للشعراء الكثير من الطرائف والأخبار، ومنها نذكر احد المواقف الذي وقع بين كل من الشاعر أبو دلامة، والخليفة المهدي. وأبو دلامة هو زند بن الجون الأسدي وهو شاعر من أهل الظرف والدعابة، أسود اللون، جسيم وسيم كان أبوه عبداً لرجل من أسد وأعتقه، نشأ في الكوفة واتصل بالخلفاء من بني العباس، فكانوا يستلطفونه ويغدِقون عليه العطايا، وله في بعضهم مدائح، وللشاعر أخبار كثيرة ومتفرقة.
من مواقفه الطريفة أنه دخل يوماً على الخليفة المهدي في مجلسه وعنده جماعة من بني هاشم فبادره الخليفة بقوله: إن لم تهج أحداً ممن في هذا المجلس يا أبا دلامة لأقطعن لسانك.
فجال أبو دلامة ببصره في القوم وحار في أمره، فصار كلما نظر إلى واحد غمزه وأفهمه أن عليه إرضاءه, فما كان ذلك إلا ليزيد في حيرته, ثم رأى أبو دلامة أن أسلم ما يفعله هو أن يهجو نفسه فقال:
ألا أبــلـغ لَـدَيـكَ أبَــا دُلامَــه
فَلَيسَ مِنَ الكِرامِ وَلا كَرَامَه
إذا لَـبِسَ الـعِمَامَةَ كانَ قِرداً
وَخِـنزِيراً إذا نَـزَعَ الـعِمَامَه
جَـمَعتَ دَمَامةً وجَمَعتَ لُؤماً
كَـذَاكَ الـلُّومُ تَـتبَعُهُ الـدَّمَامَه
فـإن تَـكُ قَد أصَبتَ نَعِيمَ iiدُنيَا
فـلا تَـفرَح فَـقَد دَنَـتِ القِيامَه
وبما أن أبو دلامة كان أحد الموجودين في المجلس فقد أفلت من المأزق الذي وضعه فيه الخليفة، بذكائه ومكره.
عن محيط شبكة الأخبار العربية