كشف الدكتور سليم الشامسي رئيس لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين في اتحاد الكرة النقاب عن قيام اللجنة بتجهيز مسودة مشروع تتضمن اعتبار مزاولة لعب كرة القدم مهنة معترف بها رسميا من قبل كافة الجهات المعنية في الدولة.
وينطبق عليها كافة قوانين ولوائح العمل في الدولة وتتماشى مع تطبيق الاحتراف بشكل رسمي في الدولة وتفرغ اللاعبين لمزاولة هذه المهنة، على أن تتم مناقشة مسودة المشروع من قبل اللجنة القانونية ومجلس إدارة الاتحاد ومن ثم رفعها إلي المجلس الوطني الاستشاري لإقرارها ورفعها كقانون إلى الجهات التنفيذية في الدولة لإصدار قانون رسمي يتم بموجبه الاعتراف بمهنة كرة القدم بشكل رسمي.
إلى هنا والأمور تبدو جميلة وإيجابية وتشعرنا بالفعل أن هناك العديد من النقاط الحيوية المتعلقة بالاحتراف تسير في خطوط متوازية مع المنظومة الجديدة التي لا يمكن أن نصل من خلالها للمثالية ما لم ندعمها ببعض العناصر الأساسية التي لا يمكن بدونها التعاطي مع الاحتراف ومن غيرها سيبقى احترافنا أعرج ويحتاج (لعكاز) حتى يتمكن من المشي والمشي بتلك الصورة لن يفيدنا ولن يخدمنا في ظل ذلك التسابق السريع والخطوات الرهيبة التي تقطعها الدول الأخرى في هذا المجال الذي أصبح التنافس فيه لا يوصف، ولا يمكن أن ينتظر أولئك الذين يسيرون في طريقه مستخدمين ومرتكزين على ( العكاكيز).
إن متطلبات عصر الاحتراف أصبحت تقتضي ضرورة التعايش مع الواقع الجديد بالنسبة للاعبينا طالما أنهم وافقوا طواعية على الدخول في المنظومة الجديدة والتعاطي مع الواقع الجديد، خاصة بعد أن كشفت التجربة في سنتها الأولى العديد من أوجه القصور من جانب مختلف الجهات المتعاطية مع الاحتراف، بسبب غياب الثقافة الاحترافية التي كانت سببا في تواضع النتائج الإيجابية في السنة الأولى من الاحتراف وهو الأمر الذي كان متوقعا ويجب العمل على تفاديه في المستقبل ، وحتى يكون المردود إيجابيا يجب إقحام الجانب التثقيفي لدى مختلف العناصر ذات الصلة بالمنظومة الكروية وبدون تلك الخطوة فإن احترافنا سيستمر في السير على العكاز.
إن مسألة إقناع مجتمع له تقاليده المحافظة مثل مجتمعنا بمهنة جديدة كمهنة اللاعب تحتاج إلى كثير من الوقت والجهد والصبر أيضا ، لأن الثقافة المجتمعية تجاه الممارسة الرياضية لدى الغالبية ما زالت قائمة على الهواية وعلى الفكر التقليدي نحو الرياضة، التي لا تزال من وجهة نظر الكثيرين مجالا لقضاء وقت الفراغ والتسلية مهما ازدادت حدتها ووتيرة المنافسة فيها، وبالتالي فأن محاولة تغيير تلك المفاهيم وإقحام المجتمع بوظيفة جديدة كمهنة لاعب كرة قدم لن تأتي بين ليلة وضحاها.
كلمة أخيرة
العمل المشترك والانسجام يمثلان قاعدة الانطلاق ونقطة الارتكاز التي يجب أن تقوم عليها العلاقة بين الرابطة واتحاد الكرة، وبدونها لن يكون العمل مجديا، ومن أجل ذلك كانت دعوة سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان لرئيسي الاتحاد والرابطة والذي كان بمثابة التذكير والتأكيد على أن مصلحة كرة الإمارات تفرض علينا جميعا أن نتفق، وأن نعمل معا من أجلها ومن أجل الارتقاء بها.
- محمد جاسم
- نقلاً عن صحيفة "البيان" الإماراتية