانسان عن ذاته اشكالا واوضاعا مختلفة فهي تارة بالصوت وتارة باشعال النيران واخرى بكتابة الخطوط والرموز على الحجر والعظام والجدران وكذلك في تعليق العلامات والرايات مما عنا بها الانسان القديم التعبير عن وجوده ومشاعره …
وقد ارتبط تطور وسائل الاعلام التي مارس من خلالها الانسان وظيفته بالتقدم التقني والعلمي الذي مرت به البشرية ورغم تدرج سبل الاتصال والاعلام بين الانسان واخيه الانسان من كونه غير واع او مقصود اولتحقيق غاية معينة الى اتصال واعي ومقصود ولتحقيق غاية معينة ثم من اتصال شخصي او محدود الى اتصال عام وجماهيري ، فقد لعبت ادوات التطور التقني في كل ذلك دورا مهما فاختراع الانسان للكتابة دفعه للتعامل مع الادوات والصناعات التي تتطلبها الكتابة فتطور الامر من حجر او قصب الى جلود معتنى بها وحبر اكثر ملائمة لتسجيل الافكار والى مواد اخرى اكثر تحضرا مما سبق … اما الثورة الصناعية فقد حققت تطورا هائلا في هذا المجال بدخول مكائن وآلات صناعة الورق والاقلام وآلات الطباعة الحديثة التي جعلت وسائل الاعلام المطبوعة اكثر جماهيرية وعمومية بعد ان كانت قبل قرون من ذلك تقرا شفاها كما في خطبة الجمعة عند المسلمين او تعليق الرقع والقوانين كما عند الصينيين او نحتها على الحجر الاصم كما في مسلة حموابي القانونية الشهيرة …

ان استمرار التقدم الصناعي خدم وسائل الاعلام خدمة كبيرة فبدت الصحف والمجلات والكتب اقل كلفة واكثر نظارة وبهجة وإمتاعا وبتطور وسائل النقل الى مركبات وقطارات سريعة وطائرات تخرق الفضاءات الشائعة بدقائق معدودة اضحىنشر المطبوع وايصاله الى جهات عدة في العالم امرا متيسرا ومتاحا بسهولة اكثر من السابق …
اما اختراع وسيلة التخاطب الصوتي / الاذاعي عن طريق الاسلاك ثم بدون اسلاك فقد ساهم هو الاخر في تطور وسرعة نقل المعلومة الاعلامية من المنشأ الى المستقبل وبذلك لم تقتصر وسائل الاعلام على الكلمةالمطبوعة بل تعدتها الى صورة جديدة هي الكلمة المسموعة ثم اضيف اليها الصورة واللون والحركة باختراع التلفاز الذي ادى رخص ثمنه وسهولة استخدامه وعظيم اثره الى وصول الاعلام الى كل بيت في العالم مخترقا الحواجز الجغرافية والسياسية واللغوية بعد ان ولدت الفضائيات التي استعانت بعملها بالاقمار الصناعية التي جعلت الصعب سهلا وحولت مفهوم : ان العالم قرية صغيرة ، حقيقة يعيشها الانسان اينما كان على الارض ، فاصبح الحدث الواقع في اقصى شمال او شرق الارض منقولا بالصوت والصورة واللون خلال دقائق او ثوان الى الطرف الآخر من الكرة الارضية كما نشهد ذلك اليوم من حياتنا ، وبعد هذا كله تتواصل الجهود وتتبارى المؤسسات والشركات وتتنافس من اجل اختراع الجديد وتطوير ما موجود لغرض تحقيق النجاح والربحالاوسع عن طريق تصنيع وسائل اكثر حداثة في نقل المعلومة الاعلامية …

* بين الاتصال والاعلام :الاعلام جزء من كلية اسما الاتصال فالاتصال عام لايشمل اتصال الانسان باخيه الانسان فقط ، بل

يتعداه الى الاتصال بين مخلوقات الله غير المرئية وكذلك الاتصال الحاصل لدى الحيوانات والطيور الاسماك والحشرات كحركةالنحل والنمل وهجرة الطيور ، اضافة الى تلقيح الازهار بالحشرات والهواء والماء واية وسيلة اخرى ، كل ذلك يمثل اتصال كائن بكائن آخر ، ومن هذا يتبين ان الاتصال اكثر عمومية من الاعلام الذي يمثل البشر فقط …
ويقسم الاتصال حين يطلق على الحياة البشرية الى ذاتي وعام ، ويقصد بالذاتي هو ما يحدث داخل عقل الانسان عن طريق افكاره وانطباعاته ومشاعره ومشاعر الحب والكراهية والسخط والرضا الموجهة من الانسان الى ذاته وشخصيته هي من قبيل اتصال الانسان بنفسه …
اما الاتصال العام اي اتصال الانسان بغيره فهو مثل اتصال الانسان بغير جنسه كمخلوقات الله البقية ، اما الاهم هنا فهو اتصال الانسان باخيه الانسان اتصالامدركا واعيا وهذا بدوره يقسم الى ثلاثة انواع .
الاول : الاتصال الشخصي او المباشر مثل علاقة الانسان بصديقه او اسرته او زملائه …
الثاني : هو الاتصال الجماهيري كاتصال الانسان او جهة ما بالجماهير الغفيرة مهما كان نوع وثقافة هذه الجماهير او اماكن وجودها في العالم .
والثالث: هو إتصال الحضارات والثقافات بعضها بالبعض الآخر عبر تعاقب الازمان والاجيال والامم … وتجدر الاشارة هنا الى ان وسائل الاتصال الشخصي هي : المحادثة والمناظرة والخطاب والهاتف ، اما وسائل الاتصال الجماهيري فهي : الصحيفة والراديو والتلفزيون والسينما ، بينما يمثل الانترنيت وسيلة اعلامية مشتركة فهي تارة شخصية وتارة اخرى وسيلة اعلام جماهيرية حيث يبث شخص او جهة ما رسالة اعلامية الى شخص او جهة اخرى عبر مواقع علنية معروفة ، اضافة الى كونها تدخل ضمن النوع الثالث اي الاتصال الحضاري والثقافي ، ومن وسائل الاتصال الحضاري والثقافي المعروفة : السياحة والحروب والحج والتجارة وتبادل الوفود والبعثات …
ويمكن ايضاح انواع الاتصال وفروعه عبر التخطيط الآتي :

artpic

إرسال تعليق

أحدث أقدم