صدر كتاب "الصين لا يمكن إطفاء النور" لمؤلفيه ماري هولزمان، نويل مامير عن دار نشر جان كلود غوزافيتش ـ باريس ـ 2009، وينطلق المؤلفان في هذا الكتاب وفقاً لصحيفة "البيان" الإماراتية من ذلك الحدث الشهير في ساحة تياننمان في مطلع شهر يونيو 1989 في بكين، ليلة 3 و4 يونيو من عام 1989، حيث كان حشد من الشباب الصينيين يتظاهرون في تلك الساحة للمطالبة بقدر أكبر من الحريّات العامة في بلادهم، وانتهت تلك المظاهرة بحمام من الدم عندما قامت الدبابات بسحق العديد من أولئك المتظاهرين.
ويعود المؤلفان إلى نصٍ أول كانا قد أعدّاه عام 1996، كي يقدما عملا جديدا يلقي الضوء أكثر على مسار التطور الذي عرفته "إمبراطورية الوسط"، كما يُطلق على الصين، خلال العشرين سنة الماضية مع محاولة استقراء سبل المستقبل، وهما يعتمدان على العديد من الشهادات والمعلومات التي استجدت خلال الفترة الأخيرة.
ولعلّ أهم ما يميّز هذا العمل عن الصين، هو أن مؤلفيه يتعرضان إلى دراسة حالات عيانية لشخصيات صينية أكّدت، بشجاعة، أنها مستعدة لتقديم التضحيات من أجل زيادة هامش الحرية في بلادها. وعلى رأس هذه الشخصيات "واي يانغ شينغ" الذي أصبح أحد أشهر رموز المعارضة الديمقراطية في الصين.
يؤكّد المؤلفان على حقيقة النمو الاقتصادي الصيني والنهوض الكبير الذي حققته في مختلف الميادين، الأمر الذي شهدت عليه بوضوح التظاهرة الكبرى التي شكّلها تنظيم الألعاب الأولمبية في بكين خلال صيف 2008 .ولكن هذا لا يمنع من سطوة الحزب الشيوعي الحاكم الواسعة .
مع محاولة تقديم البراهين على أن أولئك الذين يسيطرون على مقاليد الحكم ويسعون إلى تحقيق هدف واحد هو الاستمرار على رأس السلطة في الصين، ويؤكد المؤلفان أن ما يسعى إليه القائمون على السلطة هو أن يحذفوا من التاريخ ومن الذاكرة الجماعية ذكرى أحداث تياننمان، وليس ذكراها فقط ولكن أيضاً حذف دلالاتها.
وما يحاول أن يكرره المؤلفان باستمرار هو أن النمو الاقتصادي الصيني الكبير يصبّ غاليا في مصلحة شريحة قليلة من الصينيين بينما لا تجني منه غالبية الشعب الشيء الكثير، فالصين لا تزال هي بلاد عدة مئات من البشر الذين يعيشون دون عتبة الفقر. هؤلاء الجميع الفئة التي تحلم بالحرية وهي التي يرفض بعض أفرادها السكوت، وهم بالتحديد الذين يكرّس لهم مؤلفا هذا العمل كتابهما.
عن: محيط ( شبكة الإعلام العربية )