أسباب عديدة تجعلنا نحتفى بخدمة «جوجل إجابات» التى تم إطلاقها جوجل رسميا الأسبوع الماضى، أحد هذه الأسباب أن الخدمة هى الأولى من نوعها باللغة العربية، كما أنها الخدمة الأولى من جوجل التى تنطلق بالعربية قبل أى لغة أخرى فى العالم، وأيضا لكون الخدمة مفيدة وعملية بالفعل، والمستخدمون العرب فى حاجة إليها بشكل كبير ومن شأنها إثراء المحتوى العربى على الإنترنت، وأخيرا وليس آخرا أن الخدمة الجديدة تأتى من جوجل صاحبة إبداعات الإنترنت الأكثر تأثيرا وانتشارا فى العالم.
خدمة «جوجل إجابات» عبارة عن أداة على الإنترنت تتيح للمستخدمين طرح أسئلة عن أى شىء يخطر ببالهم على باقى المستخدمين، وكذلك الإجابة عن أسئلة الآخرين.
فأنا وأنت فى حياتنا اليومية تخطر ببالنا عشرات الأسئلة عن أى شىء ؛ من أول أفضل وسيلة مواصلات لمكان معين وصولا إلى سؤال شديد التخصص فى أحد العلوم أو الفنون، وغالبا ما يكون لدى البعض من ملايين المستخدمين العرب إجابات ما عن أسئلتك قد يحبون مشاركتها معك ومع الآخرين.
وتعتمد فكرة «جوجل إجابات» كما يقول وائل الفخرانى مدير جوجل مصر وشمال أفريقيا على فكرة «حكمة الجماعة» Wisdom of The Crowd، وهى فكرة مفادها أن مجموعة من الناس يكون لديهم، مجتمعين، خلاصة الكثير من الحقائق والمعرفة حول أشياء كثيرة، ويمكن الوصول إلى تلك الخلاصة إذا أمكن للناس مشاركة معرفتهم تلك بشكل جماعى، وبإمكانهم أيضا انتقاء واختيار أى من تلك المعلومات يصلح وأيها لا يصلح.
فأنت عندما تطرح سؤالا على الناس ستأتيك بالتأكيد إجابات صحيحة وإجابات أخرى خاطئة، وإجابات جزء منها صحيح وجزء منها خاطئ. والجميل فى «جوجل إجابات» أنها مصممة بشكل يسمح للمستخدمين بطرح عدد لا نهائى من الإجابات التى سيظهر من تراكمها أى المعلومات أصح وأيها خاطئ، وستكون الإجابات الأكثر اكتمالا والأكثر إقناعا للمستخدمين هى الإجابة الأفضل عن السؤال المطروح.
وهكذا تهدف جوجل إلى تراكم عدد لا نهائى من الأسئلة والإجابات عن كل شىء وأى شىء، بحيث تكون هذه الأسئلة والإجابات رصيدا مضافا للمحتوى العربى على الإنترنت، يظهر فى نتائج البحث العادية. وقد قدرت جوجل أن أكثر من مليون سؤال يطرحها المستخدمون العرب يوميا على محركات البحث تكون بلا إجابة متاحة فعليا بسبب القصور الكبير فى المحتوى العربى على الإنترنت، والذى يمثل حوالى 1% فقط من مجموع المحتوى بباقى اللغات، فى حين أن المنطقة العربية تشهد نموا فائقا فى عدد المستخدمين سنويا، واللغة العربية هى لغة ثقافة ومعرفة وتستحق وضعا أفضل من هذا بكثير.
الفكرة ليست جديدة تماما، فقد طرحتها شركات أخرى بطرق مختلفة على الإنترنت منذ سنوات ولكن بلغات أخرى غير العربية، وأشهرها خدمة Yahoo Answers، ولكن وجود خدمة مثل تلك باللغة العربية كان يحتاج شركة بحجم جوجل لديها من المعرفة والخبرة والتقنية ما يجعلها قادرة على تنفيذها، والتى وإن بدت بسيطة فإنها تحتاج لجهود تقنية كبيرة فى تشغيلها وتطويرها ونشرها بين المستخدمين لتكون خدمة يعتمد عليها.
وكل ما تحتاج إليه لتستفيد من الخدمة هو أن يكون لديك حساب فى جوجل أو أن تنشئ حسابا جديدا، ثم تختار اسم افتراضى لك لتظهر به على الخدمة، ومن ثم يمكنك البدء فى طرح الأسئلة والإجابات. وتقوم «جوجل إجابات» بمنحك عددا من النقاط كلما طرحت سؤالا أو أجبت إجابة، وكلما كانت إجاباتك ذات أفضلية عند الآخرين كلما زاد عدد النقاط التى تحصل عليها، وعندما يصل عدد إجاباتك على موضوع أو تخصص ما إلى عدد معين، يتم تصنيفك فى واحد من تسعة تصنيفات من مبتدئ إلى عالم أو خبير فى هذا الموضوع أو التخصص.
وقبل طرح أى سؤال، يمكنك البحث عن موضوع سؤالك فى خدمة البحث الملحقة لمعرفة إن كان أحدهم قد سأل سؤالا مشابها أم لا، وعند طرحك لسؤال ما، لن تحتاج إلى العودة إليه مرة أخرى لتعرف إن كان أحدهم قد أجاب عنه أم لا، فستقوم الخدمة تلقائيا بإرسال بريد إلكترونى إليك كلما جاءت إجابة جديدة عن سؤالك. وقد وضعت جوجل سياسة استخدام واضحة تمنع المستخدمين من طرح أسئلة أو إجابات تحرض على العنف أو الكراهية أو تحتوى على ما يسىء للآداب العامة، وبإمكان أى مستخدم الإبلاغ عن شىء كهذا ليتم حذفه ومنع صاحبه من المشاركة مرة أخرى.
يمكنك الدخول على خدمة «جوجل إجابات» عن طريق هذا الرابط: http://egabat.google.com